تعود فعالية What The Food في يومي 26 و27 أكتوبر التي تقدمها السركال أفينيو في نسختها الثالثة، حيث تجمع بين أفضل الطهاة المحليين وصناع الحرف اليدوية والعقول الطهوية المبدعة في المدينة، يدور برنامج هذا العام حول تجاوز الحدود، وعرض التجارب الطهوية المتطورة وإثارة محادثات نقدية حول الطعام، ودوره في تشكيل المجتمعات والثقافة، وتتضمن محادثات تحفز الفكر ومنشآت غامرة وورش عمل وجولات طعام وعروض أفلام، وكلها تهدف إلى تثقيف وإلهام الزائرين، من أبرز الفعاليات كانت محاضرة "الغذاء دواء" مع Health Nag الذي يتعمق في القوة العلاجية لما نأكله، كان لـ"سيدتي" لقاء خاص مع ناتاشا روداتسينكو، مؤسسة هيلث ناج، وهي شركة نحب أن نسميها حركة صحية، للمكملات الغذائية العلاجية.
بدأت ناتاشا حديثها، عن تجربة شخصية انطلقت من خلالها فكرة هيلث ناج، والتي جاءت منذ 20 عاماً عندما تم تشخيصها هي بالعديد من الحالات الصحية التي اعتُبرت غير قابلة للشفاء، لكنها رفضت قبول ذلك، ولم تستسلم، وقررت بدلاً من ذلك تعلم كل ما يتعلق بالطب الوظيفي (الطب البديل)، والأيورفيدا (الأيورفيدا وهو النظام الهندي القديم للشفاء الطبيعي)، والكيمياء الحيوية، ومع مرور 20 عاماً، كما تتابع: "هذا ما وصلنا إليه، حيث تأسست هيلث ناج نفسها منذ 4 سنوات فقط، عندما أردت نشر المعلومات المتعلقة بالطب الوظيفي إلى الجماهير والمجتمع، ثم جاءت فكرة المنتجات الغذائية العلاجية بعد ذلك كخطوة طبيعية، في البداية كنا مجرد مدونة صحية لأنني أحب الحديث عن الصحة.
الطعام ليس مجرد متعة
وحول مدى صحة فكرة أن "الغذاء هو الدواء"، برأي ناتاشا أن الطبيعة منحتنا جميع الأعشاب، والأحماض الأمينية، والمعادن، والفيتامينات في صورة غذاء، لكننا، حسب اعتقادها، نقلل من أهميتها، تستدرك قائلة: "من المهم جداً اعتبار الغذاء كدواء، فالثوم دواء، والقرفة هي دواء، والتوت والبابايا أيضاً، والزنجبيل، الذي أتناوله يومياً لأنه دواء لصحة الأمعاء، لهذا السبب نحن بحاجة حقاً إلى اتباع نهج طبيعي، وعلينا تغيير طريقة التفكير من اعتبار الطعام مجرد وسيلة لإشباع الجوع إلى اعتباره مصدراً للشفاء والتغذية، يجب أن ننظر إلى الغذاء كوقود للجسم، لذا، حتى يتم تلبية احتياجات جسمك، لا ينبغي التركيز واعتبار الطعام مجرد متعة وننسى السبب الأساسي والأهم لتناول الطعام، وهو تغذية الجسم وتشغيله ونحن نطور منتجات طبيعية، متكاملة، ومدعومة بالعلم".
أجسادنا تشتهي اللحوم، في حالتها الطبيعية، وهي ليست ضارة ، كما قد يعتقد الكثيرون، لكنها حيوية وضرورية
النهج العلمي
المنتجات التكميلية التي تتحدث عنها ناتاشا، والتي تعود إلى الطب التكميلي، وحسب الدراسات التي قاموا بها، تفوق في قدرة امتصاصها الفيتامينات العادية، تستدرك قائلة: "لكي يتمكن الجسم من امتصاص فيتامين د مثلاً، تحتاج إلى وجود مركبي فيتامين ك2 والمغنيسيوم، لذا نحن نقوم بتجميع هذه العناصر معاً في مكمل واحد يأخذ بعين الاعتبار تلك الفروق الدقيقة في الكيمياء الحيوية، الكثير من المكملات الأخرى لا تفكر في ذلك، ونحن نعتمد بشكل كبير على النهج العلمي.
لنأخذ على سبيل المثال أحدث ابتكاراتنا، وهو "كولاجين جيلو"، الذي غالباً ما يتم تسخينه بشكل زائد مما يدمر جزيء الكولاجين الحساس، لكننا ابتكرنا كولاجين معالج بشكل بسيط، فنحن، ولا نحوله إلى مسحوق، وهذا شيء جديد فنحن نحب الحفاظ على المكونات بسيطة جداً بدون إضافات، بدون مواد حافظة، بدون سكر، ولا أي مواد مدعمة، بل نضيف إليه فقط نكهة التفاح الأخضر، وهذا كل شيء، وهذا ما يجعله يعمل بيولوجياً في الجسم، حيث يفهمه الجسم بسهولة ويتعامل معه كغذاء، ما يجعله قادراً على امتصاص الأحماض الأمينية والبدء في إنتاج الكولاجين الخاص به، وأيضاً تقوية المفاصل، الأربطة، والبشرة بالكولاجين الفعلي".
طريقة الطهي
وعما إذا كانت طريقة الطهي تؤثر على الفوائد الغذائية لبعض الأطعمة، لا تعتقد ناتاشا أنها تدمر الفوائد، بل تعيد هيكلة العناصر الغذائية، تستدرك قائلة: "على سبيل المثال، الثوم المطبوخ والبصل المطبوخ قد تتغير خصائصها المضادة للميكروبات قليلاً، ولكن الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية لا يتم تدميرها خلال عملية الطهي، غالباً ما يتم تدمير فيتامين ج، ولكن المعادن والعناصر الأخرى لا تتأثر، لذلك لا داعي للقلق بشأن ذلك، أيضاً يعاني الكثير من الأشخاص من الانتفاخ عند تناول السلطات والأطعمة النيئة، ومن الصعب على الجسم امتصاصها، يصبح تناولها أسهل عندما تكون مطهوة بالبخار أو مشوية أو مسلوقة، ولا مشكلة في ذلك، فمثلاً لا يجب المبالغة في تناول البروكلي النيء، رغم أن تناول الثوم النيء له فوائد كمضاد حيوي، إلا أن طهيه قد يغير بعض خصائصه".
نصائح تعزز مناعتك
في النهاية كان لدى ناتاشا، للقارئات عن نوع الأطعمة التي تنصح بها بشكل يومي:
الأول: لا تتجاوزي اللحوم
فالجسد يشتهي اللحوم، في حالته الطبيعية، وهي ليست ضارة، كما قد يعتقد الكثيرون، لكنها حيوية وهامة للكثير من الناس، حيث إن اللحوم الحمراء تحتوي على عنصر الزنك، وهو عنصر ضروري لتعزيز صحة المناعة، ولتركيب الحمض النووي في جسم الإنسان، كما أنها تعزز من صحة الجهاز العصبي، لمحتواها الغني بفيتامينات ب المتعددة، مثل فيتامين B6، وفيتامين B12، تعزز من صحة العظام، حيث إن اللحوم الحمراء غنية بعنصري المغنيسيوم والفسفور.
ثانياً: انتبهي إلى الحديد
عليك أن تفهمي نوع جسمك، مثل فصيلة الدم وأشياء أخرى، وتناولي الأحماض الأمينية والمعادن، بما في ذلك الحديد، فهو عنصر غذائي خارق وموجود في المأكولات البحرية، والبقوليات، والخضروات الليفية ذات الأوراق الخضراء الداكنة اللون، مثل السبانخ، والفواكه المجمَّدة؛ مثل الزبيب والمشمش، وحبوب الإفطار الغنية بالحديد، الخبز والمعكرونة
والبازلاء.
ثالثاً: استخدمي الزنجبيل يومياً
لأن صحة الأمعاء هي الأولوية الأولى حتى لو لم يكن الأمر متعلقاً بما تأكله، بل بما يمتصه الجسم، لذا شاي الزنجبيل هو أساس يومي لي، وهو طعام خارق، فهو علاج الغثيان والقيء المصاحب لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، علاج الغثيان الصباحي، لا سيما لدى النساء الحوامل، والغثيان المصاحب للقيام بالعمليات الجراحية، علاج الدوخة، وتخفيف آلام العمود الفقري والمفاصل.
ثالثاً: استخدمي القرفة لتنظيم سكر الدم
بالنسبة لتنظيم نسبة السكر في الدم، وهو أمر مهم لأن الكثير من الناس يعانون من مقاومة الإنسولين ومرض السكري، فإن القرفة تساعد على توازن مستويات السكر في الدم، وهي أيضاً من الأطعمة الخارقة، كما أنها تعزز المزاج، وكلنا بحاجة إلى القليل من ذلك يومياً.
هل جربت كيفية دمج الفواكه والخضروات في نظامكِ الغذائي اليومي بطرق مبتكرة؟
رابعاً: احرصي على تناول التوت
أحب التوت كثيراً، أتناول الكثير من التوت الأزرق، والتوت الأحمر، والفراولة، هذه الفواكه مليئة بمضادات الأكسدة.
فهو يساعد في تعزيز وظائف الدماغ وترابطها معاً وتنشيط الذاكرة، وقد تلعب دوراً في إطالة عمر الخلايا الدماغية، وتقوية جهاز المناعة والمساهمة في خفض تأثير المواد المسببة للسرطان على الجسم، ويحافظ على سلامة الأوعية الدموية؛ مما يساهم في انخفاض ضغط الدم، ويحسن نسبة الكوليسترول الجيد في الدم، وتفيد في صحة القلب.
خامساً: أدخلي الكاكاو في نظامك اليومي
أحب الكاكاو، على أن يكون من نوع نقي، عضوي وعالي الجودة، وليس النوع السكري يمكن تحضيره مع الحليب الذي تفضلينه سواء كان نباتياً أو مجرد ماء، مع إضافة القرفة والعسل. هذا مليء بالبوليفينولات، والتي تعد من المواد المضادة للسرطان ومضادة للالتهابات، وتحتوي على العديد من الفوائد لتعزيز المناعة.
سادساً: داومي على الشاي الأخضر
أما بالنسبة لأكثر فوائد شرب الشاي الأخضر المعروفة فإنها تتضمن الآتي: الحد من مستويات الشهية مما يساهم في خسارة الوزن، تعزيز استقلاب الدهون في الجسم، الوقاية من بعض المشاكل الصحية لغناه بمضادات الأكسدة خصوصاً "الماتشا" الذي يعمل إضافة لحرق الدهون على تحسين التركيز والانتباه، لاحتوائه على "إل-ثيانين"، وهو حمض أميني يهدئ الدماغ.
أطعمة أخرى لا تنسي تضمينها نظامك الغذائي
نحن محاطون بكل تلك المكونات الطبية، ولكننا نفتقر إلى العلم بشأنها، وبعض الأطباء لا يتحدثون كثيراً عنها، وهذا ليس خطأهم أو خطأنا، بل هي ربما تجارة الأدوية وتخص تلك الأغذية بالذكر قائلة:
- تناولي الجزر، الجزر مليء بالبيتا كاروتين وفيتامين أ، الذي يعد مضاداً للسرطان.
- تناولي الكرفس، فهو يحتوي على الإلكتروليت الطبيعي، الذي يساعد جسمك على القضاء على الفيروسات.
- تناولي الثوم فهو مضاد حيوي طبيعي للطفيليات.
- البصل، رغم أنه قد تكون له آثار جانبية، لكنه دواء ومضاد حيوي.
- البنجر هو أفضل خضار يساعد على شفاء الكبد، حيث يمكن طهيه أو شيُّه، إنه مذهل، إذا كنت تعانين من مرض كبدي أو كبد دهني.
- البطاطا الحلوة أو اليقطين، هما مليئان بفيتامينات ب، التي تعزز مستويات الطاقة.
تتابع ناتاشا قائلة: "كل خضار أو فاكهة أو لقمة طعام تحتوي على معادن وفيتامينات وفوائد معينة، ومعرفة هذه الفوائد تمكنك من تعديل نظامك الغذائي وفقاً لذلك، لهذا يجب علينا أن نأخذ وقتاً ونتعلم بأنفسنا، حتى لا نعتمد على الآخرين، بل نتعلم عن كل طعام تقدمه الطبيعة وفوائده وكيفية استخدامه لأسلوب حياتنا الخاص.
*ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.