كانت مفاجأة كبيرة للأم عندما أخبرتها مطوعة أن جنياً من أكابر قومه يرغب بالزواج من ابنتها، وهو لن يدعها تتزوج من سواه، وهو من يفشل زواجها ممن يتقدمون لخطبتها، وأكدت لها أنها تستطيع تخليصها من ذلك الجني العاشق، وتفتح لها نصيبها مع أي شخص ترغب به من بني الإنسان.
كما أخبرت الأم أن المشاكل اليومية البسيطة التي يعانون منها كأي أسرة، هي بسبب سحر قام بعمله لهم رجل وسيدة من دمهم وليسا غريبين عنهم. وطلبت مليون درهم لإنهاء جميع مشكلات العائلة، قالت لها: "هناك بعض الأشياء في المنزل عليهك أن يتخلصي منها، سآخذها معي كي أقرأ عليها وأخرج منها الجن".
هذه الأشياء كانت عبارة عن مصوغات ذهبية تعود للفتاة ووالدتها وتصل قيمتها إلى أكثر من 700 ألف درهم.
مليونان و700 ألف
المطوعة بعد أخذها المال والمصوغات، لم تنقطع عن العائلة، فقد كانت تأتي يومياً لهم بزجاجات ماء أو عسل تقول إنها قد قرأت عليه، وتعطيهم التعليمات حول استخدامه، وبعد فترة ليست بالطويلة جاءت لتخبرهم أن سحر المنزل قد انتهى وهي تريد الآن تخليص الفتاة من الجن العاشق.
ولأنه قوي وسيد قومه فإن الأمر شديد الصعوبة وسيكلفهم مليونين و700 ألف درهم، رفضت الأم الأمر بشكل نهائي، فالمبلغ مبالغ به جداً ولا تملكانه، ونصحتها ببيع منزلها لكي تتمكن من تأمين المبلغ المطلوب.
بيع المنزل
حاولت الأم بيع منزلها بكل الطرق ولكنها لم تتمكن من ذلك لأنه منزل شعبي وهبته لها الحكومة، فذهبت إلى المرأة والرعب يملأ عينيها من المصير الذي ينتظر ابنتها، ولما أخبرتها عن استحالة بيع المنزل وتأمين المبلغ، صمتت السيدة قليلاً ثم قالت إنها تحبها وتعتبر الفتاة كشقيقة لها، ولذلك فإنها ستقوم بتسديد المبلغ بالنيابة عنهما حتى لا تصاب صديقتها بأذى، ولكن على الأم أن تكتب لها وصلاً بالمبلغ، مؤكدة أنها لن تطالبهم بالمبلغ حتى بعد عشرين عاماً، وأن إيصال الأمانة هو فقط لحفظ الحقوق فالحياة فيها موت وحياة.
محكمة
ما هي إلا أيام حتى جاء الأم إعلان من المحكمة بأن تلك السيدة رفعت عليها قضية تنفيذية لمطالبتها بأداء مبلغ إيصال الأمانة، في تلك اللحظة فقط أدركت أنها كانت ضحية لعملية نصب متقنة، فسارعتا لتقديم بلاغ إلى النيابة العامة التي سمحت لهما بفتح البلاغ بعد أن قدمتا لها نسخة من الرسائل والحوارات التي تمت بين الطرفين حول الموضوع، وبالتحريات تبين أن المشكو ضدها لها سوابق مشابهة، والغريب أنها أنكرت معرفتها بهما رغم وجود قضية تنفيذية بينهما.
ومن جهة أخرى أقامت الفتاة ووالدتها دعوى أمام المحكمة المدنية طالبتا فيها الحكم ببطلان وصل الأمانة واعتباره باطلا لصوريته صورية مطلقة وليس له أصل من أي نوع من التعاملات المالية، كما أنه تم بالغش والتدليس والاحتيال.
لم تنته القضية من ساحات المحاكم الجزائية والمدنية، ومازالت هذه الأسرة مهددة بفقد منزلها في خدعة.
المزيد: