تأخر تحقيق الأماني شيء محبط للغاية، خاصة لمن يصدق النيَّة ويحرص على الاجتهاد الصادق، لكنَّنا يجب أن ننظر للأمر بشكل آخر، فربما كانت الأماني تتأخر لأنَّها ما زالت تتزين لنا.
وفي هذا الاتجاه أوضح الدكتور أحمد هارون، استشاري العلاج النفسي، أنَّ يوسف عليه السلام خير مثال، فقد سُجن مع اثنين أقل منه، وهو الشريف أصلاً، بل وأقرَّا بأفضليته عليهما، ومع ذلك حصلا على ما لم يحصل عليه، وأُطلق سراحهما من السجن قبله، ومع أنَّه كان يمتلك من المميزات ما لم يمتلكه غيره، وكان الأرجح عقلاً، والأصلح نفساً، إلا أنَّه ظل مسجوناً سنوات يلاقي مصيراً لا يستحقه ويعيش بشكل لا يتناسب معه.
وأضاف هارون، أنَّ العبرة بالخواتيم، فاللذان سبقاه في البداية، وكان يستحق هو تلك الأسبقيَّة، خرج أولهما ليصبح خادماً، وخرج الثاني ليلقى مصيره ويمت مقتولاً، وتأخر هو كثيراً وعانى طول الانتظار، ليخرج فيجد ما يناسب مكانته فعلاً ويصبح عزيز مصر.
وينصح هارون قائلاً، لا تحزن إن سبقك غيرك وأنت ما زلت متأخراً، ولا تمل الانتظار مهما طال، فإنَّ الله لا يضيع عمل عامل، فقط كل ما عليك أن تعمل بجدٍّ وتصدق النيَّة، وتنتظر حتى تنتهي أمنياتك من تزينها لك، لتأتيك بأكثر مما كنت تتوقع، وأكبر مما كنت تحلم به.