لطالما شكّل الفستان الأسود والفم المرسوم بأحمر الشفاه رمزاً لأناقتها فسعى الناس إلى تقليدها طمعاً في اكتساب شهرتها، وفيما لا يزال عطر "الرقم 5" سيّد العطور، حتى بعد مرور 50 عاماً على وفاة كوكو شانيل، لا تزال شخصيتها الفذة وأسلوبها المتمثل في الأناقة المريحة حاضراً في إطلالة كل امرأة عصرية تبحث عن البساطة. اليك سيدتي لمناسبة ذكرى ميلادها 10 حقائق قد تجهلينها عن مدموازيل شانيل.
أول ما يجب أن تدركيه سيدتي أن مدموازيل شانيل تأثرت من دون أن تدري بالفنان بابلو بيكاسو فاستوحت معطفاً في العام 1918 من لوحة فنية شهيرة نفذها الرسام المبدع في العام 1913 بعنوان Tete Dhomme. وفي العام 1923 رسم الفنان لوحة لزوجته أولغا خوخلوفا وهي ترتدي فستاناً من شانيل مع كاب قصير من الفرو. هذه الصدف كانت السبب في تعارفهما وتوطيد الصداقة في الفترة الممتدة بين الحربين العالميتين.
10 حقائق مّذهلة عن كوكو شانيل
1- أحدثت كوكو شانيل، واسمها الأصلي غابرييل شانيل، ثورة في الموضة النسائية في القرن العشرين، تختصرها بجرأة تستفز البعض بقولها "ثمّة عالم كان ينتهي، وآخر سيولد، فلقد كنا بحاجة إلى البساطة والراحة والوضوح. لقد قدمت إلى العالم كل هذا".
2- منذ بداياتها في العقد الأول من القرن العشرين، كانت شانيل تسير في الاتجاه المعاكس لأزياء عصرها. كانت ترتدي بنفسها الملابس الرجالية القصة التي تصممها بينما كان زملاء المهنة الرجال يصممون أزياء لأنوثة مثالية. وتميزت أزياء "كوكو" بكونها توفر المرونة، كونها مستوحاة من الملابس الرياضية وتستعير بعض خصائص ملابس الرجال الأنيقة. ولجأت المصممة إلى التريكو والجيرسيه والتويد لابتكار ملابس تتسم بالأناقة من دون أن تبدو رسمية.
3- لاحظت مؤرخة الفن والأستاذة في "سنترال سانت مارتينز" في لندن كارولين إيفانز أن الصور التي تعود إلى العشرية الأولى من القرن العشرين "تُظهر إتقان (شانيل) مظهر اللامبالاة التي يتصف بها الذكور، على ما يتضح من وضعها يديها في عمق جيبيها". لم تكن هذه الوقفة مألوفة في ذلك العصر، إلا أن المصممة جعلت عارضاتها يعتمدنها أيضاً، وأرادتهن نسخاً تشبهها، أي نحيفات، مسطحات الصدر، مستقيمات الجسم.
4- وقالت مديرة متحف "قصر غالييرا" المخصص للأزياء في باريس ميرين أرزالوز لوكالة فرانس برس إن "بول بواريه حرر النساء من مشدّات الخصر أو الكورسيه، لكنّ شانيل هي التي ركّزت ابتكارها على المرأة، ومفهومها للأناقة مرتبط بعفوية المظهر وحرية الحركة". وتتيح تصاميمها ملاحظة الدرجة القصوى من الحداثة رغم مرور أكثر من نصف قرن على وفاتها في 10 يناير 1971.
5- وأوضحت مديرة المجموعات في غالييرا فيرونيك بيلوار لوكالة فرانس برس أنها "جاءت برؤية جديدة للأناقة الأنثوية، مختلفة جذرياً" عما كان سائداً، إذ هي "بلا قيود ولا تستسلم إطلاقاً لموضة ذلك الزمن". وشددت الخبيرة على أن "ما طرحته كوكو شانيل في عصرها كان طليعياً جداً، فهذه هي الأمور التي تفعلها جميع النساء اليوم، وهي المزج بين العادي والأنيق، بين المجوهرات التقليدية وتلك الغريبة بأشكالها والمواد المستخدمة فيها، بين المذكر والمؤنث".
6- صحيح أن الفستان الأسود لم تخترعه شانيل، لكنه مثال يعبّر عن أسلوبها. وكتب مؤرخ الموضة أوليفييه سايار أن "الفستان الأسود هو شكل تجريدي من اللباس الذي ترتديه جميع النساء لكن شانيل لم تتوقف عند هذا الحد. بل أنها، إضافة إلى اطفائها الألوان تقطع رؤوس الفساتين، وتزيل ياقاتها، وتخلع منها الدعامات الزخرفية وتزيلها وتمحوها".
7- وفي العام 1921، ولد عطرها "الرقم 5"، وهو "مصَنَّع ليلبس المرأة مثل فستان"، لا يذكّر بأي رائحة معينة، إذ يجمع روائح الأزهار والخشب والتوابل. أما زجاجة عطرها هذا، فتميزت ببساطتها، وبشكلها الهندسي، باللونين الأسود والعاجي، على نمط أزيائها.
8- وعندما عادت شانيل إلى المهنة عام 1954 بعد مرحلة الحرب العالمية الثانية التي أعقبها المنفى في سويسرا، كانت حقبة الـ"نيولوك" من علامة كريستيان ديور، والشكل الذي يمجّد معايير الأنوثة القديمة قد ظهرت بقوة على الساحة، لكّن غابرييل شانيل التي كانت في الواحدة والسبعين، سارت مجدداً عكس التيار. فبدلتها النسائية التي تتميز ببساطة قصاتها، تعرضت بدايةً للانتقاد بسبب افتقارها إلى الحداثة، قبل أن تصبح لعقود قطعة أيقونية وزي المرأة النشيطة. وأشار أوليفييه سايار إلى أن شانيل "ابتعدت عن أسلوب الخمسينات المنمق وأصبحت بمثابة مرشدة روحية للشباب. فأسلوبها الأقرب إلى الزي الرسمي الموحّد فرض نمطاً سلوكياً على جيل ستينات القرن العشرين".
9- أما الأكسسوارات، فعبّرت عن سعي شانيل إلى الطابع العملي، ومنها الأحذية ذات اللونين- التي يوحي البيج فيها بأن الساق أطول، وتخفي البقع بطرفها الأسود، ولا ننسى الحقيبة 2.55 المبطنة التي توضع على الكتف لأن شانيل "تعبت من حمل الحقائب بيدها وإضاعتها". وبدت حقيبة شانيل هذه منظمة بطريقة مدروسة من الداخل، إذ يتوافر فيها عدد من الجيوب، أحدها مخصص لأحمر الشفاه، فنمط شانيل وأناقتها يحددان الماكياج أيضاً. وشرحت المسؤولة عن التراث في شانيل جولي ديدييه أن "المرأة الصبيانية تعيد رسم وجهها من خلال إبراز نظرتها وتلوين شفتيها بالأحمر، في حين أن الماكياج الكثيف كان في السابق حكراً على الممثلات وسيدات المجتمع".
10- وفجّرت غابرييل شانيل غرابة تصاميمها في المجوهرات، من الأسلوب البيزنطي إلى الباروكي مروراً بالنمط المصري، معيدة من خلالها النظر في معايير الفئات المجتمعية. وأسلوب شانيل الذي "لا توجد من دونه امرأة جميلة" بحسب النقاد آنذاك لا يزال هو نفسه، في عروض شانيل اليوم كما في الأمس.
تابعي المزيد بالفيديو| في ذكرى ميلادها .. تعرفوا إلى رحلة أيقونة الموضة كوكو شانيل وسر عدم زواجها وصور ولقطات نادرة قد تشاهدونها لأول مرة