في غرفة النوم التي يشغلها زوجان، أو الفردية العائدة لشاب أو فتاة أو حتّى ضيف، بالمنزل المعاصر، هناك مجموعةٌ من العوامل التي يضعها المُصمّم في الاعتبار، لهدف "إخراج" المساحة بالشكل الأمثل أي بصورة تريح شاغل(ي) الفراغ وتُظهر الأخير أكبر، من الناحية البصرية وأفخم وأكثر عمليّة. في السطور الآتية، يتحدّث مهندس الديكور الداخلي المصري إسماعيل عمّار، الممتدة مشاريعه التصميمية في دول الخليج، لـ"سيدتي" عن ديكورات غرف النوم الخاصة بالراشدين، الأزواج منهم والعزاب، بصورة مُفصّلة، أي عن أفكار في التأثيث والتزيين والإضاءة وديكور الجدران والأرضيات، ويقدم نصائح لكل صاحبة منزل ترغب في تجديد غرف النوم.
تفاصيل عن غرف النوم الفردية
يرى المهندس إسماعيل عمّار أن "غرفة النوم الفردية أو "السنغل"، مساحة ذات طبيعة وظيفية"، مُضيفًا أنه "من المُمكن أن تبلغ مساحة هذا النوع من الغرف نصف المساحة، الذي يُخصّص للماستر الخاصة بالزوجين. لذا، يجهد المصمّم في تصميم الغرفة "السنغل"، باتخاذ الحد الأدنى من كل الأبعاد القياسية، وبجعل مسار الحركة في الفراغ مُيسّرًا، من دون أي عوائق".
وعن كيفية استغلال مساحة غرفة النوم "السنغل" إلى أبعد حد، يشرح المهندس أن "للسرير أبعاده القياسية التي لا تُمسّ، لكن في حالة الغرفة "السنغل"، أدمج مكتب العمل والدولاب معًا بجدار واحد كامل أو أوزع القطعتين على تصميم واحد يتخذ هيئة حرف L، مع أهمية أن يمتد ارتفاع الدولاب حتّى السقف، ليوفر وحدات تخزين علوية". ويضيف أن "هناك فكرة أخرى تقضي بفصل المكتب عن الدولاب أو بجعل الأول يتموضع على أحد طرفي الثاني؛ بذا لا يبرز الدولاب أو المكتب، فتظهر الغرفة متماسكة، مهما صغر حجمها". ويوضّح أن "حجوم الأثاث البارزة، كما أشكالها، تُظهران مدى صغر الغرفة، مما يجعل القطع تبدو كأنها كتل زائدة في المساحة. بالمقابل، التصميم المدمج لا يظهرها كذلك". ويزيد أن "منضدة التسريح قد تستبدل بالمكتب، أو هي قد تضاف إلى مكان السرير".
أثاث غرف النوم
أضيفي إلى الـسرير، تشتمل قطع الأثاث العائدة لغرفة النوم "السنغل"، على: منضدة جانبية (أو زوجين) و"البانكيت"، إذا اتسعت المساحة له ورغب العميل (ة) بحضوره والدولاب والمكتب (أو التسريحة) وطاولة التلفاز، بالإضافة إلى كرسي، وطاولة قهوة. لكن قطع الأثاث مرهونة بالطبع باحتياجات العميل، بحسب عمّار.
لناحية مواد الأثاث، الأخشاب الطبيعية وبدائلها العديدة متاحة، في الأسواق، في الوقت الراهن، مع تمييز القطع الخشبية بتفاصيل (قوائم وإطارات) معدنية.
تتزيّن غرفة النوم، بإكسسوارات، مثل: المزهرية أو عناصر تتخذ من أسطح المنضدة الجانبية مكانًا لها وطاولة التلفاز أو طاولة القهوة.
الأرضيات الباركيه
يجيب المهندس عن السؤال المتعلق بالأرضيات، في غرف النوم، وعمّ إذا كان الباركيه لا يزال الخيار الأول، فيقول إن "الألوان الخشبية مُصنّفة بأنها محايدة، لذلك يسهل مزجها بغرف النوم، فهي تعطي شاغليها إحساسًا بالدفء. لكن، قلّما تكون الأرضيات الباركيه مُنفّذة من الأخشاب الطبيعية، للتكلفة العالية لها وصعوبة التنفيذ ولأن حضور الباركيه الطبيعي "يقضم" من منسوب كل غرفة. لذلك، يُستبدل البورسلين الباركيه أو الـ"اتش دي اف"، بالأخشاب، في إطار تلبيس الأرضيات".
ديكور الجدران
تُكسى جدران غرفة النوم، بـورق الجدران أو تتميّز بالرسوم، التي تحلّ خلف السرير، أو حتّى تُلبّس الجدران بالقماش (الكابيتونيه) أو التجاليد الخشبية (أو بدائلها) أو الرخام (وبدائله) أو ألواح الجبس (ونظائرها). في هذا الإطار، يُفسّر المهندس أن "التكسية تطال الجدار الواقع خلف السرير، في العادة، أي الجدار المميز، فيما يمكن أن يحلّ طلاء الجدران على الجدران الأخرى".
تشمل الطرق الأخرى لتمييز الجدار، حيث "الهيد بورد"، اختيار لوحة مثلًا، إو إضاءة متدلاة حيث الطاولة الجانبية. من المُمكن أيضًا تصميم الإطارات الكلاسيكية، على الجدار، بطريقة متماثلة أو مبتكرة أو مزج الإطارات بالأفكار المذكورة آنفًا. كل ذلك مرهون بطراز الغرفة.
فروق بين غرف النوم "السنغل" و"الماستر"
يفُسّر المهندس الفروق بين غرفتي النوم "السنغل" و"الماستر"، قائلًا إن "زوجين يشغلان الثانية، مما يعني حضور زوجين من كلّ عنصر يحتوي الفراغ المذكور عليه، أمّا في حال حضور عنصر واحد (البانكيت، مثلًا) يجب أن يتسع لفردين". ويضيف أن "الفارق الثاني يرجع إلى المساحة؛ الغرفة "الماستر" أكبر، كما تكون خزانة الملابس فيها مستقلة، بمساحتها. من الممكن أن تلحق جلسة لمشاهدة التلفاز أو لاحتساء القهوة بالغرفة "الماستر"، التي تؤثث بقطع ذات حجوم أكبر، مقارنة بـ"السنغل"، فيما التصميم في "الماستر" يكون أكثر مرونة ويعطي حرية أكبر للتفنّن".
ألوان مناسبة لغرف النوم
صحيحٌ أن المُصمّم يُلبّي رغبة العميل(ة)، في إطار الألوان المُختارة في الفراغات المنزلية، لكن يُفضّل عمّار الألوان المحايدة لغرف النوم وينصح بها، فهو يعتقد أن الألوان المحايدة تجعل الفراغات المعمارية أكثر اتساعًا، من الناحية البصريّة، وتليق بأنواع قطع الأثاث المختلفة وبالأرضيات، مع إمكانية تطعيم "المحايدة" عن طريق تمييز جدار بلون ثانوي أو عن طريق رأس السرير. كما قد يحلّ اللون الثانوي من خلال اللوحات والجداريات والسجاد، بحسب عمّار، الذي يقول: "الألوان المحايدة ليست بالحياد الذي تُسمّى به؛ فهناك درجات من الأبيض ميّالة إلى الرمادي والزرقة، بذا هي بهذا تشيع إحساسًا بالبرود. وهناك درجات من الأبيض ميالة إلى البيج أو الأصفر، بذا هي توحي بالدفء".
عن الألوان الثانوية التي تُطعّم تلك المحايدة، يوضّح المهندس أن "الزهري والذهبي يناسبان غرف نوم الفتيات، مثلًا، فيما الأزرق يبدو خيارًا كلاسيكيًّا في غرف نوم الشباب. أمّا في الغرف الزوجية، من المُمكن اختيار الألوان الثانوية، التي لا ترتبط بأذواق ذكورية أو أنثوية، ولو أن المُصمّم يُطبّق احتياجات العميل ولا يرفض توظيف أي لون.
يقول المهندس إن "الألوان تتأثر بـالإضاءة، إلى درجة كبيرة، فللإضاءة الطبيعية والصناعية دورًا أكبر من اللون، فهي تجعل الفراغات أفتح او أغمق. لذلك، من المهم للغاية فهم حجم الفراغ (عمقه وارتفاعه)". في هذا الإطار، أنصح بتصميم الشبابيك الكبيرة الطويلة التي توفر إضاءةً مباشرةً.
ويضيء على الفكرة الآتية: "من الضروري أن تكون غرف النوم، المساحات الأكثر هدوءًا في المنزل، علمًا أن ذلك لا يتصل بـالألوان التي تحلّ فيها، بل بعدد الأخيرة، كما بالخامات. في العموم، لا يُفضّل أن يُستخدم أكثر من لونين لئلا يتشتّت مُستخدم الفراغ، من الناحية البصريّة".
5 نصائح في الديكور
في الآتي، نصائح من المهندس عمّار لجعل غرفة النوم فخمة، مهما كانت مساحتها، ولو أن المهندس يعتقد أن الفخامة لا ترتبط بضيق أو وسع الفراغ، بل بـ:
- الجدار خلف السرير، إذ يُعنى المُصمّم بهذا السطح، الذي قد يكسوه بالقماش، بصورة جزئية أو كلية، على غرار الغرفة الفندقية الفاخرة.
- رأس السرير المنفصل والذي يمتد إلى اقصى جانبيه، محتويًا على الطاولتين الجانبيتين. تعطي هذه الفكرة إحساسًا بأن السرير أكبر وأفخم مما هو عليه.
- ارتفاع السرير والمرتبة وكثرة الوسائد تساهم في بثّ الإحساس بفخامة المكان.
- الإضاءة المتدلية من كل جانب من السرير أو الثريا فوق السرير.
- حضور اللون الذهبي، بصورة ثانوية، من خلال مقابض الطاولات الجانبية وقوائمها أو في تركيبات الإضاءة.
الإضاءة في غرف النوم
تتمثل الإضاءة في غرف النوم، في:
- الرئيسية: هي تُضيء الغرفة، بصورة كُلّية. تحمل "السبوتات" او "التراك لايت" أو "الماجنيتيك لايت"، هذا النوع من الإضاءة، علمًا أن الإضاءات الخطية تكون موازية للسرير، وليست متعامدة عليه، وعلى جانبيه بمسافة متساوية. في هذا السياق، يُفضّل المهندس أن "يكون هناك نوع واحد من الإضاءة؛ إما "السبوت لايت" أو "التراك لايت"، من دون المزج بينهما". ولا يُحبّذ أن تكون هناك إضاءة فوق السرير مباشرة، ولو أن العميل قد يطالب بحضور ثريا.
- الثانوية: هي تضيء مساحةً مُحدّدة من الغرفة وتقوم بوظيفةٍ مُعيّنةٍ. في هذا الإطار، هناك الإضاءة التي تعلو زوجي الطاولات الجانبيّة، الإضاءة التي قد تكون متدلاة من السقف أو عبارة عن "أباجورة" توضح على سطح كل منضدة. وهناك إضاءة المكتب، التي تكون عبارة عن وحدة خاصة بهذا السطح أو عن "سبوت لايت". ينطبق الأمر على التسريحة، في غرفة النوم، علمًا أنه من الممكن إضافة إضاءة للمرآة التابعة للتسريحة. وإذا كانت هناك جلسة جانبية في الغرفة، تُخصّص إضاءة ثانوية لها، عبارة عن وحدة أرضية أو وحدة خاصة بسطح الطاولة.
___
- الصور تعكس أعمال مهندس الديكور الداخلي المصري إسماعيل عمّار