تشهد الإمارات تطوراً وإنجازات مهمة تتناسب مع التحديات الصحية المتجددة، وذلك إدراكاً من القيادة الرشيدة على أهمية تقديم أفضل الخدمات الصحية وجميع الإمكانيات والوسائل المتطورة للقطاع الصحي وتوفير بيئة صحية مناسبة لجميع المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، في مكان آمن تم توفير أحدث الحلول العلاجية تماشياً مع الرؤية الرامية لترسيخ مكانة الإمارات كوجهة مفضلة للسياحة العلاجية، فلا شك أن الدولة نجحت بتقديم نموذج يُحتذى في القطاع الصحي على مستوى العالم بفضل بنيتها التحتية المتطورة ومؤسساتها الطبية والصحية الحاصلة على أرفع الاعتمادات العالمية ونجاحها باستقطاب خبراء ومقدمي الرعاية الحاصلين على أعلى المؤهلات من شتى أرجاء العالم.
حوار: لينا الحوراني
وبمناسبة اليوم الوطني الإماراتي الـ 53، الذي يأتي تحت شعار "روح الاتحاد"، التقينا صفية المقطري نائب الرئيس التنفيذي للعمليات التشغيلية في M42 الرئيس التنفيذي في مبادلة للرعاية الصحية دبي.
صفية المقطري
تسعى صفية التي تشغل هذين المنصبين من خلال عملها إلى تعزيز سبل وصول المرضى إلى أرقى خدمات الرعاية الصحية التي تقدمها مبادلة للرعاية الصحية دبي لسكان الإمارة. إذ تقول: "أعمل بمساعدة فريق من المختصين على تعزيز تجربة المرضى وتيسير رحلتهم العلاجية من خلال ما نقدمه من حلول رعاية صحية متقدمة تتبنى أحدث حلول التكنولوجيا وفق نهج رعاية متكامل ومخصص لكل حالة. ويتمثل دوري أيضاً في تقديم الدعم والتوجيه لفريق العمل، إذ أحرص على منح فريقي كافة التسهيلات الممكنة للنجاح في أداء مسؤولياتهم وأعمالهم ما ينعكس إيجاباً على كفاءة وجودة خدماتنا".
تؤكد صفية عزمها على دعم التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات المعنية بالقطاع الصحي والحرص على تبني أحدث الخيارات العلاجية والحلول الوقائية وتعزيز الوعي في المجتمع حول السبل المثلى لتجنب الأمراض السارية عبر تبني خيارات غذائية صحية وممارسة النشاط البدني والابتعاد عن مسببات المرض؛ ليكون مجتمع الدولة حصيناً من الأمراض وداعماً لنمو وازدهار دولة الإمارات.
نحن النساء مُنحنا أفضل فرص التعليم، وأكثر المسارات المهنية كفاءة، بفضل قوة الاتحاد في الإمارات
اعتمدنا على الطب الشمولي
وعن أهمية الدور الذي تقوم به المقطري كقيادية في مجال الصحة، وكيفية حرصها على دعم المجتمع، تقول: "يؤثر العمل في هذا القطاع على المجتمع بشكل مباشر من خلال الخدمات عالية الجودة التي نقدمها للمرأة والرجل والأسرة وطرح الخدمات والتقنيات الجديدة التي تساهم في تعزيز صحة المجتمع. كما نحرص أنا وفريقي على توعية أفراد المجتمع حول سبل الوقاية من الأمراض. وفي مبادلة للرعاية الصحية دبي، نجحنا ببناء مجموعة من الخدمات وهي الفحوصات الوقائية التي تعتمد على أحدث التقنيات، سواءً الفحوص الجينية أو التشخيصية، والاعتماد على الطب الشمولي لتمكين كل فرد في المجتمع من معرفة حالته وسبل رعاية صحته، ونقدم ذلك لكافة أفراد المجتمع، حسب حالة كل فرد واحتياجاته.
أنا محظوظة
وعن الدعم التي تلقته في حياتها المهنية تقول: "نحظى جميعاً في دولة الإمارات بدعم كبير ومستمر في ظل قيادتنا الرشيدة التي تولي اهتماماً خاصاً لتمكين المرأة من تولي أعلى المناصب في مختلف القطاعات، ومنحنا أفضل فرص التعليم، وأكثر المسارات المهنية كفاءة. وأعتبر نفسي محظوظة أيضاً، إذ تلقيت الدعم من كافة أفراد أسرتي، وحظيت بفرصة العمل بجانب نخبة من الخبراء والمدراء، الذين تعلمت الكثير منهم ومن خبراتهم. وتمكنت أيضاً من تلقي أفضل مستويات التعليم، وترشحت أيضاً لمشاريع هامة عززت خبراتي ومنحتني الفرصة لتطوير قدراتي".
استباق التحديات
تتذكر صفية تلك اللحظات الشخصية في مسيرتها المهنية والتي تركت فيها أثراً، تستدرك قائلة: "أنا في كل مرة اليوم أساعد فيها مريضاً، سواءً من عائلتي أو المجتمع، أحرص فيها على تلقيهم للرعاية عالمية المستوى. وأشعر في كل لحظة أنني أساعد فيها أفراد المجتمع بالفخر والسعادة. وبالعموم، كل تحدٍ يعترضني في حياتي المهنية يمثل حافزاً كبيراً لي على تخطيه، والعمل على استباق التحديات أيضاً والاستعداد دائماً لأي تحدٍ جديد".
"لا تشيلون هم"
تحدثت الرئيس التنفيذي في مبادلة للرعاية الصحية دبي، عن دولة الإمارات التي تمكنت من اجتياز خطوات جبارة، في مجال الرعاية الصحية، وكانت سباقة بين دول العالم، لإحداث برامج طبية عالمية على أرض الوطن، تتابع قائلة: "منها برنامج الجينوم الإماراتي، الأكبر من نوعه في العالم، إضافة لتحديث الذكاء الاصطناعي في الصحة، وغيرها من الابتكارات الدقيقة في الطب، التي توفرها دولة الإمارات على أرض هذا الوطن الطيب، دون أدنى شك، لا يمكن إغفال دور المرأة في عهد الاتحاد، في المجال الصحي، وكل المجالات، التعليمي والفني والسياحي، خصوصاً في المجال الطبي حيث تشغل المرأة أعلى المناصب، فهي الطبيبة والممرضة والفنية والتقنية، ولها دور لا يتجزأ في هذه المنظومة الصحية، وكوني عاصرت عهد الشيخ زايد، رحمه الله، عشت حرصه على تعليم ودعم دور المرأة لتكون فعالة في جميع المجالات، وأذكر مواقف شيوخنا في أيام كورونا، يوم كان الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، يردد عبر وسائل الإعلام عبارة "لا تشيلون هم"، وهذا دليل اهتمام دولة الإمارات، وقيادتنا وشيوخنا بصحة الشعب الإماراتي والمقيمين على أرض الوطن، واهتمامهم بدور المرأة في المجال الصحي وغيره من المجالات".
تسعى صفية دائماً لتحقيق التوازن بين حياتها الشخصية والمهنية، وذلك عبر ممارسات أساسية مثل تخصيص وقت للأسرة، ولممارسة الرياضة، وللاسترخاء، لتتمكن من استعادة طاقتها لمواصلة تحقيق التميز في العمل، والوفاء بالمسؤوليات بالشكل الأمثل.
نقترح عليك متابعة في اليوم الوطني الإماراتي الشيخة نوار القاسمي: الفنون متجذرة في كيان كل إماراتي.