التردد عند الشباب.. خطوات نحو شخصية حاسمة

شابة تُعبر عن التردد-المصدرfreepik
شابة تُعبر عن التردد-المصدرfreepik

التردد حالة ترتبط بالشخص في عمر الشباب، قد تستمر في مراحل النضوج إن لم يتم التعامل معها بحكمة، وتُعد من أكثر العقبات النفسية التي تَحوُل دون اتخاذ القرارات المهمة في حياتنا اليومية، مما يؤدي إلى ضياع الفرص وتراجع الثقة بالنفس.
وفقاً للعديد من الدراسات النفسية الحديثة، يمكن للتردد أن يصيب الشاب أو الفتاة نتيجة ضغوط اجتماعية أو قلق مفرط أو حتى نقص في المعرفة اللازمة لاتخاذ القرار. ورغم أن التردد شعور مزعج لكن يمكن التخلص منه بقليل من الوعي والتدريب.

أسباب التردد لدى الشباب

هناك عدة أسباب وراء الشعور بالتردد، ومع تحديد الأسباب يمكن مواجهة المشكلة من جذورها.

التردد
التردد شعور ضاغط

الخوف من الفشل

أشار تقرير نشره موقع "Psychology Today" إلى أن التردد غالباً ما يكون نتيجة مخاوف من الفشل أو الرغبة في إرضاء الجميع. من الضروري أن يبدأ الشخص بتحديد جذور المشكلة، ويوجه لنفسه عدة اسئلة مثل: هل تتردد بسبب الخوف من نتائج القرار؟ أم لأنك تخشى فقدان القبول الاجتماعي؟. الفهم العميق لهذه الأسباب يساعد في معالجة المشكلة من جذورها.

ضعف الثقة بالنفس

الثقة بالنفس هي الأساس لأي قرار ناجح. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث جامعة هارفارد، فإن الأشخاص الذين يثقون بقدراتهم يميلون إلى اتخاذ قرارات أفضل وأسرع. لتحسين ثقتك بنفسك، حاول التركيز على إنجازاتك السابقة مهما كانت بسيطة، وتجنب مقارنة نفسك بالآخرين.

كيف تواجه التردد؟

التردد قد يكون سبباً لتعطل الحياة، لذلك يجب مواجهة الأمر بحسم من خلال بعض الإستراتيجيات النفسية والعقلية، مثل:

اعتماد تقنية تحليل القرارات

تقنية تحليل القرار تعتمد على كتابة إيجابيات وسلبيات كل خيار. بحسب خبراء موقع "Mind Tools" المختص بالتنمية الذاتية، فإن هذه الطريقة تساعدك على تنظيم أفكارك وتقليل الضغوط المرتبطة باتخاذ القرار، قم بتخصيص ورقة لكتابة كافة الخيارات المتاحة، ثم قارن بين الإيجابيات والسلبيات بشكل منطقي.

تقبل الفشل كجزء من الحياة

الخوف من الفشل هو أحد أكبر أسباب التردد. تشير مجلة "Journal of Behavioral Decision Making" إلى أن تقبل فكرة أن الفشل جزء طبيعي من الحياة يمكن أن يقلل بشكل كبير من التردد، حاول أن تنظر إلى الفشل كفرصة للتعلم وليس كعائق يمنعك من المحاولة.

شاب في حالة استرخاء- المصدر freepik

اتخاذ قرارات صغيرة يومياً

من المفيد أن تبدأ باتخاذ قرارات بسيطة يومياً، مثل تحديد ماذا ستأكل أو أي كتاب ستقرأ. وفقاً لمجلة "Forbes"، فإن ممارسة اتخاذ قرارات صغيرة بانتظام يساعد على تقوية مهارة اتخاذ القرار بشكل عام.


التوقف عن البحث عن الكمال

الكمال عدو النجاح. السعي إلى الكمال قد يؤدي إلى شلل في اتخاذ القرارات بسبب الخوف من عدم الوصول إلى النتيجة المثالية. يقول الدكتور باري شوارتز، مؤلف كتاب "The Paradox of Choice"، إن الكمال هو الوهم الذي يعوقنا عن تحقيق الإنجازات.لذلك، علينا أن نحاول تقبل فكرة أن القرارات يجب أن تكون جيدة وليست مثالية.
ما رأيك في متابعة: كيف يتخلص الشباب من الخجل؟

طلب المشورة

لا تترددوا في طلب النصيحة من الأشخاص ذوي الخبرة. أحياناً يكون الحصول على وجهة نظر بعيدة يمكن أن يفتح لكم آفاقاً جديدة ويساعدكم على اتخاذ القرار بثقة أكبر. أشار موقع "Inc." إلى أن القادة الناجحين غالباً ما يعتمدون على فرق استشارية لاتخاذ قراراتهم.

اتخاذ القرار والالتزام به

عدم الالتزام هو أحد جذور التردد، لذلك عندما تقررون التزموا بقراركم ولا تنظروا إلى الوراء. التردد في تنفيذ القرار بعد اتخاذه يمكن أن يعيدك إلى نقطة الصفر. وفقاً لموقع "Verywell Mind"، فإن الحسم والتنفيذ الفوري هما المفتاح لتجاوز التردد وبناء شخصية أكثر قوة.
التردد يُعد حاجزاً نفسياً بين المرء وقرارته المستقبلية ما يؤثر بالسلب على التطور الذاتي والثقة بالنفس. لذلك يجب الانتباه لمشكلة التردد في عمر مبكر والبدء في حلها من خلال الإستراتيجيات السابق ذكرها.