أسباب تقلصات الحمل وأنواعها.. ومتى تصبح مصدراً للقلق والخوف؟ 

صورة لحامل تشعر بالتعب
حامل تعاني من تقلصات الحمل

تتعرض الحامل خلال فترة حملها إلى العديد من التغيرات الجسدية والنفسية، ومنها تقلصات الحمل أو انقباضات الرحم، التي تبدأ بشكلٍ تدريجي مع بداية الحمل، وتستمر حتى الولادة، وتُعتبر من الأمور الطبيعية التي تحدث للحامل، بعضها يمتد فترة دقيقة فقط ولا تحدث بشكل منتظم؛ تشعر بها الحامل في الصباح، ومرة ثانية في المساء، وفي الثالثة ظهراً؛ ليس لها وقت محدد.
بينما تنتاب الحامل المخاوف والقلق إذا حدثت هذه التقلصات في الشهر السابع تحديداً، آو في أواخر الحمل، وكانت منتظمة وطويلة. "سيدتي" التقت واستشاري النساء والتوليد الدكتور صالح الرشيدي؛ لتوضيح أنواع التقلصات وشرح أسبابها وطرق التعامل معها.

أسباب التقلصات وأنواعها

حامل تشكو من تقلصات الحمل

تبدأ التقلصات أحياناً منذ بداية الأشهر الأولى، وتُعتبر رد فعل طبيعياً للجسم الذي يحاول التكيف مع الوضع الجديد، وتصاحب هذه التقلصات غازات وإمساك، وقد تحدث نتيجة لتمدد أربطة الرحم، ولكن تجب استشارة الطبيب عند ملاحظة بقع من الدم مصاحبة لتلك التقلصات.
كما أن عمر الحامل يتحكم في حدوث هذه التقلصات؛ فهي تحدث للحامل التي تجاوزت سن الخامسة والثلاثين، وهي سن خطرة بالنسبة للحمل، كما أن تعدد الحمل وتقاربه في الموعد يزيد من نسبة حدوثها؛ أي عدم وجود وقت كافٍ بمعدل عامين بين حمل وآخر.
إضافة إلى أن إصابة الرحم بالتشوهات أو الالتهابات يكون من أسباب حدوث تقلصات الرحم في الشهر السابع.

أعراض تقلصات الرحم في الشهر السابع:

هناك بعض الأعراض التي قد تظهر بجانب تقلصات الرحم في الشهر السابع، مثل:

  • الشعور بالانزعاج من دون وجود الألم.
  • الشعور بتضييق في العضلات العلوية للرحم ينتشر إلى العضلات السفلى.
  • تيبس ملمس البطن.
  • عدم ظهور التقلصات في فترات منتظمة.

علاج تقلصات الرحم في الشهر السابع:

إن تقلصات الرحم في الشهر السابع عادة ما تكون ناتجة عن تقلصات براكستون هيكس التي لا تحتاج إلى علاج، ولكن هناك بعض الطرق التي تساعد في التخفيف من شدة هذه التقلصات، ومنها:

  • الاسترخاء والتقليل من التوتر، عن طريق التنفس العميق أو اليوغا.
  • الإكثار من شرب السوائل، مثل الماء أو شاي الأعشاب، مع ضرورة تجنب المشروبات الغنية بالكافيين.
  • التغيير من هيئة الجسم، مثل الجلوس في حال الوقوف، مع تناول وجبات خفيفة بشكل منتظم.
  • أخذ حمام دافئ لمدة لا تقل عن 30 دقيقة.

تعرفي إلى أسباب تقلصات الرحم في الشهر السابع

أنواع التقلصات

فهناك تقلصات تحدث في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، بسبب اللقاء الزوجي خلال الحمل، أو الولادة المبكرة، أو بسبب الحمل خارج الرحم.

التقلصات في الأسابيع الأولى من الحمل:

نتيجة زيادة إفراز الهرمونات الأنثوية، مثل هرموني الإستروجين، والبروجسترون، أو بسبب تعلق البويضة المخصبة في جدار الرحم، أو زرع خلايا الجنين في الرحم، حيث إن هذه العملية تحدث بعد فترة الإباضة بـ10 أيام.
نتيجة لتمدد الرحم واتساعه ليصبح قادراً على استيعاب الجنين، وتمدد الأربطة الداعمة للرحم، أو بسبب الحمل خارج الرحم، مع الانتباه إلى خطورة هذه الحالة؛ حيث إن هناك احتمالية الإجهاض في حال صاحب التقلصات تبقيع أو نزيف.

التقلصات في الثلثين الثاني والثالث من الحمل:

يستمر تمدد الرحم مع التقدم في الحمل ليكون ملائماً لحجم الجنين، وبالتالي تتوسع الأربطة الواصلة بجدار البطن؛ حيث إن الأربطة في هذه المرحلة من الحمل تكون مرنةً مقارنةً بالفترة الأولى، وذلك بسبب زيادة الهرمونات.
وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل تحدث التقلصات والانقباضات، فيما يُعرف بانقباضات "براكستون هيكس"، التي قد تكون في بعض الأحيان نذيراً للولادة المبكرة، وقد تكون بسبب وجود احتمالية الإجهاض، أو تمدد الرحم المستمر؛ ما يُحدث آلاماً بالأربطة، أو الولادة المبكرة، وبالتالي تحدث انقباضات أو حدوث تشنجات غير منتظمة.

نصائح للحد من تقلصات الحمل

حامل تمشي لتخفيف ألم البطن
  • المشي يومياً بمعدل نصف ساعة على الأقل.
  • الاسترخاء في حمام دافئ؛ لأن ذلك يهدئ الرحم كما يخفف تقلصاته.
  • الإكثار من شرب السوائل، خاصةً العصائر الطبيعية والطازجة.
  • شرب الماء بما يعادل ثمانية أكواب على الأقل كلَّ يوم.
  • استخدام الحمام الدافئ يساعد على التقليل من التقلصات.
  • الحركة البسيطة أو المشي يساعدان على التخلص من التقلصات.
  • شرب السوائل الدافئة يعمل على تقليل التقلص.
  • تمارين التنفس تساعد على الاسترخاء.

هل تعلمين أن فوائد المشي يومياً لا تُقدر بثمن؟

تقلصات تستدعي زيارة الطبيب

حامل تتابع الفحوصات
  • حالات التقلص الشديدة قبل موعد الولادة.
  • التقلصات الشديدة في أثناء التبول.
  • تشنجات مصحوبة بنزيف.
  • التشنجات التي تزداد حدةً مع مرور الوقت.
  • تقلصات قبل الأسبوع الـ37 من الحمل.
  • تشنجات في أثناء التبول، والشعور بنزول الحبل السري.
  • في حال كانت تحدث في الوقت نفسه كل يوم.
  • في حال زادت عن مرتين يومياً.
  • إذا استمرت لمدة تتجاوز الدقيقة.
  • إذا كان الألم لا يُطاق ولا يُحتمل.
  • في حال كانت هذه الانقباضات من علامات الولادة المبكرة؛ فعلى الحامل أن تكون مهيَّأة للولادة القيصرية؛ لإنقاذ الجنين وإبقائه في الحضانة الصناعية حتى يكتمل نموه.

متى تحدث التقلصات الأكثر خطورة؟

حامل تسترخي

الحمل خارج الرحم:

في المراحل المبكرة من الحمل خارج الرحم، لن تشعر النساء بالفرق بين زرع البويضة في الرحم أو في قناة فالوب، ثم يبدأ الألم في التطور عندما يبدأ الحمل في التقدم، وأبرز علامات الحمل خارج الرحم كالتالي:

  • آلام الحوض.
  • نزيف خفيف.
  • تقلصات حادة في البطن.
  • ألم في جانب واحد من الجسم.
  • الدوخة.

الإجهاض:

من أولى علاماته النزيف الخفيف في الأيام الأولى من الحمل، ولكن نظراً لأن النزيف شائع في بداية الحمل؛ فهو ليس دائماً علامة على وجود خطأ ما.
تقلصات في أسفل البطن، نزيف وإفرازات كثيفة وغزيرة، وفي حالة حدوث نزيف من أي نوع، يُوصَى بالاتصال بالطبيب لتحديد ما إذا كانت أعراض الحمل طبيعية، أو أي شيء آخر.

الولادة المبكرة:

التقلصات أواخر الحمل عموماً تعلمين أن الانقباضات قد بدأت، وقد تكون علامة على الولادة المبكرة، وعندما يبدأ المخاض المبكر، قد تكون هناك العديد من الأعراض، ومنها:

  • استمرار تقلصات الرحم أكثر من ساعة واحدة.
  •  تقلصات تشبه تقلصات الدورة الشهرية في منطقة الحوض.
  • آلام أسفل الظهر.
  •  ضغط الحوض.
  • تشنج في البطن.
  • تغير في الإفرازات.

قد تحدث الولادة المبكرة بين الأسبوعين الـ20 والـ37 من الحمل؛ لهذا يجب أن يفحص الطبيب المرأة الحامل المصابة بهذه الأعراض من الفور، للمساعدة في وقف المخاض حتى يقترب موعد الولادة.

خطوات التخلص من هذه الانقباضات

حامل وحمام دافئ

غالباً لا يتم اللجوء لتناول أي دواء لعلاج تقلصات الحمل، وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى؛ لذلك يتم علاج تقلصات الحمل من خلال اتخاذ إجراءات تساعدك على منع التقلصات، وتشمل:

  • تغير الحامل هيئة جسمها، فإذا كانت واقفة عليها أن تمشي، وإن كانت جالسة عليها أن تقف، وإن كانت مستلقية عليها أن تعتدل من نومها.
  • وضع كمادات دافئة أو كمادات ثلج باردة على العضلات المتشنجة؛ لتخفيف الآلام المصاحبة للتقلصات.
  • القيام بتمارين منتظمة وخفيفة تساعد على تقوية عضلات البطن، ومن أبرزها: تمارين الإطالة لشد العضلات قبل التمارين، وتمارين التمدد لإرخاء العضلات المتشنجة.
  • تناول بعض المعادن الأساسية؛ ما يساعد على التخفيف من التقلصات، ومن أبرز المعادن: الكالسيوم، البوتاسيوم، والمغنيسيوم، مع الإكثار من شرب الماء والسوائل، ويُوصى بشرب 8 أكواب على الأقل من الماء للتخلص من هذه التقلصات.
  • زيادة تناول الأطعمة الغنية بالمياه، مثل: القنبيط، والسبانخ، والفلفل، والجزر؛ حيث إن هذه الأطعمة تُعد مصادر رائعة للفيتامينات والمعادن.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة؛ حيث إن قلة النوم تسبب التعب وتزيد أيضاً من احتمالية حدوث التقلصات، لذلك حاولي الجلوس أو الاستلقاء أو تغيير هيئة الجسم عندما تشعرين بالتقلصات، لكن لا تضغطي على مصدر الألم.
  • اجلسي بحمام دافئ، ويُنصح بإضافة الملح الإنجليزي؛ حيث إنه قد يكون أكثر فعالية، ويساعدك على الاسترخاء وتخفيف التوتر في عضلاتك.
  • استشيري الطبيب قبل تناول أي أدوية سواء بوصفة طبية أو من دون وصفة طبية؛ لتجنب الآثار الجانبية التي قد تحدث لك ولطفلك.
  • اذهبي إلى الطبيب من الفور عند حدوث ألم شديد لا يزول، وآلام مصحوبة بانقباضات، وتقلصات ونزيف، وإفرازات، ودوخة، وتقلصات مصحوبة بألم في الكتف أو الرقبة.
  • استخدمي وسادة وقومي برفع الساق في أثناء النوم؛ حيث إنها تُعد طريقة فعَّالة وبسيطة ومريحة للتخفيف من تقلصات الساق.
  • دلكي المنطقة لتقليل الألم وزيادة تدفق الدم، والمحافظة على استرخاء العضلات والأوتار والأربطة.
  • ابتعدي عن أماكن التدخين؛ فالدخان يعمل على تضييق الأوعية الدموية وتقليل كمية الأكسجين التي تتلقاها عضلاتك.

* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.