mena-gmtdmp

اكتئاب النفاس أصعب المشاكل بعد الولادة: وأمامك 9 طرق للتعامل معه

صورة لرضيع نائم
اكتئاب ما بعد الولادة
الولادة من أجمل الأحداث في حياة المرأة، معها تكون الفرحة والسعادة، ولكن في بعض الأحيان قد تكون مصحوبة بتحديات نفسية وجسدية صعبة تمر بها الأم، وأصعب المشكلات التي تعاني منها بعض الأمهات بعد الولادة هي "اكتئاب النفاس"، وهو حالة نفسية معقدة تترك تأثيرها على الأم وعلاقتها بمولودها وبأسرتها بشكل عام.
في هذا التقرير نلتقي والدكتور محمود الديب أستاذ النساء والولادة للتعرف بالتفصيل إلى أسباب اكتئاب النفاس، وأعراضه، وكيفية التعامل معه بشكل فعال.

اكتئاب النفاس

اكتئاب ما بعد الولادة
اكتئاب النفاس، أو ما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة -(Postpartum Depression - PPD)-، هو اضطراب نفسي يصيب بعض الأمهات خلال الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد الولادة.
يختلف عن "الكآبة النفاسية" (Baby Blues) التي يعاني منها معظم النساء بعد الولادة، والتي تستمر لبضعة أيام فقط، بينما يمكن أن يمتد اكتئاب النفاس لشهور، ويحتاج إلى علاج ودعم نفسي.

أسباب هرمونية ونفسية وراء اكتئاب النفاس

أم مشغولة برضاعة طفلها
هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، ومنها:

التغيرات الهرمونية:

بعد الولادة، يحدث انخفاض حاد في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، مما يؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية للأم.

الضغوط النفسية والجسدية:

عملية الولادة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية، ترهق جسد المرأة وتستنزف طاقتها، مما يجعلها أكثر عرضة للتوتر والاكتئاب في تعاملاتها مع المولود والمحيطين.

قلة النوم والإرهاق:

المواليد الجدد يحتاجون إلى رعاية مستمرة، وغالباً ما يسبب ذلك قلة النوم للأم، مما يضيف على الأم زيادة التعب والإجهاد النفسي.
التغيرات في نمط الحياة.
الانتقال من الحياة بدون أطفال إلى حياة مليئة بالمسؤوليات الجديدة قد يكون صعباً على بعض الأمهات، خاصةً إذا كانت تعيش بعيدة عن الأهل والصديقات، ما يجعلها تعاني من قلة الدعم العائلي أو الاجتماعي.

العوامل الوراثية:

إذا كان هناك تاريخ عائلي للاكتئاب أو اضطرابات المزاج، فقد تكون الأم أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
تجربة ولادة صعبة أو مضاعفات طبية.
إذا مرت الأم بتجربة ولادة معقدة أو صعبة، مثل الولادة المبكرة أو العمليات القيصرية الطارئة، فقد يزيد ذلك من احتمالية تعرضها لاكتئاب النفاس.

أعراض اكتئاب النفاس

ضرورة أخذ ساعات نوم كافية بعد الولادة
الأعراض تختلف من أم لأخرى، ولكن هناك بعض العلامات الشائعة المتفق عليها التي تدل على الإصابة بهذه الحالة، ومنها:
  • الشعور بالحزن الشديد والبكاء دون سبب واضح.
  • الإحساس بالعجز أو اليأس وفقدان الأمل.
  • انعدام المتعة في الأشياء التي كانت تُشعرها بالسعادة من قبل.
  • التعب المستمر وفقدان الطاقة حتى بعد النوم.
  • تقلبات مزاجية حادة وسرعة الانفعال أو الغضب.
  • صعوبة في التركيز ومشقة عند اتخاذ القرارات.
  • اضطرابات النوم (الأرق أو النوم المفرط).
  • فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.
  • أفكار سلبية تجاه المولود أو الشعور بعدم القدرة على الاعتناء به.
  • الرغبة في العزلة وعدم التواصل مع الآخرين.
  • قد تصل الأم إلى التفكير في إيذاء نفسها أو مولودها في بعض الحالات الشديدة، وهنا يكون التدخل الطبي العاجل ضرورياً.

هل يبعد الاكتئاب الأم عن الاهتمام برضيعها؟

9 طرق سهلة للتعامل مع اكتئاب النفاس

العودة لنظام غذائي صحي بعد الولادة
  1. التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة يحتاج إلى وعي من الأم والمحيطين بها، بالإضافة إلى اتباع بعض النصائح والاستراتيجيات الفعالة مثل: اطلبي الدعم من العائلة والأصدقاء بدون خجل.
  2. تحدثي مع زوجك أو أسرتك أو صديقاتك المقربات عن مشاعرك؛ صعب أن تواجه الأم هذا الاكتئاب وحدها، نظراً لأن الدعم العاطفي يساعد بشكل كبير في تحسين الحالة المزاجية.
  3. اهتمي بتخصيص وقت للراحة والنوم؛ إذ يجب على الأم محاولة أخذ قسط من الراحة كلما أمكن، يمكن أن تنام وقت نوم الصغير، أو أن تقوم بتقسيم أوقات العناية بالطفل مع شريكها، أو الاستعانة بأحد أفراد العائلة.
  4. اهتمي بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة؛ اتباع نظام غذائي صحي يساعد في استقرار المزاج، كما أن ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة؛ مثل المشي أو اليوغا قد تساهم في تحسين الصحة النفسية.
  5. ابتعدي عن العزلة، من المهم أن تحافظ الأم على التواصل مع الآخرين، حتى لو كان ذلك من خلال مكالمات هاتفية أو لقاءات قصيرة مع صديقاتها أو أفراد أسرتها.
  6. قومي بطلب المساعدة الطبية عند الحاجة، إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو ازدادت سوءاً، فمن الضروري استشارة طبيب نفسي أو أخصائي علاج نفسي لمناقشة الخيارات المتاحة، مثل العلاج السلوكي أو تناول الأدوية المضادة للاكتئاب.
  7. تجنبي التسليم بالشعور بالذنب أو العجز، ويجب أن تدرك الأم أن اكتئاب النفاس ليس ضعفاً أو فشلاً في الأمومة، بل هو حالة طبية يمكن التعامل معها بالعلاج والدعم المناسب.
  8. خففي من الضغوط الزائدة، ولا يجب أن تضع الأم توقعات عالية جداً لنفسها، ومن الأفضل أن تتقبل الوضع الجديد تدريجياً وتطلب المساعدة عند الحاجة.
  9. ممارسة أنشطة ممتعة، العمل على إيجاد وقت لممارسة الهوايات المفضلة، مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى، أو متابعة مسلسل على شاشة اللاب توب أو الجوال، ما يساعد في تحسين المزاج.

دور الأسرة والمجتمع في مساعدة الأم

فرحة الأم والأخ بالمولود
التعامل مع اكتئاب النفاس لا يقتصر على الأم وحدها، بل على المحيطين ما يلعب دوراً مهماً في مساعدتها على التعافي.
الزوج كذلك يجب أن يكون داعماً ومتفهّماً لحالة زوجته، ويشارك في رعاية الطفل ويخفف عنها الأعباء المنزلية.
الأهل والأصدقاء يمكنهم تقديم المساعدة العملية، مثل الاهتمام بالمولود لفترات قصيرة حتى تأخذ الأم وقتاً من الراحة.
إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين، وكانت تؤثر بشكل كبير على حياة الأم اليومية أو علاقتها بمولودها، فمن الأفضل طلب المساعدة الطبية، كما أن وجود أفكار انتحارية أو رغبة في إيذاء الطفل يتطلب تدخلاً فورياً من الأطباء المختصين.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.