بمناسبة شهر التوعية بالتهاب المفاصل عند الأطفال.. حقائق وتفاصيل يجهلها الأهل حول هذا المرض

صورة التهاب المفاصل عند الأطفال
التهاب المفاصل عند الأطفال

مفاهيم صحية خاطئة كثيرة تُشاع بين أفراد المجتمع، يتصدى لها الأطباء بنشر التوعية حولها وتأكيد هذه المفاهيم في حال صحتها ودحضها لو كانت شائعة، ومن هذه الشائعات أن الأشخاص "المسنين" فقط هم من يصابون بالتهاب المفاصل لدى الأطفال، لكن يصاب أيضاً بهذا المرض الأطفال في أعمار مبكرة! الدكتور أحمد يوسف، استشاري أمراض الروماتيزم والمفاصل بمدينة برجيل الطبية، يوضح أهم الحقائق والتفاصيل التي يجهلها الأهل حول هذا المرض.

الدكتور أحمد يوسف


تحرص الجهات والمنظمات الصحية حول العالم في الشهر العالمي للتوعية بالتهاب المفاصل عند الأطفال، الذي يأتي في شهر يوليو من كل عام، على تكثيف جهودها للتوعية بهذا المرض وخوض المعركة معه بأمان، فعلى الرغم من أن التهاب المفاصل حالة مرضية تُعرف بأنها تصيب البالغين غالباً، إلا أنه يغيب عن وعي عامة الجمهور أنه يصيب أيضاً طفلاً واحداً من كل 1000 طفل، وبدءاً من عمر سنة واحدة وأصغر أحياناً، وذلك بحسب إحصائيات عالمية تم تسجيلها حول المرض، وفي الولايات المتحدة يصيب المرض حوالي (250,000 - 294,000) من الأطفال والمراهقين، ما يجعله واحداً من أكثر أمراض الأطفال شيوعاً.

الطفح الجلدي عند الأطفال

الطفح الجلدي عند الأطفال


يكشف الدكتور أحمد أن التهاب المفاصل الذي يصيب الأطفال تحت عمر 16 عاماً، شكل من أشكال التهابات المفاصل المزمنة أو التهاب المفاصل المزمن، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، ويشار إلى التهاب المفاصل في الأطفال عادة باسم "التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي"، وتظهر أعراضه على شكل تورم وآلام في جميع المفاصل، يتابع قائلاً: "لذلك يجب التوجه فوراً للطبيب عن الشك بأن هناك أمراً مختلفاً، حيث سيطرح الطبيب أسئلة حول التاريخ الطبي للطفل، ومتى بدأت الأعراض، ومدة استمرارها، والتاريخ العائلي للطفل، كما سيجري الطبيب أيضاً فحصاً جسدياً للبحث عن علامات التهاب المفاصل الروماتويدي، مثل النطاق المحدود للحركة والطفح الجلدي عند الأطفال وأعراض العين وتورم المفاصل والألم، ويمكن أن تساعد الاختبارات المعملية التي تبحث عن علامات الالتهاب واختبارات التصوير (الأشعة السينية والأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي) للبحث عن علامات تلف المفاصل في استبعاد الأسباب الأخرى مثل الصدمة أو العدوى".

أنواع وأعراض التهاب المفاصل

الفتيات دون 8 أعوام أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع


يصنف الدكتور أحمد يوسف، استشاري أمراض الروماتيزم والمفاصل، 3 أنواع من التهاب المفاصل لدى الأطفال، وهي:

التهاب المفاصل متعدد الإصابات:

أول نوع من التهاب المفاصل والذي يصيب حوالي 30-40% من الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل وهو أكثر شيوعاً في الفتيات من الفتيان، وعادة ما يصيب خمسة أو أكثر من المفاصل (عادة ما تكون أصغر المفاصل مثل اليدين والقدمين، ولكن قد يؤثر أيضاً على الوركين والرقبة والكتفين والفك).

التهاب المفاصل الرثواني:

يمكن أن يحدث في أي وقت، سواء كان مبكراً أو متأخراً، ويؤثر على حوالي 50% من الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل، و عادة ما يصيب هذا النوع أقل من أربعة مفاصل (المفاصل الكبيرة مثل الركبتين أو الكاحلين أو المعصمين) وقد يسبب التهاب العين عند الفتيات مع إيجابية الأجسام المضادة، وتعتبر الفتيات دون 8 أعوام أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من التهاب المفاصل.

التهاب (المفاصل الروماتويدي اليفعي):

يمكن أن يبقى مرضاً مزمناً من عدة شهور إلى عدة أعوام، وإذا ترك الطفل المصاب بهذا المرض دون معالجة فسيعاني من عدة نتائج مؤسفة؛ تشمل التقزّم والألم وهزال العضلات وعدم اتساق الطول، وقد يؤثر أيضاً على قدرة الطفل على الحركة، مضيفاً: "تختلف أعراض كل نوع من أنواع التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي، فيما يساعد معرفة النوع الذي يعاني منه طفلك على اختيار العلاج المناسب، وبالرغم من أننا مازلنا لا نفهم تماماً ما أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي، لكن ما هو مؤكد أن هذا المرض ناتج عن مهاجمة الجسم نفسه".
تؤدي إصابة الطفل بالتهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي التي ترافق مراحل نمو الطفل، كما يؤكد د. أحمد، إلى آثار مختلفة على جسم تختلف من يوم لآخر، فيما يعاني الأطفال المصابون بهذه الحالة من احمرار الجلد وتقلب المزاج وصعوبة النوم والتهابات العين، بل قد يؤدي إلى إبطاء نموهم، ولا بد أن يكون لدى الآباء اطلاع كاف على هذه العلامات والأعراض التي تظهر على الأطفال في مرحلة مبكرة من حياة أبنائهم، فإذا توقف طفلك عن المشي أو الزحف، يعلّق قائلاً: "ربما يرجع ذلك إلى إصابته بمشكلة في المعصم أو اليدين أو الأطراف السفلية، خاصة إذا رافق ذلك انتفاخ مفاصله أو تصلبها في الصباح الباكر، فإذا وجدت أن طفلك يعاني من أي هذه الأعراض؛ فالأفضل أن تستشيري سريعاً طبيب روماتيزم الأطفال".
ويلفت الدكتور أحمد إلى أنه في معظم الحالات يحدث التهاب المفاصل لدى الأطفال عندما يهاجم الجسم الخلايا والأنسجة السليمة، أي المناعة الذاتية، مما يجعل المفاصل ملتهبة وقاسية، وقد يحدث تلف بالمفصل بالإضافة إلى أن نمو المفصل قد يتغير أو يضعف، فيما يمكن للتشخيص والعلاج المبكر من قبل طبيب الأطفال أو طبيب الروماتيزم أن يساعد في السيطرة على الالتهاب وتخفيف الألم ومنع تلف المفاصل وهشاشة العظام عند الأطفال، وذلك عبر الفحوصات مختبرية (للدم والبول)، وأشكال التصوير المختلفة مثل الأشعة السينية.

علاجات مرض التهاب المفاصل عند الأطفال

علاجات مرض التهاب المفاصل عند الأطفال


يُشير الدكتور أحمد إلى أن معالجة المرض تشمل الأدوية، والعلاج الطبيعي للأطفال، والجبائر والجراحة (في الحالات المتقدمة)، حيث ترتكز هذه العلاجات على الحد من التورم وتخفيف الألم والحفاظ على كامل حركة المفاصل، فيما يتم تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية، النشاط البدني عندما يكون ذلك ممكناً، والحصول على العلاج الطبيعي الوظيفي، ويشمل العلاج الطبيعي في المقام الأول تمارين الإطالة ومجموعة من تمارين الحركة. يركز العلاج المهني على مساعدة الأطفال على تعلم أداء الأنشطة التي يحتاجون إلى القيام بها كل يوم، مثل الاستحمام والكتابة في المدرسة، بجانب تمارين المرونة وأن يعيشوا حياة طبيعية كونه مرضاً مزمناً، فيما يتم وصف الأدوية لتهدئة الالتهاب في الجسم. استخدام كل من الأدوية المضادة للالتهابات والمنشطات أمر شائع، يمكن استخدام الأدوية الأخرى مثل الأدوية البيولوجية للتحكم في تطور المرض، وتشمل الأدوية المستخدمة لعلاج ما يلي:

  • العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات.
  • الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض مثل الميثوتريكسات.
  • الجلوكوكورتيكويد عن طريق الفم.
  • الأدوية البيولوجية التي تثبط جهاز المناعة.
  • الجلوبولين المناعي في الوريد.
  • العلاجات الساخنة والباردة: العلاجات الحرارية للأطفال، مثل الضمادات الحرارية أو الحمامات الدافئة للأطفال، تعمل بشكل أفضل لتهدئة المفاصل المتيبسة والعضلات المتعبة، أيضاً الضمادات الباردة هي أفضل علاج للألم الحاد، لتخدير المناطق المؤلمة وتقليل الالتهاب.

نظام غذائي خاص لمرضى التهاب المفاصل من الأطفال

الأطعمة الغنية بالألياف


ينصح الدكتور أحمد باعتماد نظام غذائي مناسب للمصابين بالتهاب المفاصل من الأطفال، بحيث تتضمن وجباتهم هذه العناصر الغذائية ومنها:

  • البروتينات.
  • الأطعمة الغنية بالألياف للأطفال.
  • النظم الغذائية النباتية.
  • الأعشاب والتوابل ذات الخصائص المضادة للالتهابات مثل الكركم والقرفة.
  • الأطعمة الغنية بأوميجا 3.
  • الأطعمة أو المكملات الغذائية المحتوية على الكالسيوم.
  • الأطعمة الغنية بفيتامين د.
  • القرنبيط مفيد لمرضى التهاب المفاصل.

أيضاً قد يساعد تناول بعض الأطعمة، مثل تلك الموجودة في حمية البحر الأبيض المتوسط (مثل الأسماك الدهنية والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون البكر الممتاز)، وهناك أطعمة يجب الاستغناء عنها في نظام طفلك الغذائي مثل (الأطعمة عالية الدهون والسكرية والمعالجة) في الحد من الالتهاب.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.


ما هو الالتهاب المفصلي اليفعي الذي يصيب الأطفال؟