"7 ملايين طفل يموتون بالعالم بسبب التلوث"، الرقم كبير ومخيف؛ وذلك نظراً لأن التنفس من أهم العمليات الحيوية للإنسان، وللطفل على وجه الخصوص، وحتى تتم بشكل سليم لا بُدَّ أن يكون الهواء نقياً، داخل المنزل أو خارجه، خالياً من المواد الكيماوية أو مواد البناء أو عوادم السيارات، أو غيرها من الجزيئات والغازات الضارة التي تلوث الهواء.
وعادة ما يستطيع الكبار الناضجون حماية أنفسهم من التلوث، بينما الصغار لا يستطيعون؛ نظراً لعدم اكتمال مناعتهم، وبالتالي سرعان ما يتعرضون للكثير من أضرار التلوث؛ بحركتهم ولعبهم في الهواء الطلق، أو لتناولهم أطعمة غير نظيفة أو معقمة من الأساس، فيمرضون، وتُصاب أجهزتهم الداخلية بالضرر والأمراض.
لمزيد من المعلومات كان اللقاء والدكتور محسن العجاتي استشاري طب الأطفال؛ للشرح والتوضيح.
1- تعريف التلوث
يُعرف التلوث بأنه إدخال مواد ضارة إلى البيئة، ويُطلق عليها المُلوثات، وقد تكون نتجت بشكل طبيعي مثل تكون الرماد الناتج عن البراكين،
أو أنها قد نتجت عن الأنشطة البشرية المتعددة، ومنها: النفايات أو مخلفات المصانع أو عوادم المصانع والسيارات، أو بسبب حرق الفحم من أجل توليد الكهرباء.
كما قد تكون بسبب ملوثات الصرف الصحي، أو تلك التي تنتج عن المنازل، أو بسبب المبيدات الحشرية التي تُستخدم للتخلص من الآفات الزراعية.
وكل ما يمكن أن يتسرب للمياه السطحية أو الجوفية ويُنقل إليها التلوث، كما تؤدي جميع تلك الملوثات إلى الإضرار بالبيئة والهواء والماء والأرض، ومنها إلى الطفل الذي يوجد هنا أو هناك.
2- تأثير تلوث الهواء في الأطفال
الأرقام تؤكد أن هناك أكثر من 7 ملايين طفل يموتون كل عام، بسبب تلوث الهواء الضار بالأطفال وكذلك كبار السن.
وتلوث الهواء يمكن أن يكون أشد خطورة على الأطفال حديثي الولادة "أقل من عام واحد"، خاصة في المناطق الملوثة.
وتأثير التلوث على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد أمر سيئ للغاية، بشكل يمكن أن يقتلهم، وقد أُجريت هذه الدراسة بجامعة كارديف.
كما ذكرت العديد من الدراسات؛ أن تلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب ويسبب الوفاة المبكر للأطفال.
حديثو الولادة يكونون أكثر عرضة لجزيئات الغبار الصغيرة جداً، وتزداد فرص وفاة الرضع خلال سنة واحدة من الولادة من 20٪ إلى 50٪.
ويمكن أن يفسد الدخان المنبعث من المركبات رئتي الطفل؛ حيث إن الدخان المنبعث من المركبات على الطريق، خطير على الأطفال.
ولهذا فإن الطفل يمكن أن تتأثر رئته بعد مرور 3 أشهر على ولادته، إذا كنت تسافر كثيراً على طريق مليء بالسيارات ومعك هذا الطفل؛ فقد يُصاب هؤلاء الأطفال بالربو، أو أي مرض خطير يتعلق بالرئتين والتنفس في هذه السن المبكرة.
تعرفي على خطوات لـرعاية مولودك من أول يوم
3- تأثير التلوث في رئتي الطفل تحديداً
هناك العديد من الأخطار التي تنتج عن التلوث بكل أشكاله، التي تؤثر بشكلِ مباشر في صغار السن والأطفال منهم؛ حيث يؤثر تلوث الهواء في رئتي الأطفال بشكلٍ كبير، سواء قبل الولادة أو بعدها ويكون تأثيره كما يأتي:
- يؤثر الهواء الملوث في رئتي الأطفال والرُّضَّع بشكل كبير، والسبب في ذلك أن رئاتهم لا تزال في طور النمو.
- يؤثر تلوث الهواء في النمو الطبيعي للرئتين، حتى الأطفال في الرحم، ويستمر حتى نهاية مرحلة المراهقة.
- يتسبب تلوث الهواء في زيادة نوبات الربو عند الأطفال المُصابين بالربو، كما يؤثر التلوث في نقاء الهواء سواء أكانوا في السيارة أم في بيتهم أم خارج بيوتهم.
4- تأثير تلوث الماء في الأطفال
للماء أهمية كبيرة، وقد يتسبب تلوثه في العديد من المشكلات خاصة عند الأطفال الصغار، ومن تلك المشكلات ما يأتي:
- التسبب في سوء التغذية المزمن، خاصة بعد حصول حالات القيء والإسهال.
- حدوث الطفيليات التي تتسبب بالإسهال عند الأطفال، وبالتالي عدم مقدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الكافية.
- التسبب في تدهور صحة الأطفال، وبالتالي إصابتهم بالأمراض حتى دون أن يشعروا بتلوث الماء.
5- تأثير تلوث الغذاء في الأطفال
يُعتبر الطعام من الأمور المهمة عند الأطفال، الذين يعتمدون على الطعام ليظلوا على قيد الحياة؛ لهذا ينبغي تجنب تلوثه بسبب ما يأتي:
- انتقال العدوى للأطفال عن طريق الأطعمة الملوثة، التي تؤثر في صحتهم عموماً.
- حصول حالات تسمم بسبب المزروعات التي تم رشها، والتي قد تنتقل مباشرة للمنزل؛ لذلك ينبغي الحرص على غسلها جيداً.
- تعفُّن الأطعمة وتلوثها بالميكروبات، يؤدي إلى حصول العديد من الأمراض وحالات التسمم الشديد.
- نقل الأطعمة في سيارات ملوثة لا يتم تعقيمها بشكل دوري؛ يتسبب في مرض الأطفال الذين يتناولون تلك الأطعمة.
- يتسبب التلوث الكيميائي أو البيولوجي أو الفيزيائي بالعديد من حالات التسمم والتعب الشديد والهُزال.
6- كيف ننقذ الأطفال الصغار من التلوث؟
هناك بعض التدابير التي يمكن اتخاذها لحماية طفلك من التلوث ومن مشكلات الجهاز التنفسي ومنها:
- لا تسافر على طريق تكثر فيه حركة المرور، مع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر.
- يجب إرضاع الطفل بالحليب الأصفر الكثيف "اللبأ"؛ لأنه يزيد من مناعة الطفل ويجعل رئتيه قويتين.
- إذا كان منزلك بالقرب من الشارع الرئيسي؛ فعليك دائماً إبقاء النوافذ والأبواب مغلقة؛ حتى لا تصل الملوثات بالهواء إلى رئة الطفل.
- إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التنفس؛ فاستشيري الطبيب في أسرع وقت ممكن.
- لحماية طفلك "أقل من 6 أشهر" من البعوض، استخدمي ناموسية بدلاً من اللفائف المدخنة أو طارد إلكتروني للبعوض.
- ابقي الأطفال "أقل من 3 سنوات" بعيداً عن دخان البخور، وحرق البخور، وما إلى ذلك.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.