تضع كثير من الفتيات الآمال العريضة على حياتها مع شريك حياتها ورفيق أيامها بعد الزواج، حيث تعتقد أن حياتها الزوجية هي أمانها ومستقبلها وغاية أمنياتها، إلا أن الزواج والحياة المشتركة قد تكشف عن كثير من الأمور المخفية، فتتكشف الحقائق وتسقط الأقنعة، وتكتشف الزوجة الشابة أن الرجل الذي تزوجته ليس الفارس الذي حلمت به وعاشت معه أجمل أيامها وشاركته أسعد لحظاتها، فقد تلاعب بها وخدعها. بالسياق التالي سيدتي تساعدك لتتعرفي إلى صفات الزوج المتلاعب.
جميع العلاقات الإنسانية تحكمها قوانين القوة
تقول استشاري العلاقات الأسرية د. لبنى محمود لسيدتي: "عندما تدق قلوبنا بمحبة شخص ما فننخرط على المستوى العاطفي معه في علاقة رومانسية تنتهي سريعاً بالزواج، فإننا قد نكون عرضة للخطر، خاصة إذا كانت الخطوبة سريعة ولم تأخذ حيزاً من الزمن ثم تخطيناها وصولاً للزواج السريع. وهذا يعني أنه من خلال الكشف عن مشاعرنا كثيراً، فإننا نمنح الشخص الآخر أسرار ثقتنا ومفتاح علاقتنا العاطفية."
جميع العلاقات الإنسانية خاصة العاطفية تحكمها قوانين القوة، فنحن ببساطة نضع مشاعرنا وقلوبنا وحتى عقولنا تحت تصرف الآخر. وهذا يقودنا، خاصة عندما نكون في حالة حب شديدة، إلى منح جوانب كثيرة جداً من أنفسنا يمكن للآخر استخدامها ضدنا أو لصالحه دون أن ندرك ذلك، وفي حالة حدوث أو اكتشاف تجاوز ما فإننا نجد أن الكذب على أنفسنا، أو حتى إلقاء اللوم على شخص آخر بدلاً من النظر إلى الداخل وتحمل جزء من المسؤولية، قد يكون أسهل من إلقاء اللوم على الشخص الصحيح الذي تلاعب بمشاعرنا وعواطفنا. نحن لا نريد أن نحمله أي مسؤولية حيث نكون واقعين تحت وطأة موجات من الرفض أن يكون الحبيب والشريك يتلاعب بنا عاطفياً وأنه يتصرف لمصلحته الخاصة دون أخذ احتياجاتنا ورغباتنا بعين الاعتبار.
تؤكد د. لبنى أنه" لا أحد في مأمن من الانزعاج عندما يتعلق الأمر بهذا، لأن هناك أشخاصاً يجيدون الكذب والتلاعب ويبحثون عن الحيل لتحقيق مرادهم دائماً."
يمكنك بالسياق التالي التعرف على: صفات الزوج الصالح ومن هو شريك الحياة المناسب
علامات حمراء تكشف تلاعب الزوج أو الشريك
هناك عدد من الخطوط أو العلامات الحمراء التي يمكن أن تكشف صفات الزوج المتلاعب، وفق د. لبنى، وهي كالآتي:
يمزح معك كثيراً
أحد أركان العلاقة في الحياة الزوجية هو التواصل، والزوج المتلاعب يميل للتواصل من خلال النكات والأشياء المضحكة، ولأنه يعرف نقاطك الجيدة والسيئة جيداً، لذلك غالباً ما يمزح حتى أنه يعلق على عيوبك. والشيء السيئ هو أن يتحول هذا السلوك ليكون مزمناً مع مرور الوقت، فإذا كان بإمكان الزوج إحراجك بما فيه الكفاية، فقد يحاول تغييرك وتشكيلك كما يريد، وهذا أمر خطير لأنه في النهاية قد ينتهي بك الأمر إلى التشكيك في نفسك وفقدان الثقة بين ما تعتقدين أنه صحيح وما هو خاطئ عن نفسك.
يقارنك بالآخرين
المقارنة المستمرة، هي علامة حمراء شائعة إلى حد ما، خاصة عندما ترصد أمراً سلبياً بشخصيتك وتستند إلى عيوبك. والأكثر من ذلك عندما يقارنك بأشخاص آخرين بحياتكما. قد يجعلك هذا الأمر تشعرين وكأنك مقصرة، فيحاول دفعك إلى العمل بجد في شيء ما للحصول على ما يريده منك، وهنا يجب أن تكوني واضحة جداً بشأن من أنتِ ومن تريدين أن تكوني، وألا تتكيفي مع المبادئ والقيم التي يحاول هذا الزوج المتلاعب فرضها عليك.
يريد أن يعرف ما تفعلينه في جميع الأوقات
نريد جميعاً أن نشعر بأننا جزء مهم من حياة شريكنا، ومن الواضح أن ذلك يتضمن طرح أسئلة حول كيفية سير يومه. لكن علينا أن نفرق جيداً عندما يكون هذا سلوكاً طبيعياً أو عندما يكون ناشئاً عن الحاجة للسيطرة، فعندما يحتاج شريكك إلى معرفة الكثير من التفاصيل حول المكان الذي ستذهبين إليه ويظل لحوحاً يتابعك طوال الوقت، وعندما ينزعج من ردة فعلك لأمرٍ ما، وقد يصل الأمر لحد إخبارك بما يمكنك وما لا يمكنك فعله، فاعلمي أنه يتلاعب بك، والتصرف مع هذا السلوك يقتضي إيجاد طريقة لتأكيد قوتك والحفاظ على هيمنتك على نفسك لذلك، لابد أن تضعي سلسلة من الحدود لضمان استقلاليتك وخصوصيتك.
دائماً يلوم الآخرين
تقول د. لبنى: "عندما يحدث خطأ ما ويقوم زوجك بتوجيه اللوم دائماً إلى أشخاص آخرين، فهذه علامة سيئة، خاصة عندما يكون الصراع قد نشأ بينكما ولا يوجد طرف ثالث فيه، فالزوج ذو الشخصية المتلاعبة بدلاً من مجرد الاعتراف بخطئه، يحاول تبرير سلوكه بإلقاء اللوم على آخرين، وقد يصل الأمر لمحاولة إقناعك بأنه على حق وأنك أو الآخرين على خطأ بينما هو الصواب بعينه. على الجانب الأكثر تطرفاً، قد يرفض الزوج المتلاعب أي تلميح للمسؤولية عن أفعاله وسلوكه، مما يؤدي في النهاية إلى إلقاء المسؤولية عليكِ أو على الأشخاص الآخرين، والغرض من هذا هو التلاعب بالحقيقة من أجل خداعك وجعلك تشككين في نفسك."
يتحدث نيابة عنك
عندما تكون لديك مشكلة ما وجدال مع شخص آخر وتجدين زوجك يبدأ في التحدث نيابةً عنك مع هذا الشخص الذي تعرفينه جيداً دون أن تطلبي منه ذلك. فهذه بلا شك آلية ضارة جداً بعلاقتك بهذا الشخص، لأنها تقوده إلى الاعتقاد بأنك الوحيدة المخطئة فتتحملين أنت المشكلة كاملة، ولهذا فإن جدال زوجك مع الشخص الآخر والوقوف معه ضدك ومحاولة إثبات أنه على حق هو علامة واضحة على تلاعب الزوج، ولذلك لابد من وضع حدّ لهذا الأمر، فلا تسمحي لأحد للتحدث نيابة عنك أمام شخص آخر دون أن تطلبي منه ذلك، لأنه في الأغلب يستخدم هذا الأمر لإيذائك.
وإذا كانت هذه صفات الزوج المتلاعب، فهذه صفات الزوج العصبي