لا يمكن أن يأتي عيد الأضحى المبارك دون أن يرتبط بتقديم اللحوم على مائدة العائلة للكبار والصغار، وترى الكثير من الأمهات أن لحم خروف العيد بهذه المناسبة يكون له مذاق خاص مع اجتماع العائلة وطقوس الاحتفال بالعيد المبهجة وما يتبعها من زيارات وتبادل التهاني والأمنيات، والطقوس الدينية التي تسبق تقديم لحم الخروف في أيام العيد، ولكن بعض الأمهات يُفاجأن برفض الطفل لتناول لحم خروف العيد، ولذلك فقد التقت "سيدتي " باختصاصية التغذية شيماء يوسف؛ حيث أشارت إلى نصائح لإقناع طفلك بتناول لحم خروف العيد كالآتي:
فوائد اللحوم للأطفال
- تُوضع اللحوم الحمراء والبيضاء على القائمة الرئيسية في نظام تغذية الأطفال؛ نظراً لما تحتويه من فوائد عظيمة، وحيث تحتوي على نسبة كبيرة من البروتين الحيواني الذي يلعب دوراً في بناء جسم الطفل بشكل عام، وبناء الدماغ بشكل خاص.
- يفيد البروتين الحيواني في بناء العضلات وتقوية الكتلة العضلية، وكذلك تعزيز الجهاز المناعي للجسم؛ لمحاربة مختلف الأمراض التي قد تواجه الطفل على مدار مراحله العمرية.
- يساعد البروتين بأنواعه سواء كان حيوانياً أو نباتياً في تزويد الجسم بالأحماض الأمينية، ومد الجسم بالطاقة، ويعمل على توصيل الأكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم، كما يعمل على تقوية عضلة القلب، وبناء باقي العضلات وتقوية الكتلة العضلية عامة.
- تحتوي اللحوم الحمراء المنتجة من لحم الخراف والأبقار على نسبة كبيرة من المعادن والفيتامينات، وخاصة معدن الحديد الذي يفيد في حماية وعلاج الطفل من فقر الدم، كما تحتوي اللحوم الحمراء على عنصر الزنك الذي يعزز مناعة الجسم، وتُعد اللحوم الحمراء مصدراً ممتازاً لفيتامين «ب 12» المهم للحفاظ على صحة الخلايا العصبية في الجسم وحماية الطفل من أعراض نقص هذا الفيتامين التي منها عدم حصوله على نوم مشبع وكافٍ؛ ما يؤثر في نموه.
- تتفوق اللحوم الحمراء بما تحتويه من قيمة غذائية عالية مقارنة باللحوم البيضاء، ولكن كلتيهما تتمتع بمذاق طيب ومحبب للكبار والصغار، ويمكن التنويع في تقديمهما للطفل؛ لكي لا يشعر بالملل، وهذا طبع الأطفال؛ حيث يملون أصناف الطعام سريعاً رغم قيمتها الغذائية.
متى يبدأ الطفل بتناول اللحوم؟
ينصح الأطباء بأن تبدأ الأم بتقديم اللحوم بنوعيها سواء اللحوم البيضاء أو الحمراء ابتداءً من الشهر السادس من عمر الطفل، وهناك من يقوم بتأخير تقديمها حتى الشهر الثامن، ولكن في كل الأحوال يجب أن تكون اللحوم ضمن قائمة الطعام الصلب الذي يجب أن يتم إدخاله لطعام الطفل مبكراً إلى جانب حليب الأم.
وفي حال كان الطفل في حدود هذا العمر وحلَّ عيد الأضحى، فهذه فرصة جيدة لكي تقدم الأم اللحوم الحمراء الخالية من الدهون للطفل بوصفها وجبة تدريجية يتعرف من خلالها إلى مذاق طعام جديد غير حليب الأم، ولأن حليب الأم لا يكون كافياً لكي يشعر الطفل بالشبع بعد عمر ستة أشهر، فعلى العكس منه تماماً فلحم الخراف والأبقار على صغر كميتها تعطي شعوراً بالشبع والامتلاء لمدة طويلة خاصة في حال تقديمها بوصفها وجبة رئيسية تمنح الأم فرصة للتفرغ لضيوفها في أيام العيد، ولذلك فلا يُفضل تأجيل فكرة إضافة اللحم الأحمر في فترة العيد، مع الحرص على تنظيف اللحم جيداً لمنع وجود بكتيريا السالمونيلا التي تسبب الأمراض للطفل الرضيع.
أسباب رفض الطفل تناول لحم خروف العيد
- يرفض الطفل تناول لحم خروف العيد بسبب إصابته بالتخمة من كثرة تناول الحلوى والعصائر وسهولة الحصول عليها وكثرتها وشكلها المغري بالنسبة له، خاصة عند قيامه بزيارة بيوت الأرحام والأقارب صباح يوم العيد فيعود إلى البيت بلا رغبة في تناول وجبة الغداء التي أعدتها الأم من لحم الخروف مهما كان منظرها مغرياً.
- يرفض الطفل تناول لحم خروف العيد بسبب ارتباطه العاطفي بالخروف قبل أيام من العيد، واختفاء الخروف يوم العيد يسبب الحزن للطفل الصغير ويرفض أن يتناول لحم الخروف.
- يعتقد الطفل أن الخروف من الممكن أن يبقى في البيت مثل باقي الحيوانات الأليفة مثل العصافير الملونة والقطط؛ ولذلك فهو يشعر بالحزن أن يتحول صديقه إلى وجبة طعام فيرفض تناول لحمه.
- يُصاب بعض الأطفال بالتلبك المعوي المزعج بسبب كثرة تناول اللحوم في اليوم الأول؛ ما يجعل الطفل يرفض تناول لحم الخروف في باقي أيام العيد.
- تسبب اللحوم الحمراء المشوية بالكثير من البهارات والتوابل الإزعاج للطفل بسبب طعمها الحريف أو اللاذع بعكس اللحوم المسلوقة والمضاف لها الشوربة الصحية القليلة التوابل.
- تسبب اللحوم مثلها مثل باقي الأطعمة نوعاً من الحساسية للطفل؛ ولذلك فقد يكون لديه خبرة سابقة ومؤلمة، وعلى ذلك فيجب أن تتابعي هذا النوع من الحساسية مع الطبيب للتوصل لطريقة لتفادي تكراره وظهور أعراضه المزعجة.
نصائح لإقناع طفلك بتناول لحم خروف العيد
- قومي بخطوة رواية قصة خروف العيد لطفلك بطريقة سهلة وسلسة بحيث يستوعب أن عيد الأضحى هو بمنزلة مناسبة لتناول اللحوم، وحيث يأكلها الفقراء والأغنياء حسبما جرت العادات والتقاليد وما تقتضيه طقوس أعياد المسلمين، ودون أن يشعر بالخوف والاشمئزاز مثلاً.
- قومي بطهي اللحم بشكل جيد بحيث يكون سهل المضغ والبلع بالنسبة للأطفال؛ فمعظم الصغار لا يحبون تناول اللحوم لأنها تكون غير كاملة النضج وتلتصق بقاياها بالأسنان أو قد يُغص بها الطفل ويجد صعوبة في بلعها.
- قطعي اللحوم إلى قطع صغيرة في طبق الطفل، ولا تتركيه لكي يأخذ من الطبق الرئيسي؛ لأن ذلك يكون مشكلة كبيرة ومرهقة بالنسبة له، فالقطع الصغيرة تشجعه على تناول حصته المناسبة من طبقه بكل سهولة.
- عودي طفلك قبل حلول العيد على الجلوس على موائد المآدب؛ لكي يكتسب آداب المائدة وحسن التصرف مع الآخرين في حال تعدد الأصناف وعدم التركيز على صنف واحد بحيث يحصل على وجبة غذائية متكاملة من اللحم والسلطة مثلاً.
- أبعدي العصائر والماء عن متناول يد الطفل في حال وجود وجبة طعام مكونة من اللحم؛ لأن العصائر تؤدي لعسر الهضم، وكذلك شرب الماء يصيب البطن بالاستسقاء، ويمكن شربهما بعد الانتهاء من تناول الوجبة الرئيسية تماماً، وعلى جرعات متباعدة.
- قدمي لطفلك اللحوم الحمراء مع الحساء ذي الطعم الشهي واللذيذ؛ لكي يقبل الطفل على تناولها بكل سهولة.
- احتفظي بأجزاء من اللحم مبردة للقضاء على أي فرصة لنمو البكتيريا للحفاظ على صحة طفلك؛ لأن الطفل حين يكبر سوف يكتشف أي نوع من الطعام يسبب له أعراضاً مرضية ناتجة عن التلوث الغذائي.
- قدمي للطفل اللحم المخلَّى من العظم؛ لأن العظم قد يؤذي الطفل مهما كان صغيراً ويجعله كارهاً لتناول اللحوم بشكل عام بعد ذلك.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.