بعد إتمام الزواج وبعد الانتهاء من شهر العسل، يرتدي الزواج ثوباً آخر يدخل في مضمونه المسؤولية والحقوق والواجبات، والتي ربما تكون من أهم التحديات التي تواجه كل عروسين تزوجا حديثاً، ولاختلاف طباع الشخصيتين من الطبيعي أن تنشأ بعض المشاكل في السنة الأولى من الزواج، لاجتماعهما تحت سقف واحد لأول مرة، وهذه التحديات هي أصعب التحديات التي قد تواجه العلاقة الزوجية، والتي ينتج عنها زواج سعيد أو تعيس بعد ذلك.
اجتياز سنة أولى زواج بنجاح
تقول استشاري العلاقات الأسرية نرمين كميل لسيدتي: الانتقال من حياة العزوبية إلى حياة الزوجية يعني التكيف مع شريك حياة جديد، له عادات وطباع مختلفة، ونتيجة لذلك قد ينشأ بينهما الكثير من الخلافات بسبب اختلاف وجهات النظر والطباع، خصوصاً أن كل طرف يرغب في أن يتمسك بعاداته، أو يفرض رأيه ورؤيته على الطرف الآخر، لذلك يحدث تصادم في الطباع، فيواجهون العديد من الصعوبات والتحديات الشائعة كالقضايا المالية، والتواصل الفعال، وتوزيع المسؤوليات، ولا يعلمون أن السنة الأولى للزواج استكشافية للطرفين، واجتيازها بنجاح يُشير إلى أن العلاقة الزوجية قد تخطت المرحلة الأصعب، وعلى الطرفين إدراك ذلك، ففي السنة الأولى قد نجد هذه التحديات تؤثر سلباً على العلاقة بين الشريكين، وللتصدي لهذه التحديات على الطرفين رعايتها بالحب والمودة والتفاهم والالتزام.
ونحو المزيد تابعي الرابط: كيف أتخلص من المشاكل مع زوجي؟
تحديات السنة الأولى من الزواج
اختلاف الطباع
لا شك أن مرحلة اكتشاف الطباع هي أصعب التحديات التي قد تواجه العلاقة الزوجية في السنة الأولى من الزواج، فقد تكون محمومة بالمشكلات المختلفة والمتنوعة نتيجة اختلاف الطباع، وتظهر لكل من الزوج والزوجة طبائع وعادات وتقاليد غريبة عن عاداته، وقد يصعب دمج هذه العادات في منظومة واحدة مما يسبب المشاكل الزوجية، وهذا ناتج عن خطأ الطرفين قبل الزواج في البحث عن شريك مطابق في التفكير والطباع تماماً، وهذا من الصعب إيجاده ومخالف للواقع، فبعد الزواج الأمر يختلف كثيراً فلا مجال للتصنع أو التكلف من الطرفين، فكل من الطرفين يتصرف على طبيعته ولذلك تحتاج هذه المرحلة إلى احتواء كل طرف للآخر حتى تكون هناك محاولات للتكيف على طباع كل منهما الآخر، ومعرفة العيوب والمميزات، كما يجب على كل طرف احترام اختلاف الطرف الآخر والتأقلم معه، وذلك بتقديم التنازلات من قبل الطرفين، وبهذه المسألة يمكن تجنب المشاكل والجدال.
اختلاف التوقعات في الطرف الآخر
تسبح الكثير من النساء في خيال واسع لا يمت للواقع بشيء، كبعض التوقعات المبالغ بها عما سيحدث بعد الزواج، سواء في أسلوب المعيشة، أو طريقة تعامل الزوج معها، والكثير من المقبلين على الزواج سواء نساء أو رجال يرفعون سقف التوقعات عندهم، وبعض هذه التوقعات قد تكون غير واقعيّة ومبالغاً بها مما يؤدّي إلى الإصابة بخيبة أمل كبيرة، لذا فإن فشل الكثير من الزيجات خصوصاً في السنوات الأولى مرتبط بخيبة الأمل الناتجة عن التوقعات المرتفعة، وغير المنطقية من الزواج، وليس المقصود بفشل الزيجات هو الطلاق، فكثير من الزيجات التي تصاب بخيبة الأمل في السنوات الأولى، تتحول مع الوقت إلى ما يسمى بالانفصال العاطفي أو الطلاق الصامت، وتستمر كذلك سنوات طويلة، وقد تؤدي إلى الطلاق الفعلي إذا لم يتم علاجها بجديّة، لذلك لا ينبغي أن نسبح بأحلام خيالية ثم نصطدم بواقع مختلف، فالمبالغة بالتوقعات مدمرة للحياة الزوجية، ولابد أن نتعامل مع أمنياتنا بواقعية، فهذا هو الأسلم والأفضل لنجاح الزواج.
والسياق التالي يعرفك إلى: أهم القضايا التي يختلف حولها الأزواج
الحمل والإنجاب
لاشك أن الحمل والإنجاب فرحة كبيرة للشريكين لا يمكن التقليل من قدرها، ولكنهما من أهم التحديات التي تواجه العلاقة الزوجية والتي يمكن وصفها بالمرهقة للغاية والمليئة بالمفاجآت غير المتوقعة، والتي تواجه الزوجين في السنة الأولى من الزواج وبخاصة في ظل وجود بعض الالتزامات المالية والتي على الزوجين الوفاء بها، كما أنه قد يعوق إعطاء الطرفين الفرصة الكافية لتفهم بعضهما البعض، ولا يمضون ما يكفي من الوقت الخاص معاً، وقد لا يدرك الزوج أن الحمل قد استنزف قوى زوجته الجسدية والعاطفية إلى جانب المزيد من الأعباء والمسؤوليات الجديدة على الشريكين، كعدم قدرة الزوجين على التكيُّف مع الأدوار والمتطلبات الجديدة، مثل تنظيم الوقت والجهد واتخاذ القرارات المهمة لتوفير الرعاية المُثلى لأسرتهما الجديدة، وقد تكون ولادة أول طفل حافزاً يثير أزمة في الزواج، فلا يعود كل من الزوجين يشعر بالأمان من الناحية العاطفية، وتنكشف المشاكل العالقة بينهما، ثم تزيد ضغوط تربية الأبناء من حدتها.
التدخلات الخارجية
تأتي الكثير من الأمور التي تعكّر صفو العلاقة في بداية الزواج، ومن هذه الأمور التدّخلات الخارجية في العلاقة، سواء من الأهل أو الأصدقاء، ويعتبر تدخل الآخرين في العلاقة بين الزوجين وحياتهم الزوجية من أهم التحديات التي تواجه الزوجين، لأنه يزعزع استقرار الزواج ويزيد من حدة الخلافات الزوجية، وقد تكون من أسباب التدخلات الخارجية في العلاقات الزوجية هي عدم تفهم كلا الطرفين طبيعة بعضهما، أو قد يكون السبب أن هذا الزوج الذي يلجأ لتدخل عائلته، قد يكون فاقداً للثقة في نفسه، أو قد يكون سلبياً غير قادر على مواجهة الصعاب والمشاكل، واتخاذ القرار مع شريكته، فتنهار صورة الأسرة لدى الزوجة، بسبب اهتزاز الثقة بأنفسهم وعدم تمكنهم من أخذ القرارات المصيرية في حياتهم.
الأزمات المالية
إن الحياة لا تأتي دائماً على أهواء الأزواج في بداية الزواج، فالأزمات المالية من أكبر التحديات التي قد تواجه العلاقة الزوجية، وقد تعصف بالزواج، فلا شك أن الحياة الزوجية تحتاج إلى دخل مادي كبير لأنها حياة كاملة تجمع بين طرفين لكل منهما احتياجاته، وما يزيد الأمر صعوبة هو المسؤوليات المادية المترتبة على الزواج التي يدخل فيها جزء كبير من دخل الزوج، لذلك ينبغي على الزوجين الاتفاق المسبق بشأن تفاصيل حياتهما المالية، من أجل تفادي هذا النوع من المشاكل، وأن يشترك الشريكان لعمل ميزانية العائلة وهي الخطوة الأولى نحو تحقيق الاستقرار المادي، بحيث يصبح الشريكان على دراية أكبر باحتياجاتهما الأساسية.
ويمكنك التعرف إلى المزيد من ذات السياق إذا تابعت الرابط: أبرز المشاكل شيوعاً في السنوات الأولى من الزواج