ولدت ونشأت في لندن، قضت جزء من طفولتها في بغداد، ومنها إلى بلدها الأم الأردن، أحبت لعبة "باربي" كأي طفلة، إلا أنها اكتشفت معها موهبتها في التصميم وهي في سن السادسة، ومع كل قطعة رسمتها وصممتها لدميتها; كبر شغف عالم الأزياء داخلها. بدأت تصميم الفساتين للمناسبات، ومنها أطلقت علامتها الخاصة دار مدائن للأزياء Maison Mada’en الفاخرة التي تشتهر بأطقمها المطرزة يدوياً والتزامها بالاحتفال بالتنوع والتمكين من خلال الموضة، إنها مصممة الأزياء "فرح بسيسو"، فلنتعرف إليها في هذا الحوار.
فرح بسيسو: لهذا السبب تمسكت باسم الدار "مدائن للأزياء"
هل تستطيعين تذكر أول موقف في حياتك والذي أظهر موهبتك كمصممة أزياء؟
نعم اتذكره جيداً، إذ كانت والدتي تمتلك بوتيك للملابس الراقية في بغداد وكانت تحضر العروض العالمية، وفي إحدى المرات ومن شدة إصراري على الذهاب معها رافقتها ورأيت العارضات سيندي كروفورد وكلاوديا شيفر، رأيت الفساتين والألوان والأضواء و"البوديوم"، كانت أجواء ساحرة وكانت رائحة الأقمشة تأسرني. منذ ذلك الوقت راودني حلم التصميم وقد عملت على تحقيقه بعد عدة مراحل على الصعيد العملي.
لماذا اخترت اسم Maison Mada’en لعلامتك؟
يحمل اسم دار مدائن للأزياء في طياته مكانه مميزة لدي، فقد أطلق هذا الاسم والدي وذلك كوني دائمة السفر والتجوال، لذلك تمسكت بهذا الاسم أكثر فأكثر بعد رحيله رحمه الله.
كم استغرق إنتاج أول مجموعة من الوقت؟
أطلقت أول مجموعة في شهر مارس 2016 وكان قد استغرق العمل فيها قرابة الـ 5 أشهر إذ كانت مجموعه تحت اسم "نساء حوّل العالم"، رسمت التصاميم بنفسي واستلهمت وجوه النساء من مختلف الدول التي قمت بزيارتها على فترات، وأيضاً كانت المجموعة تحمل رسالة لتمكين المرأة، كما كان هنالك عدد من التصاميم يلقى الضوء على معاناة المرأة في الحروب واللجوء.
كم استغرقت مجموعة Fallen Rose؟
مجموعة Fallen Rose مستوحاة من الحدائق الخاصة بالملكة إليزابيث في بريطانيا، وكانت أيضاً كنوعٍ من التقدير والحب لملكة عُرفت بأناقتها وتميزها على مدار سنوات حكمها الطويلة. استغرقت المجموعة قرابة الـ8 اشهر وفيها الكثير من التفاصيل والتنوع.
ما هي الخطوات التي تقومين بها بنفسك عند تصميم أي زيّ؟
أولاً يجب أن يأتي الإلهام; من شيء محدد أراه، رائحة، أغنية، أو حتى صوت من الطبيعة. بعد ذلك أقوم ببناء المجموعة ورسم التطريز الذي أراه مناسباً ومتناغماً، مع تخيلي للأقمشة التي تخدم الفكرة العامة والتصميم بصورة خاصة، من هنا أقوم بإعداد العينات ومطابقتها للرسم وبعدها أتابع الإنتاج.
ما هي الأقمشة المحببة لفرح بسيسو أكثر من غيرها؟
التول، الشيفون، الحرير، التفتا والمخمل.
ما هو دور الألوان المعتمدة لكل مجموعة أزياء في إيصال الرسائل التي تحملها؟
كل مجموعة تأتي بألوانها وتفاصيلها حسب البناء التسلسلي، ولكن أغلب الألوان في دار "ميزون مدائن" تسعى لإبراز قوة وجمال وجرأة المرأة في إطار أنثوي رقيق يعكس شخصيتها.
حدثينا عن أحدث مجموعاتك؟
مجموعتي الأخيرة مستوحاة من المنطقة العربية خصوصاً بلاد الشام (الأردن، لبنان وفلسطين). تحمل في طياتها الإبداع الأنثوي، على مدى العصور منذ القدم حتى الآن بقصات وتطريز وألوان تحاكي كل امرأة عربية عصرية، والأهم بأنها تحمل جذورها وتأثرها بوالديها أو جدتها في الأزياء والذوق العربي الرفيع.
كيف تصفين مشاركاتك في أسبوع دبي للموضة؟
على مدار ٣ سنوات وأنا أشارك في أسبوع الموضة في دبي، وهو حدث عزيز على قلبي واتلهف للمشاركة في كافة مواسمه لتقديم مجموعاتي الجديدة. وعلى الرغم من مشاركاتي المتعددة في عروض أزياء دولية أخرى، يبقى لأسبوع الموضة في دبي رونق آخر فهو بمثابة البيت والأسرة، إذ يقدّم القائمون عليه الدعم اللامتناهي على جميع الأصعدة ويعملون على تذليل التحديات التي قد تواجهني على الصعيد العملي أم الشخصي.
تابعي المزيد من أجمل فساتين سهرة من أسبوع دبي للموضة 2024.. تصاميم تجسد الفخامة
هل تحمل عروض الأزياء بطريقة تنفيذها من موسيقى وطريقة عرض وprops لمسات المصممين أنفسهم؟
طبعاً، فهي تعكس الرؤية الإبداعية لدار الأزياء والمصمم، وهي أدوات مكملة للصورة العامة التي نسعى لإظهارها كمصممين أزياء، كما أنها مثل مكعبات الليغو نقوم ببناءها لنصل إلى أجمل صورة تدعم وتخدم المجموعة والرؤية الإبداعية.
ما رأيك بإدخال الذكاء الإصطناعي AI في تصميم الأزياء؟
الذكاء الاصطناعي طبعا قد يقدم الكثير من الأفق المفتوحة للمصممين ولكن الأساس يبقى في مصمم الأزياء شخصياً، فهو يعكس أفكاره وروحه ورؤيته، فهي كقصة جميلة يقوم بكتابة أجزائها بخياله وروحه.
هل سنرى AI في مجموعات Maison Mada’en؟
تسعى دار مدائن دائماً للتطور والتعدد، ساعيةً لرفد الدار بالروح الجديدة والديناميكية، قد نقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي في جزء من مجموعاتنا التي تحاكي الخيال والـ Avant-garde. ولكن تبقى اللمسة الشخصية دائما هي الأساس.
يدخل التطريز في أغلب أزياء مصممي بلاد الشام.. اطلعي على تجربة المصممة الفلسطينية عرين حسن وقصتها مع الثوب المطرز..
فرح بسيسو: التحديات أكبر معلّم في حياتي
ماهي مخططاتك للفترة المستقبلية؟
لدينا خطة توسّع في السوق الخليجية قريباً إن شاء الله مع عدد من المدن الرئيسية مثل نيويورك، لندن وباريس. كما أننا نستعد لإطلاق خط منتجات جديد في مدائن مثل الإكسسوارات في المرحلة القادمة.
دورات أو ورش عمل تنصحين بها لمن تبحث عن مدخل لعالم تصميم الأزياء؟
أنصح بالخضوع لدروس متخصصة "ماستر كلاس" التي يستطيع أي شخص الالتحاق بها لتطوير شغفه في التصميم لتوجيه موهبته في الإطار الصحيح، خاصة وأنها تمنح شهادات متخصصة، منها من لندن London College of Fashion, Central Saint Martins وفي باريس ESMOD وفي نيويورك Parsons School of Design.
ماذا عن الكتب أو البرامج الوثائقية او الأفلام؟
كتاب Nineteenth-century Fashion in Detail، فيلم وثائقي L'Amour fou عن المبدع إيف سان لوران.
معلّم قدّم لك أهم درس في الحياة؟
أهم معلم لي هي التحديات التي واجهتها في مسيرتي المهنية، علمتني الإصرار والالتزام والمثابرة ما زاد من شغفي بعملي.
يمكنك قراءة.. المصممة رانية خوقير تطلق مجموعة أزياء جديدة بمناسبة يوم التأسيس..