ابني ضعيف الشخصية، يمنح هاتفه لمن هب ودب، ويشتري ما لا نحتاجه؛ خجلاً من الباعة، ويتكلم بصوت هامس كالبنات، ويتولى تنظيف المكان بعد انتهاء معسكر تخييم مع زملائه وحده.
هذه شكوى ليلى من ابنها المراهق «سائد» الذي يبلغ من العمر 15 سنة، توجهت بها إلى «سيدتي نت»؛ تطلب المعونة والمشورة.
وبناء على الأعراض السابقة فإن «سائد» يعاني من ضعف الشخصية، وعلى عكس ما تتوقعين وترغبين، فابنك المراهق حسب رأيك يجب أن تكون له شخصيته الاستقلالية، وقادراً على إبداء رأيه والتمسك به دون تعصب، وقادراً على المناقشة والدفاع عن مبادئه، ويبدي قدراته دون خوف، ولا يستسلم لنقاط الضعف، وغيرها الكثير من الميزات التي توحي بأنه سيصبح رجلاً قوي الشخصية، يعتمد عليه في بناء مستقبله.
فكيف تكتشفين أن ابنك المراهق يعاني من ضعف الشخصية، وعلاجه قبل فوات الأوان؟
الأخصائي النفسي سميح داغر يعرض لنا عدة علامات تستطيع كل أم أن تكتشف من خلالها ضعف شخصية ابنها، وهي كالتالي:
1. ضعف القدرة على الرفض؛ كأن يعود لك من السوق بمشتريات أنت لا ترغبينها ولم تكلفيه بها؛ لمجرد أن البائع قد ألح عليه أن يشتري منه.
2. ضعف القدرة على الاعتذار؛ كأن يطلب منه صديقه مبلغاً من المال على سبيل القرض، فيقرضه كل ما يملك مثل مصروفه الأسبوعي؛ لأنه يخجل أن يعتذر له.
3. لا يستطيع إبداء رغبته؛ كأن يخبرك أن درساً مهماً قد فاته، وهو يستمع لحديث ما من زميله لا يهمه.
4. ضعف القدرة على تحمل مهمة، أو وظيفة كلف بها؛ كأن يتحمل فوق طاقته مهمة قام بتوكيله بها شخص ما، ولا يعرف كيف يتملص منها رغم أنها خارج اهتماماته.
5. ضعف القدرة على المحافظة على ممتلكاته؛ كأن يطلب منه زميله أن يتحدث بهاتفه النقال فيمنحه له؛ حتى ينفد رصيده ولا يستطيع أن يمنعه.
6. ضعف القدرة على التمسك بقيمه، وهو بذلك يكون ضعيفاً أمام أشخاص ما، كأن يكذب من أجل ألا يغضب صديقه المفضل، ويؤيده في شهادة غير صحيحة؛ ليكسب وده.
وعلى ذلك ينصحنا الأخصائي النفسي داغر بمساعدة الابن المراهق بالطرق التالية؛ للتخلص من الشخصية الضعيفة، وبناء شخصية قوية فعالة:
1. تعويده على عدم الحرص على مشاعر الآخرين على حساب مشاعره.
2. إبداء وجهة نظره بقوة وبصوت متزن وأحرف متماسكة؛ بدون ارتباك يرغم الآخرين على تقبل رأيه، والاستماع له.
3. عدم مرافقة الآخرين ومسايرتهم في كل الأحوال؛ خشية غضبهم أو خسرانهم؛ لأنه يصبح «إمّعة»، وهذا ما نهى عنه الاسلام.
4. عدم تنكيس الرأس عند الحديث، والنظر في عيون المحدثين مباشرة يمنحه قوة يحتاجها لطرح نفسه وتقديمها.
5. عدم التواضع المبالغ فيه في مواقف تحتاج للاعتزاز بالنفس.
6. أن يظهر مشاعره الداخلية ويعبر عنها؛ لكي لا يعاني من التوتر النفسي مستقبلاً، وذلك بمتابعة تغيرات وخلجات وجهه أثناء نقاش ما.