تتأثر الحيوانات مثل البشر بارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وتقوم بعض الأنواع ن هذه الحيوانات بتطوير تكتيكات وتقنيات لمكافحة الحرارة والحفاظ على برودة أجسامها.
وعند ارتفاع الحرارة يرسل دماغ الإنسان إشارة إلى خلايا الجسم فتعمل الغدد العرقية وتتساقط قطرات العرق لتبريد الجسم، كما يستعين الإنسان بوعيه وبوسائل مساعدة أخرى للتغلب على الحرارة، فكيف تتصرف الحيوانات للتغلب على شدة الحرارة؟.
كيف تتغلب الحيوانات على الحرارة؟
ووفقاً لما كشفت عنه الدراسات التي أجريت مؤخراً، فهناك عدة طرق وتقنيات تتبعها بعض الحيوانات للتغلب على الحرارة، وجاءت كالتالي:
الاستلقاء على البطن
قبل فترة انتشرت صور سناجب نائمة على بطونها في مدينة نيويورك، ما أدهش الناس عبر الإنترنت، لكن العلماء قدّموا تفسيرًا منطقيًا لذلك، حيث تم الإشارة إلى أن السنجاب يحرص على اتصال جسمه بسطح أكثر برودة، وغالبًا ما تكون قطعة خرسانة أو رصيف موجود في الظل.
وتعد هذه الطريقة من الطرق الشائعة لتنظيم حرارة الجسم بالنسبة للسناجب، خصوصًا بين الأنواع الكبيرة، ومع تغيّر المناخ، ترتفع درجات الحرارة الإجمالية، ونشهد المزيد من هذه الطفرات في الحرارة، والمزيد من الجفاف، ومن المحتمل جدًا أن يكون هذا السلوك أكثر بروزًا وأكثر أهمية بالنسبة للسنجاب.
تغيير الشكل
وقد توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن بعض الحيوانات ذات الدم الحار تُطوّر أشكالًا مختلفة من أعضاء الجسم للتكيّف مع المناخ الحار، فيما أشار تقرير صدر عام 2021، إلى أن بعض الحيوانات تُطوّر مناقير وأرجل وأذنين أكبر لتنظيم درجة حرارة أجسامها بشكل أفضل.
وأظهر التقرير أحد أنواع الببغاوات الأسترالية زيادة بحجم منقاره بنسبة تصل إلى 10٪ منذ عام 1871، وهو أكبر تحول شوهد في المراجعة، مع زيادات أصغر مُسجّلة في ذيول الزبابة وأجنحة الخفافيش، ويعني هذا أن الحيوانات تتطوّر، لكن ليس بالضرورة أنّها تتأقلم مع تغيّر المناخ.
البصق ونفخ فقاعات مخاطية
يستخدم حيوانان أستراليان سوائلهما الجسدية للتغلب على درجات الحرارة الحارقة في المناطق النائية، ويقوم الكنغر الأحمر، وهو أكبر أنواع الجرابيات، بلعق ساعديه، حيث يغطي شبكة من الأوعية والشعيرات الدموية باللعاب، ومع تبخر طبقة اللعاب، تتخفض درجة حرارة الجسم.
وفي هذه الأثناء، تقوم ثدييات الإيكيدنا، وهي تُعرف أيضًا باسم آكلات النمل الشوكية، بنفخ فقاعات مخاطية للمساعدة في مكافحة ارتفاع درجة الحرارة، وذلك وفقاً لدراسة أجريت في عام 2023م.
التبريد بالفضلات
تعد طيور اللقلق من بين الطيور المعروفة بإفراز فضلاتها السائلة على أرجلها عندما ترتفع درجة حرارة أجسامها، وفي النهاية، يتبخر السائل الذي يحتوي على كل من البراز والبول، ما يُخفّض درجة حرارة الجسم، في عملية تشبه التعرق عند البشر.
وبحسب تقرير حديث، فتعرف هذه الطريقة باسم "التبريد بالفضلات"، وهي أكثر شيوعًا بين الطيور ذات الأرجل الطويلة، مثل اللقلق والكندور والمغدادين، وتتطلب هذه الطريقة الوصول المنتظم إلى مياه الشرب.
وأفاد التقرير، أن فهم كيفية تنظيم الحيوانات لحرارة أجسامها يمكن أن يساعدنا في "تحسين قدرتنا على إجراء تنبؤات دقيقة لتأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي"، وتحديد مدى تعرض بعض الأنواع للإجهاد الحراري.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس