أكد الواقع الطبي أن الصيام لا يمثل خطراً على السيدة الحامل في الشهر الرابع والخامس والسادس، عكس الحال في الشهور الأولى، بينما الحمل في الشهر السابع -الأسبوع 25 إلى 28- يعد من الشهور غير الآمنة في الحمل؛ حيث تمر الأم وجنينها بتغيرات هائلة، ولا توجد إجابة واضحة حول مدى سلامة وأمان صيام الحامل في الشهر السابع، بل انقسم فريق الأطباء إلى مجموعتين؛ الأولى تنصح بعدم صيام الحامل للبقاء بالجانب الآمن، والثانية ترى أن الصيام لا يؤثر على صحة الأم والجنين؛ وذلك تحت شروط خاصة واحتياطات لازمة أثناء فترة الحمل. وللتعرف إلى التفاصيل، كان اللقاء مع الدكتور عثمان عبد الرحيم، أستاذ أمراض النساء والتوليد، للسؤال والإجابة.
حالة الأم الحامل في الشهر السابع
فكرة صيام الحامل خلال شهر رمضان ترتكز على حالة الأم الحامل الصحية، والتي يحددها الطبيب المتخصص، وفقاً لحالتها الصحية.
فلا مانع من الصيام في الشهر السابع إذا كانت الحامل تتناول احتياجاتها الغذائية خلال ساعات الإفطار، وأنها لا تعاني من أي مرض قد يهدد صحة الحمل، وكان وزنها صحياً وجسمها يحتوي على مخزون كافٍ من الطاقة.
بينما قد يكون الصيام مضراً وغير آمن؛ إذا كانت الأم تعاني من مرض السكري أو الإصابة بسكري الحمل بوقت سابق؛ وذلك لأن الصيام يؤثر على مستوى السكر في الدم وانخفاضه، ممّا قد يُصيب الحامل بالجفاف.
علامات تحذيرية تمنع صيام الحامل
هناك بعض العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها، ويجب استشارة الطبيب بخصوصها؛ تجنباً لأي آثار قد تهدد الحمل، مثل:
- الحامل لا تكتسب وزناً كافياً أو تخسر وزناً، مما قد يضرّ بالطفل.
- انخفاض مستويات السكر بالدم.
- تشعر بالعطش الشديد ويقلّ التبول لديها.
- إذا أصبح لون البول داكناً.
- وكلها تمثل أعراض الجفاف، ما يجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية، مع إحساس بالصداع والدوار والإغماء أو التعب.
ملامح الجسم في الشهر السابع
يحدث العديد من التغييرات في الجسم؛ نظراً لاستعداد الجسم لمرحلة الولادة، وقد يؤثر بعض هذه الملامح سلباً على الصيام، كالآتي:
- يزيد لدى الحامل الشعور بالتعب والإرهاق، مع ازدياد بحجم البطن، مما يصعّب على الحامل الانحناء.
- وجود ألم في الظهر نتيجة توسع الرحم وزيادة وزن الطفل، المعاناة من التورم والانتفاخ نتيجة لزيادة الدورة الدموية في الجسم.
- ازدياد الشعور بالحرارة في جميع الظروف الجوية، وازدياد الشعور بالحاجة للتبول، ممّا قد يزيد من فقدان السوائل والجفاف.
- يزداد الوزن بشكل كبير خلال الشهر السابع، وهذا قد يؤدي إلى مضاعفات؛ مثل: سكري الحمل، ارتفاع ضغط الدم، الولادة المبكرة.
- يزداد بعض الأعراض المرتبطة بالحمل خلال الشهر السابع؛ كالجفاف وغيره؛ نتيجة لاقتراب موعد الولادة.
- يكون وزن أطفال الحوامل اللواتي صمن شهر رمضان مشابهاً لأوزان أطفال النساء اللواتي لم يصمن، وهذا ما توصلت إليه دراسة تمت على عدد من الحوامل الصائمات في الشهر السابع.
- وزن المشيمة أقل بشكل ملحوظ في الأمهات الصائمات، لكن ذلك لم يؤثر سلباً، ولم يكن هناك ارتباط بين الصيام والولادة المبكرة.
سؤال يتكرر: متى يظهر بطن الحامل؟
تأثير الصيام على حركة الجنين
الصيام في الثلث الأخير من الحمل -السابع والثامن والتاسع- يؤدي إلى تغير مستويات الهرمونات في الجسم، ما يؤثر على حركة الجنين ويقلل منها، ويعرّض السيدة الحامل إلى الولادة قبل الموعد المحدد، وربما يجعل الطفل مصاباً بالأنيميا حتى عمر العام من بعد الولادة.
كما تؤكد الأبحاث العلمية أن حركة الطفل تكون كل ساعتين حوالي 20 حركة، وعادة ما يكون الصيام سبباً وراء الشعور بخمول الحامل، ما يؤدي إلى عدم القدرة على معرفة حركة الطفل، ولكن إذا كان هناك شعور بالقلق تجاه حركة الطفل، فإن هذا يتطلب الكشف عند الطبيب.
ما هي أسباب حركة الجنين القوية المؤلمة؟
نصائح من أجل صيام صحي آمن في الشهر السابع
- مراعاة أهميّة التغذية خلال فترة الحمل للأمّ والجنين، وتوعية الأم الحامل بكيفية الصيام الآمن.
- تجنُّب المُنبِّهات؛ كالقهوة، والشاي، والمشروبات الغازية؛ وذلك لتقليل استهلاك الكافيين.
- اتباع حمية غذائية متوازنة، شُرب كميات كافية من الماء، والتي تتراوح ما بين 8 و12 كوباً يومياً؛ تجنُّباً للإصابة بالجفاف.
- بدء وجبة الإفطار بكوب من الحليب، وبعض التمر، يتبعها أصناف مختلفة من الطعام، والتي تشمل المجموعات الغذائية كاملة.
- تناول وجبة خفيفة صحية بعد حوالي ساعة من صلاة التراويح، تناول الكميات المسموحة من النشويات، والابتعاد عن مصادر الدهون المُشبعة.
- تناول مصادر البروتين؛ كاللحم، والدجاج، والأسماك، والبيض، والأجبان، مع تناول وجبات متوازنة خلال وجبة السحور.
- تجنُّب الاستخدام المُفرط للتوابل أثناء الطبخ، تناول وجبات متعددة بكميات قليلة خلال وقت الإفطار؛ لتجنَّب الشعور بالشبع.
- الابتعاد عن الأطعمة الدهنية والمقلية؛ لتجنُّب الإصابة بحرقة المعدة، وزيادة الوزن.
- تناول ما بين 2-3 حصص على الأقلّ من الفواكه الطازجة يومياً، مع ممارسة بعض الأنشطة البدنية لمدّة نصف ساعة يومياً.
- تناول الفطور ببطء؛ حيث يُقلّل الصيام من سرعة عمل الجهاز الهضمي، ولذلك يجب البدء بلقمٍ صغيرة؛ لإعطاء الجهاز الهضمي الفرصة للعمل.
- تجنُّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين عند الإفطار؛ كالقهوة، والشاي، والشاي الأخضر، والمشروبات المُعالجة؛ كالكولا.
ملاحظة من"سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.