الوقت المثالي لتقديم الطعام الصلب للرضع.. في الشهر الرابع أم السادس!

صورة لطفل رضيع
ضرورة التدرج في إدخال الطعام الصلب

مازال الجدال بين الأمهات والأطباء يدور حول الوقت المناسب لإدخال الأطعمة للرضع، بعضهن يتعجلن تلك الخطوة في الشهر الرابع، وأخريات صابرات ومقتنعات بالانتظار حتى بلوغ الرضيع 180 يوماً، والفريقان يدركان أن توصيات منظمة الصحة العالمية، تؤيد اعتماد الطفل الرضيع
على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من عمره- وبشكل حصري- لتحقيق النمو والتطور والصحة على النحو الأمثل، بمعنى عدم إعطاء الرضيع أي طعام أو شراب آخر -بما في ذلك الماء- سوى حليب الأم، لأنه الغذاء المثالي لنمو الرضع وتطورهم بصورة صحية.
والآن حسماً للجدل القائم في هذه القضية، يعرض التقرير طرق تحويل الطفل من الرضاعة الطبيعية أو الصناعية- وحدها – إلى الطعام الصلب، وكيفية اتخاذ الخطوة الأولى فالثانية، ونوعية الأطعمة المناسبة. "سيدتي" التقت مع استشاري تغذية الطفل الدكتورة منال الشربيني للشرح والتوضيح.

آراء مختلفة حول الانتقال السليم

الانتقال السريع من الرضاعة الطبيعية إلى الأطعمة الصلبة يسبب سوء تغذية
  • هناك اختلاف حول تحديد الوقت المناسب لإدخال الطعام الصلب للرضيع، ذلك لأن الانتقال من الرضاعة الطبيعية الحصرية إلى الاعتماد الكامل على الطعام التقليدي فترة ضعيفة للغاية؛ وهو الوقت الذي يصاب فيه العديد من الأطفال بسوء التغذية.
  • كما أن الاعتماد على الطعام الصلب يسهم بشكل كبير في ارتفاع معدل انتشار سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم، لذلك من الضروري أن يحصل الأطفال على أغذية تكميلية مناسبة وكافية وآمنة لضمان الانتقال الصحيح.

التسمم الغذائي أثناء الرضاعة الطبيعية هل هناك خطر على الطفل؟

 قرار الانتقال حدث مهم وله شروط

ضرورة جلوس الطفل مستقيماً مع وسادة داعمة من العلامات

إن إعطاء طفلك الطعام لأول مرة هو حدث مهم في حياته، لذلك عليك التيقن من أشياء كثيرة قبل الإقدام على هذه الخطوة.

  • بداية من عمر 4 إلى 6 أشهر، يكون معظم الأطفال مستعدين لبدء تناول الأطعمة الصلبة، لتكون مكملاً للرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
  • خلال هذا يتوقف الأطفال عادة عن استخدام ألسنتهم لدفع الطعام، ويبدأون في تحريك اللسان لنقل الطعام من مقدمة الفم إلى الخلف للبلع.

علامات تدل على استعداد الطفل لتناول الأطعمة الصلبة

أن يكون قادراً على رفع رأسه في وضع مستقيم وثابت
  • هل يمكن لطفلك أن يرفع رأسه في وضع مستقيم وثابت؟
  • هل يمكن لطفلك الجلوس مستقيماً مع وجود بعض الدعم مثل الوسادة؟
  • هل يلفظ طفلك يديه أو ألعابه؟
  • هل يبدي طفلك الرغبة في تناول الطعام بالانحناء للأمام وفتح فمه؟

إذا أجبت بنعم على هذه الأسئلة، يمكنك البدء في استكمال النظام الغذائي لطفلك، ولكن احرصي على الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، بما يعادل 32 أوقية في اليوم (946 ملليمتراً).

طرق تدريجية صحية لإدخال الطعام الصلب

تدرّجي في إدخال الأطعمة الصلبة إلى الطفل
  • ابدئي بتقديم الأطعمة المكونة من عنصر واحد، والتي لا تحتوي على سكر أو ملح، وانتظري 3 إلى 5 أيام بين كل طعام جديد لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من رد فعل، مثل الإسهال أو الطفح الجلدي أو القيء، بعدها يمكن إدخال الأطعمة المكونة من عنصر واحد، وتقديمهما معاً.
  • لا يعني إدخال الطعام للطفل، أن تطعمه الأم البسكويت المليء بالسكر والمواد الحافظة، وعليها أن تحرص على اختيار الأطعمة المغذية، كالحديد والزنك، خاصة في النصف الثاني من السنة الأولى للطفل، وتوجد هذه العناصر الغذائية في اللحوم المهروسة.
  • ساعدي طفلك على الجلوس في وضع مستقيم، وقدمي الحبوب بملعقة صغيرة مهروسة مرة أو مرتين يومياً بعد الرضاعة، ابدئي بملعقة أو ملعقتين صغيرتين، وبمجرد أن يبدأ الطفل ابتلاع الحبوب السائلة، اخلطيها بكمية أقل من السائل مع زيادة حجم الحصص الغذائية تدريجياً.
  • قدمي مجموعة متنوعة من الحبوب التي تحتوي على حبة واحدة مثل؛ الأرز أو دقيق الشوفان أو الشعير، وتجنبي إطعام طفلك حبوب الأرز فقط بسبب التعرض المحتمل للزرنيخ.
  • أضيفي الخضراوات والفواكه المهروسة تدريجياً، على أن تبدئي بنوع واحد من الخضراوات أو الفواكه من دون إضافة سكر أو ملح.
  • قدمي أطعمة مفرومة على شكل أصابع، في عمر 8 إلى 10 أشهر، حيث يمكن لمعظم الأطفال التعامل مع أجزاء صغيرة من الأطعمة المقطعة جيداً، مثل: الفواكه الطرية والخضراوات والمعكرونة والجبن واللحوم المطبوخة.
  • غالباً ما يرفض الأطفال حصصهم الأولى من الأطعمة المهروسة؛ لأن المذاق والملمس جديدان، وإذا رفض طفلك الطعام، فلا تجبريه على ذلك، ولكن حاولي مرة أخرى خلال أسبوع، وإذا استمرت المشكلة، تحدثي إلى طبيب طفلك للتأكد من عدم وجود مشكلة.

 انتبهي للحساسية الغذائية

يوصى بإعطاء طفلك الأطعمة التي يحتمل أن تكون مسببة للحساسية عند تقديم أطعمة تكميلية أخرى، وتشمل الأطعمة التي يحتمل أن تسبب الحساسية؛ الفول السوداني والجوز، والبيض، ومنتجات حليب البقر، والقمح، والأسماك والمحار، والقشريات والصويا.
ولا يوجد دليل على أن تأخير إدخال هذه الأطعمة يمكن أن يساعد في منع الحساسية الغذائية، في الواقع، قد يقلل الإدخال المبكر للأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني من خطر إصابة طفلك بحساسية الطعام تجاه الفول السوداني.
ومع ذلك، إذا كان هناك تاريخ مرضي عائلي يتضمن حساسية تجاه الطعام، فامنحي طفلك طعامه الأول من الطعام الشديد الحساسية في المنزل، وليس في مطعم، مع توفر مضادات الهيستامين عن طريق الفم، وإذا لم يكن هناك رد فعل، يمكن إدخال الطعام بكميات متزايدة تدريجياً.
لا تعطي العصائر لطفلك إلا بعد عمر عام، فالعصير ليس جزءاً ضرورياً من النظام الغذائي للطفل، كما أنه ليس بقيمة الفاكهة الكاملة، قد تسهم كميات كبيرة من العصير في مشاكل الوزن والإسهال وتسوس الأسنان.

 أطعمة محظورة

لا تجعلي طفلك يأكل كثيراً قبل النوم
  1. لا تقدمي حليب البقر أو العسل قبل عمر عام؛ إذ لا يلبي حليب البقر الاحتياجات الغذائية للرضيع، فهو ليس مصدراً جيداً للحديد، بل قد يزيد من خطر نقص الحديد، وقد يحتوي العسل على جراثيم يمكن أن تسبب مرضاً خطيراً يعرف باسم تسمم الرضع.
  2. ولا تقدمي الأطعمة التي قد تسبب اختناق طفلك أيضاً مثل: الفشار وحبوب المكسرات، وتجنبي تقديم النقانق أو قطع اللحم أو الجبن أو العنب، أو الخضار النيئ أو قطع الفاكهة، ما لم يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة للغاية.
  3. ولا تحاولي أن تجعلي طفلك يأكل قدر الإمكان قبل وقت النوم، لدفعه للنوم العميق طوال الليل؛ إذ لا يوجد دليل على أن هذه الطريقة فعالة.

*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.