إن بكاء الطفل المستمر قد يؤدي إلى عدم القدرة على التواصل المبكر بينه وبين الوالدين، وما ثبت بالتأكيد من خلال الدراسات، أن حوالي 20% من الأطفال حديثي الولادة يعانون من مغص الأطفال ما يعني أنهم يبكون أكثر من 3 ساعات يومياً.
دعينا نلقي الضوء على معنى كونك أماً لطفل مصاب بالمغص الطفولي، كما تشرحه الدكتورة سارة رزق أخصائية طبّ الأطفال في عيادة هيلث باي، عبر إطلاع الأهالي على تجربة المغص عند الأطفال، وراجعت عيادتها.
قصة أم وصفت ايامها بالجحيم
"المغص يطغى على كل شيء"، في حياتنا، بهذه العبارة بدأت الأم المتعبة، التي زارتني في العيادة، كما تقول الدكتورة سارة وتتابع: "كانت قلقة، ووصفت نفسها بأنها تعيش في جحيم. من المعاناة مع طفلها المصاب بالمغص، وقد وصلت إلى درجة العجز وأصابها الإرهاق بسبب تفاعلها مع مولودها الجديد، بحيث أهملت كل احتياجاتها الأخرى، فكل ليلة حوالي الساعة 5.30 مساءً، كان ابنها يبدأ بالبكاء، ويبكي لساعات وساعات، ما جعلها تشعر بالغضب، حتى من زوجها وتفكر بشكل جنوني في الخيارات المتاحة للمساء المقبل.
وقد قالت لي الأم: "كان طفلي يبدأ في البكاء وأقوم بجولات وأنا أحمله حول المنزل .. أهزه وأدندن في أذنه وأدفعه لأعلى ولأسفل. إذا فعلت شيئاً يحبه، فإنه يخفض صوت صراخه، إلى الأنين لمدة دقيقة قبل أن يعود ليصرخ مرة أخرى، بحيث يعطيني إشارة أن الوقت قد حان لتجربة شيء آخر".
هل ستكون الأمومة بهذه الصعوبة؟
تتابع د. سارة "كان علي تهدئة الأم، وقد أكدت لها أن حوالي 20 إلى 25 بالمائة من الأطفال، يعانون من المغص. وببساطة هم يبكون لمدة ثلاث ساعات يومياً، لأكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع، لأكثر من ثلاثة أسابيع، ويبدأ ذلك عادةً عندما يبلغون من العمر أسبوعين وينتهي عندما يبلغون من العمر ثلاثة أشهر، فليس هناك مدعاة للقلق، فطفلك لن ينفصل عنك فعلياً حتى يبلغ من العمر ستة أشهر، وقد وصلت إلى مرحلة من الإرهاق، أنها تغفو على صوت تنفسه فيما هرموناتها تنبهها إلى بعض الأصوات الصغيرة التي تؤلمها، كانت تروي لي قصتها وهي، من دون مبالغة، ترتعش".
"ساعدوني طفلي لا ينام"!.
وما زاد الأمر سوءاً أن الطفل كان يستيقظ كل ساعة أو ساعتين للرضاعة، فيما كانت الأم بطبيعتها تعاني من الأرق، ويصعب عليها العودة إلى النوم والقيلولة عندما كان يغفو. كل هذا جعلها تشعر بأنها معاقبة عن بعض خطاياها، بعد كونها أماً جيدة، كما تقول د. سارة وتتابع: "كل هذا دعا الأم التي زارتني للتساؤل، هل ستكون الأمومة بهذه الصعوبة؟ وهل سيستمر أبنائي بإزعاجي هكذا مدى الحياة، وبعد بضعة أسابيع، كتبت على صفحتها الخاصة في الفيس بوك: "ساعدوني طفلي لا ينام". وبدأت الأمهات بالرد عليها من خلال تجاربهن، هل جربت القماط؟ وكانت بالطبع قد حاولت استخدامه، أو هل حصلت على أرجوحة خاصة للهز، وكانت بالطبع قد جربت هذا الخيار الذي لم يفدها ليلاً، وحتى الضوضاء البيضاء، جربتها، ولم تجد نفعاً، فما كان منها إلا أن بدأت تلقي اللوم على نفسها، وهو تقرأ وابلاً من النصائح، التي لم تعد تتمكن من قراءتها كلها، خصوصاً عبارات التهكم، عندما كشفت أنها تشعر بنفسها في ماراثون، فجاءتها الاقتراحات بتغيير نوع الحذاء"!!
نصائح منزلية للعناية بالطفل المصاب بالمغص
عند فحص الرضيع، الذي أخذته أمه إلى العيادة، أثناء توقع موعد نوبته تأكدت د ... من صعوبة السيطرة على الطفل الذي كان يحرك رجليه لأعلى، ويتحول وجهه إلى اللون الأحمر، فطرحت على الأم بضعة أسئلة حول صحة طفلك، تتعلق بعمره وغذائه، والفترة التي يبكي بها إن كانت صباحاً أو في المساء، تستدرك قائلة: "تأكدت من أنه لا يعاني من أي مشكلات في النمو أو من أي مشكلات زيادة في الوزن، أو من القيء غير الطبيعي، أو من صعوبة في إخراج البراز، وقد بدا لي أنه بخير، وأن حالته لا تضر وستزول.
في عمر 6 أشهر، وحقيقة الأمر أنه لا يوجد دواء لعلاج هذه الحالة. ولكن قد تساعد بعض القطرات على تخفيف الأمر قليلاً، لكنني أعطيت الأم بعض النصائح المنزلية:
تأكدي من أن الطفل: لا يشعر بالجوع أو البرد أو الحرارة.
لا يعاني من الحمى.
غيري من طريقة حمل طفلك.
ساعديه بالتقميط (لف الطفل).
قومي بتدليك ظهر الطفل برفق.
ضعي الطفل على المقعد الهزاز.
جربي بعض القطرات التي سأصفها لك.
أعراض تستوجب المسارعة بأخذ الطفل إلى الطبيب
إذا كان تنفس الطفل غير طبيعي.
تحولت بشرته إلى لون أو توتر غير طبيعي أو مستويات طاقة غير طبيعية.
أصيب بالحُمّى.
إذا كان يعاني من انتفاخ البطن (تورم في البطن).
في حالة قيء غير طبيعي.
أصيب بالإمساك، ولم يعد قادراً على إخراج البراز، وربما وجود دم في برازه.
يعاني من سوء التغذية وقلة زيادة الوزن.
إذا كانت حركاته غير طبيعية.
نصائح للأمهات للعناية بأنفسهن
تعاطفت الدكتورة سارة مع حالة الأم المرهقة نفسياً وجسدياً، وهذا ما دعاها لأن تتكلم معها، آخذة بالاعتبار، وضعها النفسي، ونصحتها بالآتي:
لا تلومي نفسك
فعندما يتعلق الأمر بالمغص، فلا يقع اللوم على أحد. حتى الأطباء لا يعرفون بالضبط ما الذي يسبب المغص، وليس لديهم أي معلومات موثوقة عما يمكن أن يخفف من المشكلة.
فترة عصيبة وستمر
اعلمي أنه رغم أن هذه الأيام قد تبدو لا نهاية لها، فإن هذه الفترة العصيبة سوف تمر في نهاية المطاف. وحتى ذلك الحين، كرري عبارة "أنا لست الملومة"، أو "أنا أفعل كل ما بوسعي"، أو "هذا لن يستمر إلى الأبد".
توقعي الأوقات الصعبة
فقد يعاني طفلك نمطاً من نوبات المغص. في وقت متأخر بعد الظهر أو في وقت مبكر من المساء، على الرغم من أن التوقيت سيختلف من طفل لآخر. لكن بمجرد تحديد موعد حدوث هذه النوبات، اطلبي الدعم من أحد، لإدارة الموقف بشكل أسهل أي لا تبقي وحدك مع الطفل.
خذي قسطاً من الراحة
غالباً ما تكون صرخات الطفل المصاب بالمغص عالية النبرة وحادة، ما قد يثير عدداً من الاستجابات العاطفية لديك كأم جديدة، بدءاً من الغضب والإحباط وحتى الحزن والقلق. يجب أن تكوني على دراية بالوقت الذي تتصاعد فيه مشاعرك حتى تتمكني من أخذ قسط من الراحة قبل القيام بشيء متهور، مثل الهز، الذي يتسبب بخطر متلازمة هز الطفل.
تعرّفي إلى المزيد: علاج المغص عند الرضع في الشهور الأولى
غيري المشهد
إذا كنت تقضين اليوم في المنزل تعانين من نفس الروتين مع طفلك، فهذا سيؤثر عليك عاطفياً، خاصة عندما يستمر طفلك بالبكاء على عدة ساعات في اليوم. لذا حاولي تغيير الأمور قليلاً. واصطحبي طفلك من المنزل. في رحلة بالسيارة أو أحضري عربة الأطفال واذهبي للتسوق معه، عندما يكون هادئاً فهذا سيجعلك مستعدة للتعامل مع بكاء طفلك بلطف وتعاطف.
مارسي الرياضة مع طفلك
لا يوجد شيء أفضل لتحسين الحالة المزاجية من تحريك جسمك. سواء كنت تمارسين التمارين الرياضية مع طفلك، بعد أن يسمح لك طبيبك بذلك، أو كنت تمشين في الحي، فإن ممارسة التمارين الرياضية بأي شكل تقريباً تساعد على تحسين حالتك المزاجية وتصفية ذهنك. بالإضافة إلى ذلك، فقد تشتت الحركة طفلك أو حتى تهدئه.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.