كل طفل يحتاج لأن يمتلك مهارات تُساعده خلال مراحل حياته، بدءًا من الروضة والمدرسة وصولًا للتعليم العالي والتعامل مع مناحي الحياة كافة، وتشمل كل من المهارات المعرفية، والمهارات العاطفية، والاجتماعية، وتعمل هذه المهارات مجتمعة على مد الطفل بالثقة بنفسه وتدعيم نجاح شخصيته وتقويتها، و تقرير اليوم عن المهارات الاجتماعية للطفل تحديداً، والتي يمكن للأهل ضبطها وتنميتها وتطويرها من خلال أسلوب التربية داخل المنزل وعبر توجيهات الأهل.
والآن بحثا عن طرق التدعيم وموعد البداية، وتأثير ذلك على الطفل في مراحل نموه المختلفة، يتحدث أستاذ التربية الدكتور عادل إبراهيم مستعرضاً الخطوات.
علمي طفلك كيفية تنظيم عواطفه
تحديد وتنظيم العواطف: يُصبح الطفل أقوى اجتماعيًا عندما يتمكن من فهم عواطفه والتحكم بها، أي يعرف الطفل متى يكون غاضبًا ومتى يكون سعيدًا، وكيف يُعبّر عن مشاعره بطريقة سليمة.
ويتم ذلك من خلال السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره، وقراءة القصص مع الطفل للسماح له بالتعبير عن مشاعره تجاهها، إضافةً إلى أن يكون الأب والأم أفضل قدوة لطفلهم الذي يتعلم من خلال المشاهدة والتقليد.
امنحي طفلك الفرصة للتواصل مع آخرين
تشجيع الطفل على بناء علاقات إيجابية يحتاج الطفل لأن يبني مهارات اجتماعية مع من حوله من أصدقاء وزملاء، تفرض عليه أن يبقى مهذبًا ولطيفًا، وذلك من خلال منح الطفل فرصًا للتواصل الاجتماعي مع الآخرين وترتيب أوقات تجمع الطفل بالأطفال الآخرين.
اهتمي بالقراءة معه فيتعلم قيماً كثيرة
قومي بتنمية عادة قراءة القصص لدى طفلك، فما أكثر القصص التي تتحدث عن مواقف الأطفال الاجتماعية والسلوكيات الجيدة التي تُنمي هذه المهارات لدى الطفل.
مثال: القراءة تعلم الطفل الإيثار، ويتم ذلك من خلال تعليم الطفل كيفية الموازنة بين احتياجاته واحتياجات الآخرين، وهناك الكثير من المواقف كالانتظار عند الطبيب أو الوقوف في الطابور عند المحال التجارية؛ لتعليم الطفل التحلي بالصبر، كما يُمكن قراءة القصص التي تتحدث عن المشاركة والانتظار والإيثار للطفل.
شجعي طفلك على التعاون والمشاركة
يعتبر التعاون والمشاركة من المهارات الاجتماعية الهامة التي يجب على الطفل تعلّمها، من خلال إشراك الطفل في اللعب مع المجموعات في الروضة، كبناء الألعاب مع أصدقائه، وتشجيع الطفل على التبرع بواحدة من ألعابه والثناء على سلوك الطفل الإيجابي لتشجيعه على الاستمرار.
اغرسي بطفلك قواعد الأخلاق الحميدة
يحتاج الأبوان إلى وقت طويل لتعليم الطفل مهارات وسلوكيات الأخلاق الحميدة من خلال التعلم والممارسة، وغالبًا ما تُكتسب هذه المهارة من الوالدين؛ نظرًا لأن الطفل يتّبع والديه ويُقلد ما يفعلانه، إضافةً لقراءة الكتب عن الأخلاق، وتدريب الطفل على التفوّه بكلمات الاعتذار والشكر.
اطرحي على طفلك الأسئلة الحوارية
يتّخذ بعض الأطفال موقف الانعزال والانطوائية عندما يشعرون بالتوتر أو عدم القدرة على خلق محادثة مع الآخرين، إلا أن مهارة طرح الأسئلة التي يجب أن يمتلكها الطفل تُساعده على بدء المحادثات الإيجابية مع الآخرين ومواصلة المحادثة، لذا يجب تعليم الطفل على طرح الأسئلة التي لا يُمكن الإجابة عليها بالرفض أو القبول والالتفات نحو الأسئلة التي تخلق حواراً.
علمي طفلك مشاعر التعاطف
تعتبر مشاعر التعاطف مع الآخرين من أنبل المشاعر التي يُمكن تعليمها للطفل، فهذه المشاعر تُشجع الطفل على الارتباط بالآخرين والانضمام إليهم بالمشاعر الإيجابية، ويُمكن تعليم الطفل التعاطف من خلال المواقف وقراءة القصص وخلق الحوارات التي تبني أفكارًا لدى الطفل عن التعاطف، ومن أبرز أوجه التعاطف تعليم الطفل كيفية الاستمتاع بنشاط للآخرين.
تابعي اهتمامات طفلك
ويُمكن تعزيز التواصل عند الطفل عن طريق متابعة اهتماماته وتعزيزها؛ كمنحه الفرصة بالانضمام إلى نادٍ رياضي ليمارس رياضته المفضلة، أو تمكينه من المشاركة في مركز موسيقي للعزف على الآلة التي يحبها أو يُظهر اهتمامًا بها.
كما يُمكن تشجيع الطفل على التواصل عن طريق تعليمه طريقة بدء المحادثات مع الآخرين ومتابعتها، كطرح الأسئلة المفتوحة على الطرف الآخر التي لا يُجاب عليها بنعم أو لا فقط إنّما بإجابات طويلة تولّد حديثًا.
تطور تكوين الصداقات وفقاً لعمر الطفل
- أقل من سنتين: وفقاً لدراسة اجتماعية بأن الأطفال بهذا العمر يُظهرون ميلًا لمشاركة الآخرين.
- بين عمر الثالثة والستة أعوام: غالبًا ما يتصرفون بأنانية فيما يتعلّق بمشاركة الأشياء.
- في عمر السابعة: يُظهر الأطفال اهتمامًا بمفهوم العدالة ويُصبحون أكثر جاهزية للمشاركة.
- عند عمر الثامنة أو التاسعة: لا يجب إجبار الطفل على مشاركة لعبة معينة، أو تطبيق المشاركة مع طفل بعينه، بل يُمكن الإشارة إلى المشاركة عند وجودها، ومدح الطفل عند تطبيقها، وإخباره عن شعور الآخرين الإيجابي حيال المشاركة.
- عند العاشرة: يصبح الطفل مهيأ للاستماع، لا يعني الاستماع الصمت فقط؛ إنّما يعني فهم ما يقوله الآخرون فعلًا، وهو أحد أهم العناصر في التواصل الفعّال في المجتمع والتعلّم كذلك.
طرق لتعزيز مهارة التواصل والاستكشاف
مع بدايات سن المراهقة: تبدأ مهارة الاستكشاف، ويبدأ الطفل في التحرّك أكثر كلّما أصبح أكبر، وهذا ما يجعله فضوليًا لاستكشاف محيطه، وتُعتبر هذه المهارة ضرورية لنموّه الجسدي، والعاطفي والاجتماعي.
بالإمكان البدء بقراءة كتاب للطفل، والتوقّف بين الفترة والأخرى وسؤاله عمّا تم قراءته، بقول: "أخبرني حول ما تتذكره عن القصة إلى هذه اللحظة"، ومساعدته على سرد أي أحداث مفقودة.
و من خلالها يبدأ الطفل بتطوير مفهوم الاستقلالية، ويحصل على مزيد من الثقة في بيئته والأشخاص من حوله، ولتعزيز الاستكشاف عند الطفل يُمكن تزويده بالألعاب المحفّزة للحواس، والسماح له بالتعرّض لتجارب جديدة.
ولا تنسي تحفيز طفلك المراهق على التعبير عن مشاعره، فهو أمر ضروريً للطفل لتكوين صداقات أفضل قائمة على الصدق والوضوح، ويُمكن مساعدته على اكتساب هذه المهارة بالاستعانة بالعديد من الأنشطة.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.