يُعتبر مرض السرطان من الأمراض العضال التي تسبب الكثير من الهلع والضغط النفسي على المريض والمقربين منه على حدٍّ سواء، ومساندة الزوج ودعمه لزوجته مريضة السرطان فى غاية الأهمية بداية من معرفتها بالمرض؛ فإن القرب والرفقة مهمان، فذلك يشعرها بأنه بجانبها فى جميع الأحوال، وبأنه داعم لأقصى درجة، ويُشتهر شهر أكتوبر بالتوعية بمرض سرطان الثدي، وهذا الشهر "أكتوبر الوردي" يُعد فرصة لتسليط الضوء على واقع هذا المرض وأهمية الوقاية منه؛ لتجنب الإصابة به قدر الإمكان، وضرورة تحسين الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
مرض السرطان أحد أصعب الأمراض علاجاً
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية عبير مراد لـ"سيدتي": إن مرض السرطان هو أصعب الأمراض علاجاً، ولا شك في أن الإصابة بالسرطان تؤثر في استقرار الحياة الزوجية بمجرد تشخيص المرض؛ هناك الكثير من ردود الأفعال، هناك من يستقبله بهدوء وآخر بسيطرة على النفس خارجية فقط، وهناك من يُصاب بصدمة عصبية. وسرطان الثدي له حساسية خاصة جداً؛ لأنه يتعلق بأنوثة المرأة، وتحتفل المنظمات الصحية حول العالم بالشهر العالمي لسرطان الثدي في أكتوبر من كل عام، ولذلك يُطلق عليه اسم "أكتوبر الوردي" وكان الهدف الأساسي لهذا الشهر هو رفع مستوى الوعي حول سرطان الثدي، خاصة لدى النساء، وتوفير المعلومات والخدمات المتعلقة بالكشف المبكر عن المرض.
تابعي المزيد: أنا مريضة سرطان كيف أخبر عائلتي؟!
ضرورة الكشف المبكر
تقول عبير مراد إنه بالتزامن مع "أكتوبر الوردي"، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، الذي يُعد واحداً من أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم، نوضح أن هذا المرض يسبب نمو خلايا الثدي بشكل خارج على السيطرة؛ ما يسبب تشكيل الأورام، وعلى الرغم من أنه من أخف أنواع السرطانات خاصة لو تم اكتشافه مبكراً، لكن له حساسية خاصة جداً؛ لأنه يتعلق بأنوثة المرأة، وفي حالة إهمال علاجه قد ينتشر في جميع أنحاء الجسم ويسبب الوفاة؛ لذا فيُعد اتباع إرشادات الفحص المنتظم أحد أفضل الطرق للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث يساهم في اكتشاف الإصابة إن وُجدت مبكراً، وبالتالي نسبة شفائه تكون أعلى دون التعرض لعملية استئصال الثدي.
كيف تدعم زوجتك المصابة بسرطان الثدي؟
تقول عبير مراد إنه لاشك أن الحالة النفسية للمريض تؤثر بشكل مباشر في فاعلية العلاج والتغلب على هذا المرض الخطير؛ لذلك تجب المواجهة بموضوعية وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للزوجة المصابة بسرطان الثدي. ولدعم الزوجة مريضة سرطان الثدي؛ يتطلب الأمر الإلمام أكثر بالمرض وأعراضه وطرق علاجه، وأيضاً معرفة تجارب أشخاص آخرين خاضوا تجربة المرض وتغلبوا عليه، ويكون ذلك من خلال تلك النصائح:
تعزيز شعورها بالأمان
لا بُدَّ من تعزيز شعورها بالأمان بكل الطرق؛ لأن الزوجة المصابة بسرطان الثدي تفقد الشعور بالأمان بمجرد علمها بمرضها، وتظل خائفة وقلقة من فكرة الاستئصال وكيف سيبدو جسدها وهل علاقتها بزوجها ستتأثر بذلك؛ فكل هذه الأفكار تراود تفكير الزوجة، وهنا يظهر دور الزوج في تهدئتها وتعزيز شعورها بالأمان وهو أمر إيجابي جداً في رحلة علاجها.
حضور زيارات الطبيب
لا بُدَّ من ذهاب الزوج مع زوجته إلى الطبيب للتعرف إلى نوع سرطان الثدي وخيارات العلاج وجوانب الرعاية الأخرى؛ فمن المفيد دائماً وجودك بجانبها في الغرفة لمعرفة خطة العلاج، فالوجود مع المريضة من أكثر طرق دعمها نفسياً؛ وذلك لأنها ستشعر بالألفة وعدم الوحدة، ما سيؤدي إلى تحسين حالتها النفسية التي ستؤدي بدورها إلى سرعة التعافي.
لا تشعرها بالتغيير
لا بُدَّ أن تذكِّرها دائماً بأنها المرأة نفسها التي أحبها قلبك قبل ظهور السرطان، فقد تبدو مختلفة من الخارج بالتغيرات التي حدثت عليها، ولكن لا بُدَّ أن تدعها تعرف أنك لا تراها بشكل مختلف؛ فهذا مهم نفسياً لأنها قد لا تشعر بنفسها وقد تكون شديدة الوعي بشأن مظهرها المتغير.
تخفيف أعباء المنزل
في أثناء جلسات العلاج الكيميائي قد تعاني المريضة من بعض الصعوبات، وحفاظاً على راحتها ودعمها يجب تخفيف أعباء المنزل عنها، ومن ضمنها الاحتياجات المنزلية وتنظيف المنزل وأي أعمال تقوم بها، وقم بمشاركتها في إدارة أمور المنزل والمسؤوليات التي أصبحت تمثل ضغطاً كبيراً عليها.
أشرِك زوجتك في المناسبات الاجتماعية
من المفيد إشراك زوجتك المريضة بسرطان الثدي في المناسبات الاجتماعية والحفلات؛ فالاندماج في وسط مبهج يؤثر إيجابياً في نفسية المريضة، لذا ونظراً للدور الكبير الذي تلعبه الحالة النفسية الجيدة في الاستجابة للعلاج؛ يستطيع الزوج تحسين نفسية الزوجة من خلال اهتمامه بها وحرصه على مشاعرها، والتخفيف عنها وتحقيق التواصل الإيجابي معها.
التحلي بالصبر والمرونة
يستغرق التعافي والشفاء وقتاً؛ فغالباً ما تحتاج زوجتك مريضة السرطان إلى وقت للتعامل مع العديد من المشاعر مثل الخوف والحزن والغضب والقلق، الناتجة عن تجربة السرطان؛ لذا فحاول أن تكون هادئاً ومرناً في أثناء التعامل معها.
الانتظام في الأدوية ومتابعتها
يجب أن تأخذ زوجتك المريضة بسرطان الثدي الجرعة المناسبة من الدواء في الوقت المناسب؛ حتى يكون العلاج أكثر فاعلية، فقم بوضع خطة منتظمة لتعينك على تذكر مواعيد إعطاء الدواء، لتسهيل الالتزام بالمواعيد المحددة، من المحتمل أن تتناول الأدوية عن طريق الفم لعدة سنوات بعد العلاج الفعَّال، وقد تشعر بالإحباط من ذلك، فيمكنك تشجيعها من خلال تذكيرها بأن الأدوية تساعد في تقليل خطر تكرار حدوث الأورام.
الحفاظ على النشاط الدائم
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية الهادئة، مثل المشي أو اليوغا، في منح الاسترخاء والتخلص من الطاقة والمشاعر السلبية لدى زوجتك المريضة بسرطان الثدي، ولا سيما عند مشاركتها هذه الرياضات من خلالك؛ فحافظ على ممارسة الأنشطة الرياضية أنت وزوجتك ولا تهملها، فهذا سيجعلها تشعر بالفخر والاستمتاع بوقتها معك حتى في أصعب اللحظات وأشدها ألماً.
الإخلاص والوفاء لها
الإخلاص والوفاء من الأمور التي تلمس القلب والروح وتشعر النفس براحة كبيرة، ولدعم زوجتك المصابة بسرطان الثدي، لا بُدَّ أن تكون مخلصاً لها ووفياً لعشرتها، حتى يكون هناك تعويض للزوجة عما تلاقيه من معاناة وتشعر به من ألم خلال رحلة العلاج.
الرعاية الذاتية
لكي تكون أفضل مصدر لدعم زوجتك حبيبتك، يجب أن تعتني بنفسك جسدياً وعاطفياً؛ فهذه الرعاية الذاتية ستساعدك على الشعور بالحيوية والنشاط، وتجعلك تقدم على الرعاية بشكل نشط، ابحث عن شيء يجعل الأوقات سعيدة كل يوم، إنها طريقة رائعة لتقليل التوتر، احتفل بمدى تقدمكما حتى في الأوقات الصعبة.
ونحو المزيد للتعرف إلى كيفية التعامل مع الصديقة مصابة السرطان تابعي السلسلة: