التوتر والقلق المَرضي عند الأطفال، حالة نفسية تصيب بعض الأطفال بشكل مستمر، من 3-9 سنوات، ويحدث هذا بسبب أحداث يومية داخل المنزل أو في محيط المدرسة وبين الأصدقاء، وأحياناً يكون لأسبابٍ ترتبط بشخصية الطفل أو ترجع للوراثة، وكثيراً ما تتجاوز المخاوف المَرَضية المستوى الطبيعي لعمر الطفل وقدرته على التعامل معها؛ فتصل إلى مرحلة الاضطرابات النفسية.. لهذا، على الأم التعرُّف على أسباب هذا الاضطراب وأعراضه، ثم محاولة تشخيصه وعلاجه لدى الأطباء المختصين.
اللقاء مع الدكتور سلمان إمام، استشاري الطب النفسي.. للشرح والتفسير.
عوامل وراثية وبيئية وراء القلق المرضي عند الأطفال
- العوامل الوراثية: يمكن أن يكون للوراثة دورٌ في ظهور القلق المَرَضي؛ حيث يكون لديهم عائلة لديها سجل مشاكل نفسية مماثلة.
- العوامل البيئية: تجارب الحياة الصعبة التي يمر بها الطفل، مثل: التعرُّض للعنف أو الاضطهاد أو الطلاق بالمنزل.
- أو التغيّرات المهمة في الحياة، مثل: الانتقال إلى مدرسة جديدة، أو فقدان صديق مقرّب، قد يؤدي إلى زيادة القلق لدى الأطفال.
- اضطرابات التوتر النفسي: فهناك بعض الأطفال يكونون أكثر عُرضة للاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب، واضطراب الهلع، واضطرابات النوم.. وهذه الاضطرابات قد تَزيد من احتمالية ظهور اضطرابات القلق المَرَضي لديهم.
هل تعلمين أن.. دور الأم في تربية البنات له قواعده وتفاصيله
تأثير التوتر العائلي وشخصية الطفل في ظهور القلق المرضي
- بالإضافة إلى العوامل الوراثية والبيئية، هناك عوامل أخرى يمكن أن تُسهم في ظهور القلق المَرَضي لدى الأطفال.. من بين هذه العوامل:
5- التوتر العائلي: الأسرة تلعب دوراً هاماً في تشكيل الصحة النفسية للأطفال، من حيث الأجواء المشحونة بالتوتر داخل البيت، أو وجود صعوبات في العلاقات العائلية يمكن أن تَزيد من احتمالية ظهور القلق لدى الأطفال.
6- كما أن تجارب الأطفال السابقة، مثل؛ التعرُّض لحوادث مؤلمة أو تجارب سلبية.. قد تترك آثاراً نفسية، وتَزيد من احتمالية ظهور القلق.
7- الشخصية والطبيعة الفردية: بعض الأطفال يكونون أكثر عُرضة للقلق بسبب طبيعة شخصيتهم وتفكيرهم السلبي وميلهم للتشاؤم.
أعراض القلق المرضي لدى الأطفال
- قلق وتوتُّر مستمر ومفرط بشأن الأحداث اليومية، والمهام المدرسية والاجتماعية.
- صعوبة التركيز والانتباه أثناء الدراسة، وعمل الواجب.
- تواجد أعراض جسدية غير مفسَّرة بوضوح، مثل: الصداع أو الألم في المعدة.
- تكرار الأسئلة وطلب التأكيد المستمر.
- خوف مفرط من الفشل أو الانتقاد.
- صعوبة في النوم أو البقاء نائماً.
- تجنب المواقف الاجتماعية أو المدرسية الصعبة.
للدعم العائلي دور في القضاء على القلق المرضي
إذا لم يتم التعامل مع القلق المرضي لدى الأطفال بالتشخيص فالمعالجة.. فقد يؤثر سلباً على حياتهم اليومية وأدائهم الأكاديمي والاجتماعي.
وقد يعاني هؤلاء الأطفال من صعوبات في التفاعل مع الآخرين، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.. كما قد يتراجع أداؤهم الأكاديمي بسبب صعوبة التركيز والتحصيل الدراسي؛ إضافة لمشاكل بالنوم وأعراض جسدية، مثل: الصداع وآلام المعدة.. لهذا؛ فإن الدعم الأسري يلعب دوراً حاسماً في مساعدة الأطفال على التغلُّب على القلق المَرَضي.
والأمر بسيط.. إذ يمكن لأفراد الأسرة توفير بيئة داعمة، ومحاولة فهم مشاعر الطفل، وتقديم الدعم العاطفي.. وكذلك يمكن للوالدين أيضاً تعلُّم إستراتيجيات الاسترخاء والتنفس المشترك؛ لمساعدة الطفل على التحكم في التوتر والقلق.
لمزيد من المعرفة.. حكايات قبل النوم: لتنمية شخصيات الأطفال
تشخيص وعلاج القلق المرضي لدى الأطفال
- لتشخيص القلق المرضي، يُفضَّل استشارة أخصائي نفسي أو طبيب نفساني متخصص في صحة الطفل.. وقد يتم استخدام أدوات التقييم المعتمَدة، وإجراء مقابلات مع الطفل وأفراد الأسرة؛ لتحديد وتقييم الأعراض والعوامل المؤثرة.
- وقد يشمل علاج القلق المرضي للأطفال، العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي.. ومن الضروري أن يتعلم الأطفال إستراتيجيات التعامل مع القلق، وتقليل تأثيره على حياتهم اليومية.. وهذا هو دَور الآباء والمعلمين بالمدرسة.
أساليب العلاج النفسي للأطفال
- العلاج السلوكي المعرفي يساعد الأطفال على تحديد الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة، التي تسبب لهم القلق، ومحاولة تغيير هذه الأفكار، وتعلُّم طرق جديدة للتعامل مع التوتر والقلق.
- كما أن التدريب على تقنيات التنفس والاسترخاء: يساعد الأطفال على التحكُّم في مستويات التوتر والقلق.. وكيفية تحديد العوامل التي تسبب هذا القلق والتوتر، وطرق التعامل معه، مع إدراك أن القلق ليس شيئاً سيّئاً أو خطيراً، ويمكنهم التعامل معه ببساطة ونجاح.
العلاج الدوائي:
- في بعض الحالات الشديدة، يقترح الطبيب استخدام العلاج الدوائي للتحكُّم في الأعراض، ولا بد أن يتم وصف الدواء بواسطة طبيب متخصص وبعد تقييم دقيق للحالة.
- كما يجب الانتباه إلى استشارة أخصائي صحة النفس الخاص بالأطفال قبل تحديد العلاج المناسب؛ حيث يمكنه تقديم التوجيه والدعم المناسبَين؛ بناءً على حالة الطفل واحتياجاته الفردية.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب نفسي.