مرحلة ما بعد الولادة من المراحل المهمة للأم والمولود على السواء، وعليها تترتب أمور صحية ونفسية كثيرة لصالح أو ضد الأم، لهذا نجد الجميع يتساءلون عن دليل لمرحلة مابعد الولادة والتعامل مع المولود ، يسترشدون به والتعرف على سير الأمور كما ينبغي، لذلك في هذا التقرير نضع بين يدي السيدات الحوامل المقبلات على الولادة أهم التوصيات التي تخص الرعاية الصحية للأم بعد الولادة، وأهم الإجراءات التي يجب اتخاذها منذ الساعات الأولى لسلامتها ولصحة المولود.
اللقاء والدكتور محمود مأمون أستاذ النساء والتوليد للتعرف على خطوات الأم خلال الأيام والأسابيع الأولى التي تلي عملية الولادة بشكل تفصيلي.
توصيات الرعاية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية:
أوصت منظمة الصحة العالمية بعدد من الإجراءات، ليس فقط فيما يتعلق بالرعاية الصحية للأم بعد الولادة، بل الرعاية الصحية للأم والطفل على حد سواء، والتي تتضمن ما يلي:
- أن تحصل الأم التي أجريت لها عملية الولادة بالمستشفى على كل إجراءات العناية هي وطفلها، لمدة لا تقل عن 24 ساعة بعد الولادة.
- أن تلقى الأم الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن خلال 24 ساعة، في حال تمت عملية الولادة في المنزل، كما ننصح بالخضوع للرعاية الطبية للطفل بعد مرور 3 أيام من يوم الولادة ، وبين الأيام 7- 14، وفي الأسبوع السادس بعد الولادة.
- أن يتم تقييم الطفل ورعايته صحياً خلال جميع المراجعات الطبية من قبل المختصين، إذا لاحظوا أحد أعراض هذه الأمراض على الطفل مثل: توقف الطفل عن الرضاعة، ظهور أعراض الاختلاج، سرعة التنفس، ارتفاع أو انخفاض حرارة الجسم، واليرقان.
هل تودين الإطلاع على: علاجات طبيعية للحصول على بطن مسطح بعد الولادة؟
تفاصيل الرعاية الطبية اللازمة
- يوصى بحصول جميع الأطفال حديثي الولادة وحتى سن 6 شهور على حليب الأم فقط خلال هذه الفترة، واستعمال مادة الكلورهكسيدين لتنظيف صرة الطفل خلال الأسبوع الأول من الولادة، وبالأخص للمولودين في المنازل.
- يفضل تأجيل تحميم الطفل لمدة 24 ساعة بعد الولادة، واستعمال ملابس مناسبة لدرجة الحرارة المحيطة بالطفل؛ حيث يتم استعمال طبقة أو طبقتين إضافيتين من الملابس زيادة عن البالغين، بالإضافة إلى استعمال القبعات.
- أن تبقى الأم مع الطفل في نفس الغرفة طيلة اليوم، كما ينصح بالتواصل واللعب مع الطفل، بجانب تلقي الطفل للمطاعيم في الأوقات الموصى بها، مع التمييز بين الأطفال ذوي الوزن القليل وأطفال الخدج وقت الولادة، وتقديم رعاية خاصة لهم .
تابع: الرعاية للأم والمولود بداية من اليوم الأول
تقييم الوضع الصحي للأم بعد الولادة: للكشف عن وجود أي نزيف، أو انقباضات رحمية، أوتقييم حرارة الجسم، ونبضات القلب، وضغط الدم، وتعد تلك الخطوة أهم خطوات الرعاية الصحية للأم بعد الولادة.
تقييم حالة الأم الصحية مع كل مراجعة طبية: وذلك فيما يخص التغذية والسلس البولي، والوظائف المعوية، والصداع، وآلام الظهر والصدر، وغيرها.
تقييم حالة الإرضاع لكل من الأم والطفل: وما إن كانت تحظى بدعم نفسي كافي، وآلية تعاملها مع ضغوطات الحياة اليومية، وذلك بعد اليوم الأول من الولادة.
متابعة الحالة النفسية للأم عن قرب: والتحقق من اكتئاب ما بعد الولادة، حيث يجب سؤال جميع الأمهات عن وجود أعراض الاكتئاب من عدمه بعد مضي 10- 14 يوماً على الولادة.
المشورة الطبية:
يقدم النصح والمعلومات اللازمة لكل أم في حالة عدم تحسن هذه الأعراض، بما يتعلق بالتعافي بعد الولادة، والمشاكل الصحية الشائعة، وتشجيعهم على مراجعة الطبيب في حال ملاحظة بعض الأعراض.
مثل حدوث نزيف شديد ومستمر، أو دوار، أو خفقان، أو ظهور أحد أعراض اختلاج الحمل أو ظهور أعراض الإصابة بمرض معدٍ مثل ارتفاع الحرارة، وآلام البطن، والنزيف.
بالإضافة إلى أعراض التجلطات الدموية مثل آلام أو تورم، أو احمرار الربلة (وهي الجزء الخلفي من الساق)، أو ضيق التنفس، أو آلام الصدر.
تقديم المشورة لجميع الأمهات:
بما يتعلق بالتغذية، والنظافة، والمباعدة بين مرات الحمل، وتنظيم الحمل، ومناقشة الأنواع والطرق المتاحة من موانع الحمل.
بدء التحرك للأمهات:
في أقرب وقت ممكن بعد الولادة، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، وتخصيص فترات للراحة بعد الولادة.
تناول مكملات الحديد وحمض الفوليك:
لما لا يقل عن 3 أشهر بعد الولادة، كما يوصى باستخدام المضادات الحيوية الوقائية عند النساء اللاتي خضعن لعملية ولادة طبيعية، أو يعانين من تمزق من الدرجة الثالثة أو الرابعة في منطقة العجان .
المراجعة الصحية في الأسبوع السادس
تعتبر هذه المراجعة من أهم المراجعات الصحية بعد الولادة، والتي يجب على جميع الأمهات عدم إهمالها، فهي خطوة مهمة من خطوات الرعاية الصحية للأم بعد الولادة، حيث يقيم فيها مدى التعافي الجسدي من الحمل والولادة، وتقيم الحالة النفسية، وأي مشاكل أخرى قد تعاني منها الأم الجديدة، وتتضمن هذه المراجعة بالعادة ما يلي:
قياس ضغط الدم والوزن:
تفحص منطقة البطن للتأكد من عدم وجود طراوة فيها، والكشف عن الجرح في حالة الولادة القيصرية، تقييم حالة الثديين، والكشف عن وجود تحجر أو التهابات فيها.
قياس مدى التعافي الجسدي، والحالة النفسية:
إمكانية إجراء اختبار للكشف عن وجود أي تغيرات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم، مناقشة أنواع وطرق منع الحمل المتاحة، حيث تعود الخصوبة والتبويض بشكل أسرع مما هو متوقع، وبالأخص عند النساء اللاتي لا يرضعن رضاعة طبيعية، كما يوصى بالمباعدة بين مرات الحمل مدة عام ونصف على الأقل، لإعطاء الفرصة للجسم للتعافي، والاستعداد لاستقبال الطفل الجديد.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.