منذ بداية الألعاب الأولمبية والتي انطلقت في نهاية القرن التاسع عشر، لطالما حظيت لحظة عض الميداليات الذهبية من قبل الفائزين باهتمام كبير من قبل الجماهير، وسط تساؤلات دوماً عن مغزى هذا الفعل؟ وهل يعد ذلك الأمر علمياً أم مجرد اعتياد، وهل يمكن أن يكون لعض الذهب أي دلالة؟ والحقيقة أنه بالعودة إلى الوراء، وبالنظر للتاريخ فإننا نلاحظ وقتما كانت التجارة تعتمد بشكل أساسي على العملات المعدنية، واجه العالم مشكلة كبيرة ومنها انتشار العملات المزيفة، ولحل هذه المشكلة، ابتكر الناس طريقة بسيطة للتأكد من نقاء الذهب، وهي العض فبفضل ليونة الذهب، تترك الأسنان أثراً واضحاً على سطحه، على عكس المعادن الأخرى، وبهذا أصبح العض تقليداً متبعاً للتحقق من صحة الذهب.
هل الميداليات ذهبية؟
هذا يجعلنا أمام تساؤل حول ما إذا كانت الميداليات في الأولمبياد ذهبية خالصة، والإجابة بالطبع لا، وذلك لأسباب اقتصادية وتاريخية، على سبيل المثال، احتوت ميداليات أولمبياد لندن 2012 على غرام واحد فقط من الذهب، بينما كانت بقية الميدالية من الفضة والنحاس، حتى إن بعض الميداليات، مثل ميداليات طوكيو 2020، مصنوعة من مواد معاد تدويرها من الأجهزة الإلكترونية.
تابعوا المزيد: بدء العد التنازلي لانطلاق أولمبياد باريس
عض الميداليات غير الذهبية
إذا كانت الميداليات غير ذهبية فلماذا يعض الرياضيون ميدالياتهم في الألعاب الأولمبية؟ الإجابة تنطوي على بعد تقليدي إذ تحول العض إلى تقليد يرمز إلى الانتصار والإنجاز التاريخي، وتمثل الميدالية الذهبية قيمة معنوية هائلة تفوق قيمتها المادية التي تبلغ حوالي 500-600 دولار، إذ تنفق الاتحادات الرياضية آلاف الدولارات للحصول على ميدالية واحدة، لذلك، فإن عض الميدالية هو بمثابة تعبير عن الفرحة والاعتزاز بالإنجاز، وتقليد تاريخي يربط الفائزين بأسلافهم من الأبطال الأولمبيين السابقين.
You got to take the wrapper off first to get to the chocolate on the inside!
— #Tokyo2020 (@Tokyo2020) July 26, 2021
A huge congratulations to every medallist, athlete, official, volunteer, and the fans who made today special.
We can't wait to do it all over again on Dayof #Tokyo2020 #UnitedByEmotion pic.twitter.com/MI40LOS12P
تقليد له رمزية
وبهذا يمكن القول إن عض الميداليات هو مزيج من تقليد عريق و لفتة رمزية تعبر عن الفرحة بالإنجاز، مع أن الميداليات ليست ذهباً خالصاً، إلا أنها تمثل قيمة معنوية لا تقدر بثمن بالنسبة للرياضيين، فهي رمز لرحلتهم الطويلة وشقائهم المتواصل، وتذكّر دائماً بانتصارهم وإنجازهم التاريخي، وهذا ما يجعل هذه اللحظة مميزة وفريدة من نوعها بالنسبة لكل رياضي يحظى بشرف عض ميداليته الذهبية، وهو الأمر المتوقع تكراره في أولمبياد باريس.
يمكنك أيضاً الاطلاع على أولمبياد باريس 2024: ميداليات البطولة تحتوي على قطعةٍ من برج إيفل