من الأسس الثابتة التي تُبنى عليها العلاقة الزوجية، هي المودة والاحترام المتبادل، ثم تقدير الشريك سراً وعلانية، ولكن في بعض الأحيان، قد يستخف بعض الأزواج بمشاعر زوجاتهم؛ الأمر الذي قد يصل إلى التجريح والانتقاد اللاذع لها، أو إلقاء بعض التعليقات المؤذية التي قد تصل إلى حد الإهانة، فضلاً عن تسفيه آرائها أو انتقادها بأسلوب تهكمي ساخر أمام الآخرين، بالسياق التالي سيدتي تعرفك كيف تتعاملين مع سلوك استخفاف شريك العمر بك.
الاستخفاف بالشريك من أشكال العنف سواء بالتصرفات أو السلوكيات
تقول استشاري العلاقات الأسرية د. وفاء الأنصاري لسيدتي: لا شك أن العلاقة الزوجية تقوم على مبدأ الاحترام والتقدير والمحبة والسكن والمودة، وعندما يفتقد أحد الشريكين هذه العناصر الأساسية والمهمة في هذه الحياة الزوجية، فبالتأكيد سيحدث انهيار في هذه العلاقة؛ فكثير من الزوجات يتعرضن إلى الاستخفاف والتجريح والإهانة من الزوج، وهو شكل من أشكال العنف سواء من التصرفات أو السلوكيات التي إذا اتسم بها أحد الشريكين؛ نجد أن الآخر يشعر بخسارته للتقدير وافتقاده للاحترام، فترى الزوجة أن زوجها قد تغير كثيراً، ولم يعد يكترث لمشاعرها ويبادلها الحب كما كان يفعل أيام الخطبة، وكأنه أصبح شخصاً آخر لا تعرفه، وتبين أنها باتت تشعر بغربة تجاهه، ولم يعد هناك ما يجمعهما سوى طفليهما، فلا تجد غير استخفاف شريك العمر بمشاعرها، وهي في أشد الحاجة للاحتواء والحنان، بالتأكيد هذه مشكلة لا يُستهان بها، وتعاني منها المرأة في مرحلة معينة من حياتها العاطفية، وهذا ما نسميه بالعنف المعنوي الموجه للزوجة.
ومن السياق التالي يمكنك التعرف إلى: طرق وقف الأذى النفسي الناتج عن التعرض للمضايقة أو الإهانة!
عدة طرق للتعامل مع سلوك الاستخفاف من قبل الزوج
تقول د. وفاء الأنصاري، استخفاف شريك العمر غير مُتقبل، حتى لو كان على سبيل المداعبة حيث يلقي الزوج تعليقات مهينة بسخرية على زوجته على انفراد أو أمام الآخرين، غير عابئ بمشاعر زوجته وما سيسببه من أذى؛ فتسوء العلاقة، وقد ينتهي الأمر إلى زواج غير سعيد؛ لأن تقليل أحد الزوجين من قيمة الآخر يسبب الكثير من الاختلافات والمشاحنات، بل يؤدي إلى قتل الألفة والمودة بينهما؛ لذا فهناك طرق للتعامل مع سلوك استخفاف شريك العمر:
عدم الصمت
لا بُدَّ من الشريك المستخَف به عدم الصمت أبداً، والحزم عند هذا الأمر، وعدم السماح لشريكه بإهانته، وينبغي له وضع حدود لهذا التصرف؛ حتى لا تتطور الأمور بشكل أسوأ، بحيث لا يتجرأ على إهانته أمام الناس، كما ينبغي عدم رد الإهانة بالإهانة، بل على العكس يجب التجاهل بشكل نهائي، لعله يشعر بخطئه الذي صدر منه ويسعى إلى تصحيحه، وعليه أن يطلب المساعدة من أهله أو أهل الشريك الآخر أو أحد الأصدقاء؛ ليوضح ويبين ما يتعرض له من الاستخفاف والتنمر ويساهم في إيقافه.
احترام الشريك وتقديم الحب
لا بُدَّ من احترام عقلية الشريك وتقديم كل الدعم والحب والتشجيع له إذا كان السبب هو الغيرة المرضية التي وراء إهانته له، وعدم ثقته بنفسه، ووضع هذا الشريك من ضمن أولوية اهتماماته، وعدم تفضيل الآخرين أو الأهل والأصدقاء عليه، وذلك لتفادي الاختلافات والنزاعات بينهم.
إدراك أنه نوع من الإساءة العاطفية
الإساءة العاطفية يمكن أن تكون خفية أحياناً من خلال استخفاف شريك العمر المتدثر بعباءة السخرية والمداعبة، وبالتالي يصعب رصدها؛ لأنها تدمر تقدير الذات لدى الضحية التي تبدأ بالشك بتصوراتها وواقعها؛ فالهدف الكامن لهذه الإساءة العاطفية هو تشويه السمعة وعزلها وإسكاتها، لذلك قد حان الوقت لفهم سلوك التقليل من شأنك، وعليك التصرف لوقف مثل هذه الإساءات.
لا ترفضي تعليقاته
إذا واصلتِ رفض تعليقات شريك حياتك؛ فقد يستمر بفعل ذلك كثيراً، وعلى الرغم من أن نواياه قد تكون نقية؛ فإن الطريقة التي يفعل بها ذلك قد تضرك كثيراً وتؤلمك.
عليكِ التوضيح والمواجهة بالخطأ
بدلاً من رفض التعليقات؛ فإن التصرف وكأنك تتحدث معه أو تواجهه، قد يساعده هذا على تصحيح نفسه.
التحدث من القلب إلى القلب
هل تتساءلين ماذا تفعلين عندما يستخف بك زوجك؟ فقط اذهبي لإجراء محادثة واضحة من قلبك إلى قلبه؛ فقد تكون هذه المحادثة كافية لتوضيح الأمور، ولجعله يدرك خطأه، ويندم على فعله.
لا تعطي الفرصة للتقليل من قيمتك
الأشخاص الذين يريدون التقليل من قيمتك طوال الوقت يحاولون انتهاز أفضل الفرص؛ لذا فعليك الاحتراس والحذر بعدم حصول ذلك.
الحرص على الرد بقوة وبشكل حازم
حيث عليك أن تكوني حازمه وحاده في التعامل مع استخفاف شريك العمر؛ لأنه بمجرد أن يرى رد فعلك القوي الرافض، لن يعاود للتعامل معك بهذه الطريقة، ولن يُقدم على هذا الفعل مرة أخرى.
محاولة قلب المنضدة
يمكنك ببساطة الرد على استخفاف شريك العمر بإيجابية من خلال الرد بذكاء، حيث عليك عدم التركيز على الكلام السيئ، بل عليك الانتباه على قدراتك وإنجازاتك.
عليك أن تثقي بنفسك قدر الإمكان
عليك الثقة بنفسك وعدم الاهتمام والبحث عن التقدير لدى الآخرين، سواء كان الموقف متعلقاً بالعمل أو بالمشاعر؛ لأن هذا التقدير نابع من داخلك ولذاتك أنت.
قد ترغبين في التعرف إلى: كيفية التخلص من التأثيرات السلبية لكلام الزوج الجارح