نصائح لتعليم طفلك التفرقة بين أغراضه الخاصة وممتلكات الآخرين

صورة تعبر عن طفل يتمسك بلعبة بكل قوته
يتمسك الطفل بأشياء ليست له لأنه لا يعرف معنى الملكية

تصاب الأم بالإحراج حين تكون في زيارة عائلية ويصر طفلها أن يغادر بيت الأقارب وهو يحمل لعبة من ألعاب الأطفال أصحاب البيت، او حين يتشاجر طفلها طيلة الوقت مع الأطفال حول لعبة من ألعابهم ويصرخ بكل قوة أنها لعبته وقد يركض لكي يحتمي بالأم وهو يعتقد فعلًا أن اللعبة لعبته.
يقع الأطفال في سن مبكرة في خلط مقلق بين الملكية الخاصة والعامة، ويعرضون الكبار لمواقف محرجة، في حين أن الطفل إن لم يستطع التفرقة بين الملكية الخاصة وما يملكه الآخرون فسوف يؤدي ذلك لأن يسلك سلوكيات سيئة، من أهمها السرقة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية زينات عبد الحكيم، حيث أشارت إلى نصائح لتعليم طفلك التفرقة بين ممتلكاته الخاصة وممتلكات الآخرين بحيث لا يتحول طفلك إلى طفل أناني ويعتدي على غيره وقد يتعلم السرقة وسلوكيات أخرى يمكن التعرف عليها في الآتي:

متى يتعرف الطفل على معنى الملكية؟

طفل يبكي
  • توقعي أن طفلك حين يبلغ عمرالسنة وهو سن صغير نسبيًا ويفوق توقعاتك سوف يعرف ملكية أغراضه الخاصة، ويتمسك بها ويحرص عليها، وسوف تلاحظين أنه حين ترفعينه من عربته مثلًا وتتركينها خلفه فسوف يلتفت ويبكي ويشير نحوها خوفًا عليها، فهو يعرف أنها تخصه ثم يبدأ بالتدريج بالتمسك بأشياء أخرى، ويبكي بمجرد أن يلمسها غيره حتى لو كان إخوته أو قد يبكي حين تحملينها لتضعيها في الخزانة مثلًا، فهو يعتقد أنه سوف يفقدها إلى الأبد.
  • لاحظي أن طفلك في سن أربعة عشر شهرًا يبدأ في الاعتقاد أنه يمتلك كل الأشياء، فمثلًا لو كنت في مطعم ووضعته على كرسي الطعام المخصص للأطفال، فحين ترفعينه منه سوف يمسك به بشدة على اعتقاد أنه ملك له، ولذلك فالطفل يريد كل شيء، ولديه حس أناني مبكر يجب ضبطه والسيطرة عليه جيدًا؛ لكي لا يتحول الطفل إلى سلوك سلبي وسيئ.
  • اعلمي أن من الواجب أن تقدري اهتمام طفلك المبكر بملكية أغراضه ومقتنياته الخاصة، وحين تريدين من طفلك أن يحترم ملكية غيره ولا يكون طفلًا محرجًا لك في كل مناسبة، حيث يصر على حمل ألعاب الآخرين أو حتى دس بعضها في حقيبتك، فيجب أن تحترمي ومن حوله خصوصيته وأغراضه، وتحافظي عليها وتشعريه أنك تقومين بإخفائها جيدًا حتى يحتاج إليها، وتسمي الأشياء باسمه مثل أن تقولي: هذه الكرة خاصة أحمد وهكذا، وحين يرى طفلك أن إخوته يحافظون على ممتلكاته فاعلمي أنك قد نجحت في سؤال كيف تغرسين أواصر المحبة والألفة بين أطفالك في سن مبكرة؟ لأن هذه الخطوة ضمن خطوات نشر المحبة بين الأبناء.

ضرورة معرفة الطفل أهمية الملكية

طفل يمسك بلعبته
  • علمي طفلك بعد عمر السنة معنى أن يمتلك شيئًا وبين أن يكون هذا الشيء ليس ملكًا له؛ لأن تعليم الطفل في سن مبكرة أهمية الملكية يحمي طفلك من أن يقوم بالسرقة، بالمعنى الحرفي حين يكبر قليلًا؛ لأنه لا يعرف سوى معنى الاستحواذ، وبطبع الطفل فهو أناني في سن مبكرة، ويبقى كذلك حتى يبدأ التفريق السوي بين ما يخصه وما يخص غيره.
  • أنقذي طفلك من أن يقع في مواقف محرجة حين يكبر، لأنه يجب أن يعرف أن هناك أشياء يمكن أن توفرها له الأسرة، وعليه أن يحافظ عليها، ويكون ذلك في حدود امكانيات أسرته المادية، وفي نفس الوقت يجب ألا يتطلع إلى ما يمتلكه غيره، وأن هناك تفاوتا في إمكانيات كل أسرة يجب أن تشرحيها لطفلك، ولكن دون أن يلمح الطفل في حديثك أي نوع من الغيرة أو الحقد والحسد لعائلات أخرى؛ لأن الطفل سوف يتطبع بطبع الأم ويصبح لديه مشاعر سلبية، ويبدأ في البحث عن طرق للحصول على أشياء تفوق قدرات والديه المادية.

نصائح لكي يتعلم الطفل الفرق بين ممتلكاته وممتلكات الآخرين

أطفال يتشاجرون حول لعبة
  • قومي بحمل لعبة طفلك المفضلة حين تقومين بزيارة لأحد الاقارب أو الصديقات، فهذا هو الحل الأمثل لكي لا تقعي في إحراج حين يصر طفلك على الاستحواذ على لعبة الطفل المضيف، وذكريه أنها لعبته وأبرزي جمالها في عينه، وقولي له انظر إلى سيارتك كم هي جميلة، سيارتك أسرع وأقوى، وضعيها أمامه واطلبي منه أن يلعب بها، ومن الجيد أن يتشارك اللعب بها مع الطفل الآخر، فالمهم أن يتذكر انه يمتلك ألعابًا جميلة.
  • احذري أن تقعي في فخ التدليل الزائد لطفلك، وأن كل طلباته يجب أن تكون مجابة؛ لأنه بهذه الطريقة سوف يقوم بالاستيلاء على أشياء وممتلكات غيره وسوف يستهين بمشاعرهم أيضًا، فهو لن يستولي على لعبة طفل آخر فقط بل سوف يحدث ذلك وهو صغير وفي البداية، ولكنه بعد ذلك سوف يبدأ في التعدي باللفظ او الضرب على الآخرين من دون أن يهتم بمشاعرهم وعواطفهم.
  • اهتمي بتوفير الإشباع العاطفي لطفلك عن طريق غمره بالحب والحنان، وإحاطته بالاهتمام والرعاية، بتقصي مشاعره ومعرفة أسباب حزنه والبحث عن علاج لها بعيدًا عن العلاجات المادية، فليست كل مشكلة تواجه طفلك يمكن علاجها بشراء لعبة جديدة للطفل؛ لأن توفير مشاعر الحب والحنان وتعزيز الانتماء لجو الأسرة، والعيش في بيئة متحابة ومتماسكة أكثر أهمية من توفير ماديات تتجدد وتتغير، وتصبح مرهقة ماديًا للأسرة لأن فرحة الطفل باللعبة تنتهي بعد فترة وجيزة.
  • دعي طفلك ومع مرور الوقت يكتشف أن الأشياء التي يحبها ويحافظ عليها يقابلها أشياء يحبها الآخرون، وأن كل شخص لديه ممتلكات يحب أن يحافظ عليها، ولكن ذلك لا يمنع أن يعيرها لشخص آخر، مثل أن يعير لعبته لطفل قد أتى لزيارته مع أمه، ففي هذه الحالة سوف يشعر طفلك بشعور الفقد لو أصر هذا الطفل على المغادرة وهو يحمل لعبته، وحين يصبح هذا الشعور ناضجًا لدى طفلك فسوف يعرف معنى القناعة أيضًا وأن ما يملكه سوف يكون له ولا يجوز أن يحصل على ممتلكات غيره.
  • لاحظي أن حب طفلك للتملك يدفعه لكي يكون طفلًا أنانيًا، وعليك البعد عن أخطاء تجعل أطفالك أنانيين ومن بينها أن لا تنهري طفلك وتزجريه بصوت حاد وأسلوب لا يقبل النقاش أن ما يريد الحصول عليه ليس من حقه، واتركيه يبكي ويضرب الأرض بقدميه ولا تنصاعي لقرار ربة البيت التي تزورينها أن تمنح طفلك لعبة طفلها، واعتذري منها بشدة لأنه سوف يعتاد هذا الأسلوب ويكرره.
  • اعلمي أن هناك عدة أسباب لوجود الطفل الأناني الذي يريد أن يسطو على اشياء غيره من الأطفال، ومن هذه الأسباب تعرض الطفل للعنف الأسري والذي يؤدي لظهور الطفل الذي يريد أن ينتقم من الآخرين، أو حتى من والديه ويحصل على كل شيء لنفسه وكأنه يسترد حقًا مهدورًا، كما أنه حين يأخذ أشياء الآخرين يشعر أنه يعاقب والديه على ما يسبباه له من أذى نفسي، إضافة لشعوره بالغيرة والتفرقة بين الأبناء وعدم توفير كل الأشياء بالعدل بين الإخوة يجعل الطفل بحاجة للحصول على متعلقات وممتلكات غيره.

قد يهمك أيضا: السلوك العدواني عند الأطفال: الشجار في المدرسة والمنزل
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.