يخلق الحب حالة من السعادة والأمل في حياة جديدة تغمرها العاطفة، ولكن هل تخيلتِ يوماً أن الحب كان السبب وراء تأسيس دار فان كليف أند آربلز Van Cleef & Arpels's، التي تُعد من أرقى وأفخم دور المجوهرات في العالم منذ القرن التاسع عشر؟!
بدأت قصة الحب التي تأسر القلوب عام 1895 في قلب العاصمة الفرنسية باريس، عندما تزوجت "إستيل آربلز" ابنة أحد تجار الأحجار الكريمة، من "ألفرد فان كليف"، وهو ابن صانع المجوهرات وصاقل للألماس والأحجار.
بعد الزواج، تقاسم الزوجان الشابان روح الحماس والابتكار وحب العائلة، فنظراً لشغفهما الموروث من الأبوين العاشقين للمجوهرات والأحجار، قررا تحقيق حلم العمر، بإنشاء دار فان كليف أند آربلز، في ساحة فاندوم الشهيرة بباريس، لتُوحد الدار اسم العائلتين وتصنع واحدة من أبرز وأشهر دور المجوهرات في العالم حتى يومنا هذا.
ولأن الحب هو الملهم الأول والدائم لدار فان كليف أند آربلز، كان هناك وفاءً لهذا الحب، نجده في أول إبداعات الدار في تلك القطعة الفاخرة المذكورة في سجلات المبيعات عام 1906، لبروش على شكل قلب من الألماس، بتصميم ساحر يُعبر بإخلاص عن قصص الحب المُلهمة.
ولم تنته قصة الحب والشراكة الناجحة عند تأسيس الزوجين لدار فان كليف آند أربلز فحسب، إذ كبرت ابنتهما رينيه بويسان وأصبحت المديرة الفنية للدار في عام 1926، وبجرأتها المُبهرة وخيالها اللامحدود، صاغت أسلوباً مميزاً لفان كليف أند آربلز، أبهر العالم بتصاميم ساحرة تأسر القلوب والعيون.
كيف لعب موقع المتجر الأول لدار فان كليف أند آربلز دوراً في شهرتها بين الأرستقراطيين؟
تأسست دار فان كليف آند أربلز Van Cleef & Arpels's في عام 1906 بالتعاون بين "ألفرد فان كليف" وشقيق إستيل آربلز "تشارلز"، حيث افتتح الاثنان متجراً في ساحة فاندوم في باريس، على الجانب الآخر مباشرةً من فندق ريتز، ثم انضم إليهما فيما بعد إخوة إستيل الآخرون.
واجتذب هذا الموقع المثالي في قلب العاصمة الفرنسية، العديد من الأرستقراطيين الأوروبيين الذين عشقوا إبداعات فان كليف أند آربلز، مما ساعد على نشر قطع الدار الراقية في جميع أنحاء العالم.
ومنذ اليوم الأول، حرصت الدار على وضع معايير صارمة لانتقاء الألماس و الأحجار الكريمة، مثل الياقوت والعقيق والزمرد، التي يتم اختيارها بعناية بالغة وتصميمها بحرفية تعكس مهارة مُصممي الدار، الذين لطالما عبرت إبداعاتهم الجاذبة عن فخامة وجودة الأحجار والمعادن المُستخدمة في صناعة المجوهرات الفاخرة.
رحلة تصميم فان كليف أند آربلز لمجوهرات الملوك والأمراء والمشاهير حول العالم
الحب هو المُلهم والشغف الذي تدور حوله رحلة تصميم كل قطعة في دار فان كليف أند آربلز، مما جعل إبداعات الدار شاهدة على أجمل قصص حب الملوك والمشاهير على مر التاريخ، حيث تتمتع بسجلٍ حافلِ من تصميم المجوهرات الرائعة للنُخبة من الملوك والأثرياء في جميع أنحاء العالم.
ومن أبرز المشاهير الذين اختاروا مجوهرات فان كليف أند آربلز لتُكمل إطلالاتهم الفاخرة، الملكة صوفيا ملكة إسبانيا، كما زينت مجوهرات الدار النجمة والأميرة غرايس كيلي في حفل زفافها على أمير موناكو رينييه الثالث عام 1956.
شهدت الدار أيضاً على قصة حب دوق ودوقة وندسور، كما كانت مجوهراتها خياراً مُفضلاً للنجمة إليزابيث تايلور، والعديد من مشاهير العصر الحالي، مثل المطربة العالمية ماريا كاري والنجمة الشهيرة ريس ويذرسبون.
نحت المجوهرات بالقلوب وراقصات الباليه والعشاق على جسور باريس
اشتهرت دار فان كليف أند آربلز بإضافة عناصر الحب والحلم والسعادة لتكون جزءاً أساسياً يُستخدم في تصميم مجوهراتها الفاخرة ونحت الأحجار الكريمة والألماس، لذلك نجد القلوب وراقصات الباليه والعاشقيّن اللذين يلتقيان عند جسور باريس، عناصر أساسية في تصميم ساعات الدار الفاخرة، إضافة إلى مجوهراتها التي تعبر عن العشق بمعانٍ راقية وجذابة.
رمز الحظ والحب والسعادة في مجموعة Alhambra
من أشهر مجوهرات دار فان كليف أند آربلز مجموعة Alhambra، التي تم ابتكارها في عام 1968، واستوحت تصاميمها من زهرة البرسيم ذات الأربع بتلات، لتعبر عن الحظ والحب والصحة.
ظهرت زخارف زهور البرسيم لأول مرة في أرشيفات الدار في بداية عشرينيات القرن الماضي، فقد كان جامع التُحف "جاك آربلز"، ابن شقيق الزوجين المؤسسين للدار، كثيراً ما يقطف زهور البرسيم ذات الأربع بتلات، من الفناء الخلفي لمنزله، ويقدمها لموظفيه كتمائم للحظ السعيد، قائلاً: "لكي تكون محظوظاً، عليك أن تؤمن بالحظ".
وزُينت زهور البرسيم بتشكيلة واسعة من الأحجار الكريمة، ولكن يُعد عرق اللؤلؤ هو الحجر السائد في رصف مجوهرات Alhambra التي تأسر العيون برقيّ تصاميمها، إذ اسُتخدم هذا الحجر الكريم الأكثر شهرة في تصميم المجوهرات العصرية، في تزيين الخواتم والأقراط والقلائد والأساور والساعات الفاخرة، التي حظيت برواج ملحوظ بين النساء والصبايا في جميع أنحاء العالم.
ابتكار تقنية سرية للحفاظ على الأحجار في مجموعة Mystery Set الغامضة
تشتهر دار فان كليف أند آربلز بتقنية الترصيع الغامض، والتي يتم خلالها رصف الأحجار الكريمة في المجوهرات بطريقة لا تظهر فيها أي شوكات، للحفاظ على جمالها وألوانها الساحرة.
ابتكرت الدار هذه التقنية وحصلت على براءة اختراع عام 1933، ولازالت تُستخدم حتى اليوم، فعلى الرغم أن العلامات التجارية الأخرى للمجوهرات الراقية حاولت تجربة استخدام تقنية ترصيع الأحجار الكريمة بدون شوكات، إلا أن القطع التي تم إنتاجها لا تُضاهي تلك التي تُنتجها فان كليف أند آربلز.
السر وراء هذا التميز في مجموعة Mystery Set، هو أن هذه التقنية المُبتكرة لا يُمكن تنفيذها إلا بواسطة صائغ مُميز ومُحترف يستخدم أحجاراً كريمة متطابقة الألوان ذات تدرجات مثالية، ليقوم بقطعها بدقة تتلاءم بسلاسة وانسيابية مع بعضها البعض، حتى تكون النتيجة النهائية قطعة فاخرة لا مثيل لها.
تؤكد الدار أن هذه التقنية لا يُتقن أسرارها سوى عدد قليل جداً من الحرفيين، فهي معقدة للغاية، لدرجة أن كل حجر يمكن أن يستغرق العمل عليه ما يصل إلى ثماني ساعات يومياً.
فعلى سبيل المثال، يحتاج الانتهاء بشكل كامل من تصميم البروش أكثر من 300 ساعة، وهذا هو السبب وراء يتم إنتاج عدد قليل فقط من هذه القطع الغامضة سنوياً.
واهتم عدد من المشاهير والملوك باقتناء مجوهرات مُصممة بتقنية Mystery Set، ففي العام 1938، اختارت "الملكة نازلي" ملكة مصر، علبة سجائر من الذهب الأصفر زُينت بطائر طنّان مرصّع بأحجار الياقوت الأزرق بتقنية Mystery Set.
يبدو الطائر في هذه القطعة الفاخرة للملكة نازلي، وكأنه سيشتعل على الغصن الذي زينته الأزهار المرصوفة بأحجار الياقوت الأحمر، في مراحل مختلفة من ازدهارها.
إضافة إلى هذه العلبة الفاخرة للملكة نازلي، اشترى ملك مصر "الملك فاروق" أيضًا من هذه المجموعة مشبك وردة red rose في العام 1938,
كما اشترى الملك فاروق أيضًا من مجموعة Mystery Set أقراط Leaf عام 1951 كهدية لزوجته، وهي الأقراط التي تنبض بالحياة بلونها الساحر، حيث صُممت من البلاتين المرصوف بالماسات المُتطابقة والياقوت الأحمر، لتبدو الأزهار وكأنها تدور في رقصة باليه في الهواء قبل أن تستقر على الأرض.
في عام 2022، استخدمت دار فان كليف أند آربلز تقنية Mystery Set في تزيين القطع الفاخرة لمجموعة Legend of Diamonds – 25 Mystery Set Jewels High Jewelry، والتي اسُتخدم في تصميمها 67 ماسة استثنائية مقطوعة من نفس الحجر الخام، وزينتها أيضاً أحجار الياقوت الأحمر والأزرق والزمرد، لمزيد من الفخامة التي تأسر القلوب والعيون.
ما رأيك بمعرفة كيف لعبت المجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة دوراً بارزاً في حياة المصريين القدماء؟
مجموعة التراث الفاخر لفان كليف أند آربلز
نظراً لتاريخ فان كليف أند آربلز العريق، قررت الدار عام 2007 إنشاء مجموعة التراث Heritage التي تعرض قطعاً تاريخية نادرة تم تصميمها منذ العشرينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضي.
تعكس قطع المجوهرات الفاخرة لمجموعة Heritage خبرة الدار العريقة في تصميم ما يقرب من 200 قطعة رصفتها الأحجار الكريمة والماسات النادرة، لتبدو كلوحات فنية ارتوت مُخيلة مُصمميها بالإبداع والسحر.
وتحرص الدار على فحص كل قطعة قبل ضمها إلى مجموعة التراث، إذ يُدقق الحرفيون في تحليل القطع والمواد المستخدمة في تصميمها، كما يتم إجراء أي أعمال إصلاح تحتاجها القطعة وفقاً لمعايير صارمة للغاية، بينما يُجري قسم التراث في الدار بحث دقيق في أرشيف الدار للتعرف على هذه المجوهرات والتأكد من وثائقها التاريخية، إذ يتم التدقيق في السجلات ودفاتر الحسابات والرسومات للتأكد من صحة كل قطعة.
سحر الحب في تصاميم ساعات فاخرة للتعبير عن قصص الحب الأسطورية
يُضفي الحب سحره الخاص على شاعرية الزمن في دار فان كليف أند آربلز، ويُلهم مُصممي الدار لصناعة ساعات ملؤها الأحلام والعاطفة الآسرة.
ولتجسيد هذه الحالة الرومانسية بشكل مثالي في لوحة فنية تأسر القلوب، تحتفل ساعات Pont des Amoureux بقوة اللقاء الذي طال انتظاره بين عاشقين يتحركان نحو بعضهما البعض بشغف على أحد جسور باريس.
وتجسد ساعات Histoires d’amour من المجوهرات الراقية لفان كليف أند آربلز نفس الحالة الخيالية الساحرة للحب، من خلال حكايات العشاق الأسطوريين، فقد تم تصميمها تكريماً لثلاثة عُشاق أسطوريين، وهم عايدة وراداميس، وتريستان وإيزولت، ويوليسيس وبينيلوب.
في هذه الساعات الفاخرة، تأسرنا قدرة المُصممين في دار فان كليف أند آربلز على تجسد قصص العشق في قطعة فنية مرصوفة بالأحجار الكريمة المتشابكة والميناء المخفي ببراعة ليُضفي مزيدًا من السحر والغموض، حيث تُجسد قصيدة للحب حالة العشق الخالدة.
مجوهرات Passe-Partout القابلة للتحويل
المجوهرات القابلة للتحويل من أبرز وأفخم المجوهرات في العالم، إذ تتميز بإمكانية تحويل كل قطعة إلى إبداعات فاخرة يُمكن ارتدائها بأكثر من طريقة في آن واحد، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمرأة التي تبحث عن تصاميم تتسم بالفخامة والعملية في ذات الوقت.
وتتميز دار فان كليف أند آربلز بأنها رائدة في تصميم المجوهرات القابلة للتحويل، وهو ما نجده واضحًا في مجموعة Passe-Partout، التي كانت أول ما قدمته الدار ضمن هذا الطراز المُميز في تصميم المجوهرات القابلة للتحويل.
وتُعد قلادة Passe-Partout واحدة من أولى قطع الدار القابلة للتحويل، إذ تم تصميمها في عام 1938 من سلسلة ذهبية مرنة على شكل ثعبان ومشبكين من الزهور، يمكن ارتدائها كقلادة أو عقد أو سوار أو بروش.
ملحوظة: الصور من أرشيف وموقع دار فان كليف أند آربلز وتم نشرها بعد الحصول على موافقة الدار.
ربما ترغبين أيضاً باكتشاف كيف تطور تصميم الساعات منذ القرن السادس عشر