ما أجمل قصص الأطفال التي تحكيها الأم بمفرداتها البسيطة وكلماتها الواضحة الغنية بالمعاني والأفكار! ومع حديثها من القلب تصل العبرة والحكمة إلى قلوب صغارها، وحكاية اليوم تحدث كل عام ومع أول أيام عيد الأضحى. تحكي عن مشاعر طفل عطوف، وفيها عبرة وحكمة على الطفل أن يتعلمها.
- تبدأ الحكاية بـ«سالم»، وهو طفل صغير -8 سنوات- بالصف الثاني الابتدائي، وحيد أمه وأبيه. كان دائماً يلعب ويفكر وحده، ويسرح بخياله بعيداً بعيداً وحده. وبطل قصتنا هنا طفل مسالم، يحب تقديم الخير ومساعدة أمه، ولأبيه يقدم له حاجاته عندما يعود من عمله. و«سالم» صديق صادق وعطوف ومحب لأصدقائه؛ يلعب معهم، ولا يسبب لهم أي ضرر. أخطائه قليلة، ويحبه كل الناس، والحيوانات أيضاً؛ ولهذا كانت فرحته كبيرة جداً، عندما شاهد والده يدخل باب حديقة المنزل، ويصطحب معه خروف العيد، ويطلب منه ربطه حتى لا يجرى هنا أو هناك.
- «سالم» طفل جميل القلب، كان يطعم الخروف ويقدم له الماء، ينظف فروه الناعم ويمسح عليه ويرطبه؛ فأحبه الخروف، لدرجة أنه كان يأتي لسالم في الأحلام، فيلعبان ويمرحان وسط الخضرة والوديان، وبغرفته وعلى مكتبه كان «سالم» يرسمه على الورق ويلونه، وعلى «النت» أخذ يبحث عن موطنه وصفاته. وحدث في أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، أن استيقظت عائلة «سالم» مبكراً. استعداداً لأداء صلاة العيد بالمسجد المجاور للمنزل، فارتدى ثيابه ووضع العطر على جلبابه، ومع والده ذهب للصلاة، وبالمسجد دعا ربه لينجح في دراسته، ولسلامة الخروف.
- وعندما رجع «سالم»، طلب من والدته أن يذهب ليتابع حالة الخروف؛ إذ ربما كان يحتاج لطعام أو شراب، وفي الحقيقة كان «سالم» يريد الجلوس مع صديقه الخروف واللعب معه. وما إن نزل «سالم» من منزله متوجهاً للخروف، إلا وسمع طرقات على باب الحديقة، فكان الجزار هو الطارق، وفقاً لموعد سابق متفق عليه لذبح خروف الأضحية، ومن ورائه وقف والد «سالم». شاهد «سالم» ملامح الجزار الجادة، وبين ملابسه لمحه يضع سلاحاً، فصرخ بصوت عالٍ، مدركاً ما سوف يحدث، وخائفاً على صديقه الخروف، الذي لا يريد أن يحدث به ضرر.
- هنا أخذه والده بعيداً؛ ليتحدث معه ويُهَدِّئَ من روعه. ودار بينهما حديث هادئ واضح عاقل: لماذا يا أبي؟ أنا أحب الخروف؛ لقد أصبح صديقي، أطعمته وناولته الماء أياماً، رسمته بكراستي ولوَّنت فروه الناعم بالألوان. كان يأتي لي في الأحلام لنستكمل اللعب معاً، أخبرت أصدقائي بالمدرسة عنه، والأهم يا أبي: أنت لم تأتِ بخروف إلى منزلنا من قبل. ماذا حدث؟ ولماذا لا تريده الآن؟
- استمع والد «سالم» لكلمات طفله البريئة الصادقة التي تفيض حباً وجمالاً، وأجاب: من قبل يا ولدي لم يكن لديَّ المال لأشتري أضحية عيد الأضحى المبارك، وهذا العام رزقني الله بالمال الوفير؛ فأردت أن أشكر ربي على نعمه، وأقدم أضحية فداءً لأسرتي، وأوزِّعها لمساعدة الفقراء والمحتاجين. وهل تظن أنني اشتريت الخروف لتلعب معه؟!
- ويتابع: سيدنا إبراهيم -عليه السلام- رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل، وعندما قرر ان يحقق أمر الله بأن يضحي بابنه ، فداه الله بكبش عظيم. بدلاً من ذبح ولده. وطوال الوقت كان «سالم» ينصت لكلمات وحكايات والده بأدب واهتمام.
- وعندما توقفت دموعه وبدأ يهدأ، قال بصوت مؤدب خافت: إذن اتركني يا أبي أشاركك عمل الخير، وأذهب معك لتوزيع اللحوم. وزادت فرحة «سالم» وأحس بالرضا، عندما شاهد فرحة الفقراء. ولما عاد لغرفته شكر ربه وحمده على النعم التي أنعم بها عليه وعلى أسرته، وذهب ليتصل بأصدقائه ليهنئهم بالعيد، ويحكي لهم قصة الأضحية، حتى يُهَدِّئَ من نفوسهم، ويطلب منهم توديع خروف الأضحية، ولكنه ما استمع إلا لرنين؛ فرنين ولا جواب على الجوَّال؛ فقد كانوا -جميعهم- يشاركون آباءهم توزيع لحم الأضحية.
- سؤال وجواب: هل أعجبتك شخصية «سالم»؟
- ما الصفات التي يتمتع بها سالم؟
- ما قصة سيدنا إبراهيم والأضحية؟
- هل عشت تجربة «سالم» من قبل؟