تُعبّر المساكن، مهما كانت مساحاتها فسيحة أو ضيّقة، عن الذين يقيمون فيها؛ أذواقهم، وتفضيلاتم، وسبل عيشهم، فمحتويات المساكن، من قطع أثاث، واكسسوارات، ومواد ديكور، وألوان، بليغة في رواية قصص الساكنين.
تقع الفيلّا المبينة في الصور، في منطقة "جراند فيوز" في ميدان، بدبي، وتتألف من ستّ غرف فسيحة. تولّت مشروع تجديدها، في مجال هندسة التصميم الداخلي، حليمة مسقم، مهندسة معمارية جزائرية، مُقيمة في دبي منذ 8 سنوات، ومؤسّسة شركة Bloom & Beyond design. تُشارك المهندسة حليمة مسقم، التي تعُرف بأسلوبها السهل الممتنع، والأخير يوصف بأنّه معاصر وبسيط ودافئ ومريح، "سيدتي"، تفاصيل الفيلّا، في السطور الآتية، مع ملاحظة أن أي إحساس بالبرود يغيب عن مساحاتها، ولو أنها غارقة في العصرنة.
ذوق صاحبة الفيلا الراقي
عندما وطأت قدما المهندسة حليمة مسقم الفيّلا، أوّل مرّة، انتابها شعور بالتناغم مع المكان، وبالعمليّة. وبعد أن قابلت صاحبة الفيلا، أحسّت على الفور أن الأخيرة تمتلك ذوقًا راقيًا للغاية، وعرفت حينئذ أنها على أعتاب تولي مشروع مُميّز، ومثمر. تقول لـ"سيدتي": "كانت الفيلّا، ومنذ البداية، تتمتع بإمكانيات هائلة، للتحوّل إلى مساحة فريدة من نوعها". وتضيف: "جمعتُ في هذا المشروع بين الأناقة، والفخامة، والوظائف العصرية، لمنح الفيلّا طابعًا خاصًّا، من دون الإغفال عن عامل الراحة". لافتة إلى أن "هذا المشروع كان نتاج تعاون مثمر بينها وبين عميلة كانت تثق بها، وتؤمن برؤيتها". وتزيد: "كان هناك، منذ البداية، فهم متبادل أننا في صدد خلق شيء مميز وفريد معًا".
وتتابع سرد قصة الفيلّا، قائلة: "كانت لدى صاحبة الفيلا رؤية واضحة للغاية، فهي تحبّ الخطوط المنحنية، ما جعل الأخيرة تصبح جزءًا أساسيًّا من التصميم. وهي كانت تسعى إلى أن يعكس التصميم شخصيتها، مع الاحتفاظ بجوّ من الفخامة والدفء". وتشدّد على الفكرة الآتية: "من الضرورة أن يعكس كل مشروع تصميم داخلي أشتغل عليه أسلوب حياة، وشخصيات الذين يسكنون المكان". وتزيد: "في هذا المشروع، كان من المهمّ دمج ذوق صاحبة الفيلا بلمستي الإبداعية، وذلك للوصول إلى نتيجة نهائية تعكس شخصيتها واحتياجاتها اليومية".
مواد الديكور الطبيعية الفخمة والألوان المحايدة
في التصميم الداخلي للفيلا، يلفت حضور مواد عالية الجودة، هي: الخشب الطبيعي، والرخام، مع لمسات من الكتّان والحرير مُستخدمة في الأقمشة، والصوف في السجاد. كان الزجاج أيضًا، جزءًا من العناصر التصميميّة.
ومن المُلاحظ أن الألوان المحايدة سائدة في الفيلا؛ عنها، تقول المهندسة حليمة: "تُمثّل الألوان المحايدة أساس أي تصميم داخلي، وذلك لأنها تمنح المكان إحساسًا بالهدوء والراحة". وتضيف: "هذه الألوان خالدة، ما يعني أنها لا تفقد جاذبيتها، مع مرور الزمن، وتسمح بإبراز التفاصيل الأخرى في التصميم بشكل أفضل".
تفاصيل عن غرف الفيلا
عن تفاصيل منطقة الجلوس، وغرفة المكتب، وغرفة النوم، والحمّامات، وغرفة الملابس، تعدّد النقاط الآتية:
- منطقة الجلوس: كانت مزدوجة الارتفاع، لذلك انصبّ التركيز على تعزيز الشعور بالاتساع، من خلال التصميم. في هذا الإطار، اختيرت الستائر الطويلة، ووحدة التلفاز المُصمّمة بشكل خاصّ لإبراز الارتفاع.
- غرفة المكتب: تحتوي بين عناصرها التصميميّة، على قوس مميز يعكس الأناقة، مع تكرار استخدام المنحنيات، للحفاظ على هوية موحدة، في الديكور الداخلي.
- غرفة النوم الرئيسة: تصف المهندسة حليمة الفراغ المعماري المذكور بـ"التحفة الفنية"، وتوضّح أنها جمعت غرفتين معًا لخلق مساحة واسعة. وهي استخدمت وحدة تلفاز في الفصل بين منطقة النوم ومنطقة الملابس.
تحتوي منطقة الملابس، على طاولة للزينة (منضدة التسريح).
- غرفة الملابس: صُمّمت بشكل مخصّص لاستيعاب كل حاجيات الساكنين من الأحذية إلى الحقائب، بهدف خلق مساحة مريحة ومنظمة وتعكس الراحة والفخامة.
- الحمّامات: يتكرّر في الحمّامات، حضور الميكروسيمنت (مادة تتكون من أسمنت سريع التصلب، وحشوات دقيقة، مثل: كربونات الكالسيوم، أو مسحوق الكوارتز الناعم، ومجموعات دقيقة، وبوليمر لاصق)، والرخام، معًا.