كيفية التعامل مع بكاء الطفل حديث الولادة بشكل صحيح.. حتى 40 يوماً

صورة لطفل يبكي
طفل يستمر في البكاء حتى ُيلبى طلبه
البكاء هو الطريقة الوحيدة التي يملكها المولود الصغير للتعبير عن مشاعره، ومطالبه الأولية خلال الأيام الأولى من الفترة الانتقالية التي تمتد من اليوم الأول وحتى نهاية الـ40 يوماً؛ فهو يبكي إثر انتقاله من الرحم وسكونه إلى العالم الخارجي وما به من تغيرات جديدة، كاختلاف الضوء والظلام ودرجات الحرارة، والنغمات والأصوات والمؤثرات المختلفة، وبكاؤه في هذه الأيام لا يختلف من حيث نغمته من طفل إلى آخر، وهو بكاء عالي الصوت متواصل.
ما يمهد لسؤال تطرحه الأم على نفسها أولاً قبل أخذ رأي الآخرين، وهو: كيفية التعامل مع بكاء الطفل حديث الولادة بشكل صحيح؟
اللقاء وأستاذ طب الأطفال الدكتور محمود حمَّاد؛ للشرح وتوضيح الحلول.

طرق التعامل مع بكاء الطفل حديث الولادة

تقميط الرضيع
  • لف الرضيع أو تقميطه من أهم الطرق التي تساعد في كيفية التعامل مع الطفل حديث الولادة كثير البكاء، وأفضل طرق لف الرضيع أو حركة التقميط عبارة عن لف الرضيع بقطعة من القماش الناعم بشكل يضم أطرافه الأربعة بطريقة لطيفة، هذه الحركة تُشعره بالأمان والراحة التي كان يشعر بها في أثناء وجوده في الرحم.
  • أدركي أنه من الطبيعي أن يبكي جميع الأطفال الرُّضَّع، ومن المعتاد أن يستمر بكاء حديثي الولادة من ساعة إلى أربع ساعات في اليوم، وعليك أن تعرفي سبب بكاء الطفل أولاً، وبعد ذلك يمكن أن تقرري ما الذي يمكن فعله لتهدئته.
  • لا تقلقي من تدليل طفلك الرضيع بزيادة الاهتمام به؛ فلا يمكن تجنب ذلك في هذه المرحلة، ولكن عليك أن تتصرَّفي بسرعة عند بكاء طفلك؛ فهناك أوقات يمكنك فيها المساعدة لوقف بكائه، وأوقات يُفضل أن تكوني بجانب طفلك فقط.

افهمي سبب بكاء الرضيع

طفل رضيع يبكي

سيدتي الأم، يمكن التعرف إلى أنماط بكاء الرضيع؛ حتى يمكن الاستجابة سريعاً لصرخاته وتلبية كل ما يحتاجه، فقد يمكنكِ بمرور الوقت معرفة احتياجات طفلك الرضيع من خلال صوت بكائه، فعلى سبيل المثال، يبكي الطفل حديث الولادة للتعبير عن شعوره بالجوع بمجرد استيقاظه من النوم مباشرة، وسرعان ما قد يتحول هذا البكاء إلى صوت نحيب وصراخ غاضب إذا انتظر وقتاً طويلاً لإرضاعه، في حين قد يبدو البكاء للتعبير عن شعوره بالألم في شكل صراخ أو صياح شديد للغاية.

عندما يبكي الرضيع فإنه يود أن يقول:

أم تحمل طفلها ليتوقف عن البكاء
أشعر بالجوع: يحتاج معظم حديثي الولادة إلى الرضاعة كل بضع ساعات قليلة على مدار اليوم، وقد يكون البكاء آخر العلامات الدالة على الشعور بالجوع؛ لذا احرصي على ملاحظة علامات الجوع المبكرة، واستجيبي لها، فعلى سبيل المثال، قد يحرك الرضيع يديه باتجاه الفم ويتلمظ بشفتيه.
أريد أن أمص شيئاً: فالمص يعمل على تهدئة الرضيع ويمنحه شعوراً بالراحة، وإذا لم يكن جائعاً، فيمكنكِ إعطاء اللهاية له، أو مساعدته على التقام أحد أصابعه.
أريد أن تحمليني: يجب أن تحملي الرضيع بين ذراعيك وتضميه إلى صدرك؛ فالتربيت برفق على ظهره أو المسح عليه عند بكائه يؤدي إلى تهدئته.
أشعر بالتعب: يصعب غالباً إرضاء الرضيع حال شعوره بالتعب، وقد يكون محتاجاً إلى النوم أكثر مما تتصوَّرين، حيث ينام غالباً حديثو الولادة لمدة 16 ساعة تقريباً في اليوم، وأحياناً أكثر من ذلك.
أشعر بالبلل: من الممكن أن يكون بلل الحفاضات أو اتساخها سبباً في بكائه؛ تفقدي حفاض الرضيع من وقت لآخر للتأكد من نظافته وجفافه.
أريد أن أتحرك: من الممكن أن تؤدي هدهدة الرضيع في بعض الأحيان أو حمله والمشي به باستخدام حمالة الأطفال إلى تهدئة بكائه.
كذلك يمكنكِ وضعه على أرجوحةٍ مخصصة للرُّضَّع، أو اصطحابه معكِ في جولة بالسيارة؛ فالضوضاء الصادرة عن محرك السيارة ستؤدي إلى تهدئته.
أفضِّل أن أكون ملفوفاً: يشعر بعض الرُّضَّع بالأمان عند لفهم في بطانية خفيفة، وتُعرف هذه اللفة بالقماط، ولكن من الممكن أن يصبح القماط خطيراً على الطفل حال عدم تمكنكِ من لفه بشكل صحيح، اطلبي من طبيبكِ أن يوضح لكِ كيفية لف القماط بطريقة صحيحة.
أشعر بالحر أو البرد: احرصي بوجه عام على أن يرتدي طفلكِ عدد طبقات الملابس نفسها التي ترتدينها أنتِ، يمكنكِ إضافة أو إزالة أي طبقة من طبقات هذه الملابس حسب الحاجة.
أشعر بالإرهاق: قد يُسبب الانفعال الشديد الناجم عن التعرض لمشاهد مرئية أو أصوات مسموعة أو غيرها من محفزات بكاء طفلكِ الرضيع؛ لذا يتعين عليكِ نقل طفلكِ إلى مكان أكثر هدوءاً أو وضعه في سريره، وقد تساعد الضوضاء البيضاء، كالتسجيلات الصوتية لأمواج المحيط أو الصوت الرتيب للمروحة الكهربائية، على شعور طفلكِ بالاسترخاء.
اتركيه يبكي؛ لا بأس في أن تدعي طفلك يبكي إذا كان لا يبدو مريضاً وقد جربت كل الوسائل الممكنة لتهدئته، ويمكنك محاولة ترك طفلك بمفرده في مكان آمن، مثل سرير الأطفال، لمدة 10 دقائق إلى 15 دقيقة تقريباً؛ إذ يحتاج العديد من الأطفال الرُضَّع إلى البكاء قبل أن يتمكنوا من النوم، وسيغفون بشكل أسرع إذا تركتهم يبكون.

لماذا يبكي الطفل؟ يريد الطفل أن يُحمل طوال الوقت

بكاء الطفل لمعاناته من المغص؟

يتعرض بعض الأطفال الرُّضَّع لنوبات من الضيق مصحوبة ببكاء شديد ومتكرر يستمر فترات طويلة تُعرف بالمغص، وتبدأ عادة بعد أسابيع قليلة من الولادة، وتتحسن عند بلوغ الرضيع عمر 3 إلى 4 أشهُر.
يمكن أن يكون المغص مصحوباً بالبكاء لمدة ثلاث أو أربع ساعات يومياً، ولمدة ثلاثة أيام أو أكثر في الأسبوع، ويرى البعض أن نوبات المغص تستمر لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر، وتصيب الرُّضَّع الأصحاء.
وقد يبدو البكاء وكأنه تعبير عن الألم ويبدأ دون سببٍ ظاهر، وتبدأ عادةً نوبات البكاء في الوقت نفسه تقريباً كل يوم أو ليلة، لهذا إذا ساورك القلق بشأن مغص الرضيع؛ فيمكنك استشارة الطبيب المتابع لحالة طفلك، فبإمكانه فحص الطفل واقتراح أساليب لتهدئته.

توترك وغضبك بسبب بكاء طفلك

أم متوترة وتحمل طفلها
في حالة بكاء طفلكِ حديث الولادة فترات طويلة، ضعي في اعتباركِ أن هذا الأمر سيتحسن مع الوقت؛ حيث تزداد غالباً حدة بكاء الرُّضَّع مع بلوغهم 40 يوماً، وعند أربعة أشهر، يقل معدل البكاء لدى معظمهم.
من الطبيعي أن يسهم بكاء الأطفال في شعوركِ بالتعب والإجهاد والتوتر؛ حيث إن مشاعرهم وعواطفهم تتغير غالباً في أثناء الشهر الأول، لذا يجب الاتصال بالطبيب عند الشعور بحزن شديد أو مع استمرار هذا الشعور بالحزن لعدة أسابيع.
في أثناء رعاية الطفل حديث الولادة، يجب الحصول على فترات راحة قدر المستطاع، وقسط كافٍ من النوم، ويجب عدم التغاضي عن فعل أمور ممتعة عند توافر الوقت.
اطلبي المساعدة والدعم من زوجكِ وأحبائِكِ وصديقاتكِ، أخبريهم بما تحتاجين إليه من دعم، اطلبي منهم المساعدة في أداء أمور مثل إنجاز المهام والمشاوير والأعمال المنزلية والطهي ورعاية الأطفال الأكبر سناً لديك.
حاولي قضاء القليل من الوقت يومياً للقيام بأشياء تبعث على شعوركِ بالاسترخاء؛ فكلما شعرتِ بمزيد من الاسترخاء، كان من السهل عليكِ أن تجعلي طفلكِ هادئ البال.
الأطفال الرُّضَّع لديهم القدرة على الشعور بتوتر البالغين، والتفاعل بالبكاء نتيجةً لذلك؛ فشعوركِ بنوبة من الغضب أو الخوف قد تسهم في بكاء طفلك بشدة.
إذا كان بكاء طفلك يسبب فقدانكِ السيطرة على أعصابكِ؛ فضعي الطفل في سريره لينام واذهبي إلى غرفة أخرى لتهدئي، احصلي على استراحة من 10دقائق إلى 15 دقيقة لتهدئة نفسكِ.

أفعال تساعدك على تقليل التوتر:

أم تلجأ لمشورة الطبيب
  • احرصي على التنفس العميق.
  • استمعي إلى الموسيقى.
  • مارِسي رياضة التأمل.
  • لا تضربي الطفل أو تهزيه بعنف أو تجذبيه بشدة لتعنيفه أبداً، مهما بلغت درجة الغضب أو الانزعاج المسيطرة عليكِ؛ فقد يؤدي ذلك إلى إيذاء الطفل بشدة.
  • اطلبي المشورة والمساعدة إذا كنتِ تواجهين مشكلة في السيطرة على الشعور بالتوتر، أو يمكنكِ الاتصال بأحد أفراد الأسرة أو إحدى الصديقات أو الطبيب.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.