مع حلول الخريف ربما تتزايد حالات السعال، وربما لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ قد تتفاقم الحالة ويستمر السعال وربما يرافقه حمى؛ في هذه الحالة قد يعاني المريض من التهاب الشعب الهوائية.
للحديث عن تجربة التهاب الشعب الهوائية، التقت “سيدتي” زينب، 32 عاماً، فشاركتنا تجربتها مع هذه الحالة، وكيف تعافت منها، وكذلك طرق الوقاية لضمان عدم عودتها مجدداً.
إعداد: إيمان محمد
تجربة واقعية مع التهاب الشعب الهوائية
قالت زينب “اعتقدت أن السعال مجرد عارض عابر، لكنه تطور بشكل غير متوقع إلى التهاب في الشعب الهوائية، كانت البداية بسيطة، لكن الأمور تصاعدت سريعاً عندما بدأت أعاني من ضيق في التنفس وسعال متواصل كان يعيقني عن النوم بشكل جيد، زرت الطبيب، وعندها تبين لي أنني مصابة بالتهاب الشعب الهوائية”.
وأردفت “عندما ذهبت للطبيب، أوصاني بإجراء بعض الفحوص للتأكد من التشخيص، طلب مني الطبيب تصوير أشعة للصدر للتأكد من أن الالتهاب لم ينتشر إلى الرئتين، كما تم فحص البلغم للتأكد من عدم وجود عدوى بكتيرية".
وعن العلاج قالت زينب "بعدما تأكد الطبيب من أنني أعاني من التهاب الشعب الهوائية، بدأت رحلة العلاج والتي شملت موسعات الشعب الهوائية لتخفيف ضيق التنفس، ومثبطات السعال للتقليل من السعال، خاصة في الليل، وشمل العلاج أيضاً المضادات الحيوية لمواجهة العدوى البكتيرية".
ما هو التهاب الشعب الهوائية؟
التهاب الشعب الهوائية هو حالة تورم وتهيج تصيب بطانة الشعب الهوائية، عادة ما يكون مصحوباً بإفراز مخاط كثيف يسبب انسداد الشعب الهوائية، ما يجعل التنفس صعباً، التهاب الشعب الهوائية الحاد غالباً ما يكون ناتجاً عن عدوى فيروسية؛ مثل فيروس الإنفلونزا، أو بكتيرية، أما الالتهاب المزمن فهو غالباً ما يصيب المدخنين.
أعراض التهاب الشعب الهوائية
وفقاً لما روته زينب عن تجربتها، فإن أعراض التهاب الشعب الهوائية تشمل التالي:
- السعال المستمر: وهو أبرز الأعراض، ويكون السعال جافاً في البداية، ثم يتحول إلى سعال مع بلغم.
- صعوبة التنفس: الشعور بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس، خاصة عند القيام بأي مجهود بسيط.
- التعب العام: ضعف وإرهاق يرافق المرض، نتيجة للجهد المبذول في السعال وضيق التنفس.
- ارتفاع الحرارة: قد يصاحب التهابَ الشعب الهوائية ارتفاعٌ بسيطٌ في درجة الحرارة.
- آلام الصدر: الشعور بألم خفيف في الصدر بسبب السعال المستمر.
مضاعفات التهاب الشعب الهوائية
يعتبر التهاب الشعب الهوائية حالة يمكن علاجها بسهولة لأنها غير خطيرة في أغلب الحالات، لكن المشكلة أنه قد يتبعه بعض المضاعفات، خاصة إذا لم يُعالج بشكل صحيح، يمكن أن يتطور التهاب الشعب الهوائية الحاد إلى التهاب رئوي في بعض الحالات.
في حالة المدخنين والمصابين بأمراض تنفسية مزمنة، فإن تكرار الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية يمكن أن يتحول إلى حالة مزمنة، وقد يسبب التهاب الرئتين على المدى الطويل.
التهاب الشعب الهوائية المزمن قد يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الرئة مثل انتفاخ الرئة والربو المزمن، كما يزيد من احتمالات حدوث فشل تنفسي لدى بعض المرضى.
اقرئي أيضاً نصائح لتجنب الإصابة بالأمراض المعدية خلال المشاركة بموسم الرياض
علاج التهاب الشعب الهوائية
يمكن علاج التهاب الشعب الهوائية سواء بالأدوية أو من خلال بعض النصائح مثل:
الراحة
أي عدوى تتطلب الحصول على قسط من الراحة؛ لأن المجهود ينشط العدوى، كما أن الراحة تساعد في تعزيز جهاز المناعة.
الترطيب
شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم، كما أنها تساعد في تخفيف المخاط وتسهيل خروجه.
الأدوية المسكنة للآلام والمخفضة للحرارة
يمكن استخدام أدوية مسكنة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين؛ لتخفيف الألم والحرارة المصاحبة للالتهاب.
موسعات للشعب الهوائية
تعمل موسعات الشعب الهوائية كما يبدو من الاسم على تحسين التنفس، لأن مريض التهاب الشعب الهوائية يعاني من صعوبة في التنفس.
أدوية السعال
السعال عارض أساسي في حالة الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية، لذلك يجب علاج السعال كجزء من روتين علاج الحالة ككل.
المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات
يتم تحديد استخدام المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات وفقاً لسبب العدوى، حال كانت الإصابة ناجمة عن عدوى بكتيرية، فإن المضادات الحيوية ستكون فعالة، أما إذا نتجت عن عدوى فيروسية فمن الأفضل استخدام مضادات الفيروسات.
التوقف عن التدخين
التدخين يزيد من تفاقم أعراض التهاب الشعب الهوائية، لذلك فإن الإقلاع عن التدخين يُعتبر أمراً أساسياً للشفاء السريع وتحسين صحة الرئتين.
من المهم استشارة الطبيب قبل البدء بأي علاج، خاصة إذا كانت الأعراض شديدة أو استمرت لفترة طويلة، للتأكد من التشخيص والحصول على العلاج المناسب.
هل يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي؟
لتجنّب التعرّض لالتهاب الشعب الهوائية، يمكن اتباع بعض النصائح التي من شأنها توفير بعض الوقاية، مثل:
- الامتناع نهائياً عن التدخين: التدخين هو المسبب الرئيسي للالتهاب المزمن في الشعب الهوائية، لذلك التوقف عن التدخين يعد خطوة مهمة للوقاية.
- النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام يقلل من فرص انتقال العدوى.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين: خاصة خلال فصل الشتاء أو عند انتشار فيروسات الجهاز التنفسي.
- لقاح الإنفلونزا: يساعد لقاح الإنفلونزا الموسمية في تقليل احتمالات الإصابة بعدوى فيروسية تؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية.
- الابتعاد عن محسسات الجهاز التنفسي؛ مثل الدخان والمواد الكيميائية والملوثات الأخرى.
*ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.
*المصادر:
- WHO
- CDC