معتقدات خاطئة عن مناعة الأطفال وطرق تصحيحها من أجل صحتهم وسلامتهم

صورة لطفلة مريضة
هناك معتقدات خاطئة حول مناعة الطفل

ما يهم الأمهات في الدرجة الأولى هو صحة الطفل ومناعته القوية ضد الأمراض خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة لأن الطفل في السنوات الأولى من حياته يتعرض للكثير من الأمراض وغالباً ما ترى الأم من الزائرين الدائمين في عيادات الأطفال، ويعتقدن أن المولود مثلاً يكون ضعيف المناعة ويلجأن للطبيب بمجرد أن ترتفع حرارته أو تنتبابه نوبة بسيطة من العطس.
تتداول الأمهات الكثير من المعتقدات حول مناعة أطفالهن ويحرصن على سماع نصائح الأخريات والاستفادة من تجاربهن، ولكن الحقيقة أن هذه ليست تجارب صالحة للتكرار، فعلى العكس تماماً فهناك معتقدات كثيرة وغير صحيحة وتضر بصحة الطفل حول مناعة الطفل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور عبدالله رجب، حيث أشار إلى أهم المعتقدات الرائجة بين الأمهات حول مناعة الأطفال ووجه الصحة فيها وخطورة اتباع هذه المعقتدات كالآتي:

الطفل المولود يكون ضعيف المناعة

يستمد المولود مناعته من الأم في بداية حياته

استمري في الرضاعة الطبيعية ولا تذهبي للطبيب بمجرد أن ترتفع درجة حرارة مولودك فليس صحيحاً ما تعتقده الأمهات أن الطفل المولود حديثاً يكون ضعيف المناعة، فالعكس هوالصحيح فالمولود يحصل على مناعة طبيعية يستمدها من الأم وتستمر معه حتى النصف الأول من عامه الأول في الحياة، وتبدأ الأجسام المضادة في الانتقال من الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة والحبل السري، مما يعني أن مناعة الطفل حديث الولادة تتكون وهو لا يزال جنيناً في رحم أمه، فهذه الأجسام المضادة التي تتسرب للجنين هي عبارة عن كل ما كونه جسم الأم طيلة حياتها بسبب تعرّضها لأمراض عديدة، فكل مرض قد سبق وإن أُصيبت به الأم ثم شفيت منه يصبح لديها مناعة أي أجساماً مضادة تمنحها لجنينها ومن أمثلة هذه الأمراض التهاب الغدة النكافية والجدري والحصبة.

حليب "اللبأ" يكون ضاراً بالمولود ويضعف مناعته

  • قدمي صدرك كمصدر أول لتغذية المولود وبمجرد الولادة، أي احرصي على الرضاعة الطبيعية وفوائدها، وهناك نصائح من أطباء اطفال بضرورة تقديم صدر الأم حتى قبل قطع الحبل السري، فليس صحيحاً أن الحليب الذي يكون مائلاً إلى اللون الأصفر أو اللون المعدني وهو يشبه لون الصدأ يكون ضاراً بالطفل ويسبب له الأمراض.
  • توقفي عن تعصير صدرك والتخلص من الحليب المائل للصفرة، فهذا الحليب يكون منجماً من المضادات الحيوية التي تعمل على زيادة مناعة طفلك وتقويتها وتعزيزها، ولا تتوقفي عن الرضاعة بدعوى أن الحليب الأبيض لم ينزل من صدرك أو تنتظري لمدة ثلاثة أيام لكي ترضعي طفلك، وبالتالي فسوف يخسر الطفل العناصر الغذائية الهامة التي يحتوي عليها حليب" اللبأ" المسمار كما يطلق عليه والتي سرعان ما تنتهي في غضون ثلاثة أيام بعد الولادة.

إهمال نظافة الطفل يقوي مناعته

  • اهتمي بنظافة طفلك وكذلك نظافة البيئة المحيطة به ولا تتبعي المعتقدات الخاطئة حول الإسراف في النظافة وبأنها تؤدي إلى تقليل وإضعاف مناعة الطفل، فهذه المعتقدات لم يتم التحقق منها وإن كان قد أجريت حولها أبحاث مستفيضة ولكن المؤكد أن إهمال النظافة يؤدي إلى أن يمرض الطفل مرضاً شديداً وقد يودي هذا المرض بحياته، فالصحيح مثلاً وفي حدود ضيقة أن التعرض للجراثيم يساهم في تأقلم مناعة الطفل مع المرض وتكوين أجسام مضادة له ولكن ليس في كل الحالات، ولو كان الأمر صحيحاً لما كانت هناك الحاجة للبحوث الدءوبة في المعامل التي أدت إلى اكتشاف اللقاحات والتطعيمات للقضاء على الكثير من الميكروبات والفيروسات التي أودت بحياة ملايين البشر في السابق وأصبح الخلاص منها والقضاء عليها عن طريق حقنة صغيرة أو بعض قطرات تقطر في جوف الطفل.
  • اهتمي بتعريض طفلك للهواء الطلق والخروج إلى الأماكن المفتوحة، وذلك لكي يتعرض للجراثيم التي تُعرف بأنها صديقة البيئة، وفي نفس الوقت لا تتوقعي أن طفلك لن يمرض فهناك مسببات وراثية لبعض أمراض الحساسية وليس سببها مثلاً الإفراط في استخدام المنظفات المنزلية أو التعرض لرائحة الزهور وحبوب اللقاح فقط، فالاستعداد الوراثي يلعب دوراً بكيراً في إصابة الأطفال بالحساسية الصدرية.

الطفل البدين قوي المناعة

  • ابتعدي عن محاولة تسمين طفلك وزيادة وزنه بكل الطرق ومنها تقديم الأصناف التي تحتوي على نسبة كبيرة من الزيوت والدهون والسكريات لأنها فعلاً تؤدي لزيادة وزنه ولكنها لا تقوي مناعته على الإطلاق، فقد راجت معتقدات ولا زالت عند الأمهات أن الطفل السمين هو الطفل السليم، وأن نحافة الطفل هي دليل على ضعف مناعته وأنه سيكون سريع المرض ومن السهل أن تنتقل أي عدوى إليه، ولكن ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق، فالمهم هو الكيف وليس الكم، وفي الواقع أن الطفل السمين يكون عرضة للأمراض مبكراً وهناك أطفال يُصابون بأمراض تُصيب الكبار بسبب السمنة وسوء التغذية، أي تناول أطعمة غير مفيدة وتحتوي على الدهون الضارة مما يرفع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية لديهم.
  • قدمي لطفلك أصناف الطعام التي تحتوي على مجموعة متكاملة من البروتين والفيتامينات والمعادن والدهون والكربوهيدارت، بحيث تكون كميات متوازنة ويُفضل الإكثار من الخضروات والفواكه الطازجة والنيئة والمغسولة جيداً لأنها تُعتبر منجماً للعناصر الغذائية التي تقوي وتعزز مناعة طفلك وتحميه من الأمراض، كما تُعتبر أفضل طرق علاج السمنة عند الأطفال لأنها قليلة السعرات الحرارية ومع بذل الطفل للمجهود يبدأ في فقدان الوزن دون تعرُّضه لسوء التغذية.

قد يهمك أيضاً: ما هو نقص المناعة الأولية عند الرضع؟ وطرق العلاج

الإسراف في تقديم المضادات الحيوية يقوي مناعة الطفل

ارتفاع حرارة الطفل لا يعني تقديم المضاد الحيوي له
  • امتنعي عن تقديم أي مضاد حيوي لطفلك لمجرد أنه أُصيب بالرشح مثلاً، أو بأي مرض آخر ودون وصفة طبية، فالاعتقاد الذي تنفذه الأمهات حول تقديم المضادات الحيوية للطفل بمجرد توعكه يعمل على تعزيز مناعته فهو لن يمرض أو أن أعراض المرض سوف تنتهي بسرعة ويكتسب مناعة، فهذه مجرد خرافات ومعتقدات ليس لها أي أساس من الصحة، فالصحيح هو العكس فالإسراف في تقديم المضادات الحيوية للطفل يؤدي لتدمير مناعته الذاتية إن لم يقم بإضعافها، والصحيح أن ليس كل مرض يصيب الطفل يحتاج للمضاد الحيوي ويتم الحصول عليه من الصيدلية دون وصفة طبيب، فذلك يؤدي لأن تصبح مناعة الطفل ضعيفة ومن السهل أن يُصاب بالأمراض بل يتكرر إصابته بنفس المرض لفترات متقاربة.
  • توقفي تماماً عن تقديم أي مضاد حيوي لطفلك دون أن يحدد الطفل نوع العدوى التي تعرَّض لها الطفل، فليس كل مضاد حيوي يكون مناسباً فهناك العدوى البكتيرية وهناك العدوى الفيروسية واستخدام مضاد حيوي بطريقة عشوائية يعني أن وسائل الدفاع الطبيعية المتواجدة بكثرة في الجسم سوف تتوقف عن عملها التي وجدت من أجله وتضعف قوتها وتصبح غير قادرة على مقاومة الجراثيم، ويصبح من السهل إصابة الطفل بالمرض وتكون مدة التعافي منه طويلة ومؤلمة.

* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.