أسرار التفاهم بين الزوجين رغم الاختلافات في الشخصية

أسرار التفاهم بين الزوجين
زوج يبتسم في وجه زوجته وهي تنظر له بتفهم

نجاح العلاقة الزوجية والأسرية يعتبر تحدياً يواجهه الزوجان لعوامل كثيرة، من أهمها وجود التآلف والانسجام والحب، التسامح والتغافل عن الزلات، التقارب الثقافي والاجتماعي، وعدم التفاهم من أكثر التحديات الصعبة التي يمر بها الأزواج خاصة في بداية زواجهم، فالتفاهم يبقى العامل الحاسم في استمرار العلاقة، فهو يساعد الزوجين على التغلب على الصعوبات والتحديات التي قد يواجهونها في العلاقة.

التفاهم هو حجر الأساس في خلق أسرة سعيدة

زوج يقبل جبين زوجته وهي تبتسم فالتفاهم بين الزوجين هو لبنة بناء السعادة في الحياة الزوجية


تقول خبيرة العلاقات الأسرية نشوى الكيلاني لسيدتي: التفاهم بين الزوجين هو حجر الأساس في خلق أسرة سعيدة، وهذا التفاهم لا يمكن أن يحدث بأي حال من الأحوال إلا إذا كان لدى كل طرف المرونة الكافية على التواؤم والانسجام مع الآخر، وتقبله مهما زادت درجة الاختلاف بينهما، وقدرة كل طرف على أن يفهم الطرف الآخر، وأن يفهم أفكاره ومعتقداته، وأن يفهم مبادئه وأولوياته، ويفهم مشاعره وأحاسيسه، ولتبادل الآراء والاحترام المتبادل، إلى جانب القدرة على وضع الشخص نفسه في مكان الآخر ورؤية الأمور من منظوره، فهو القوة الدافعة التي تجعل الحياة بين الشريكين مليئة بالمحبة والسلام.

مفهوم التفاهم

التفاهم هو مفتاح النجاح واستقرار وأمان لأي علاقة، فهو يساهم في بناء جسور التواصل بين الشريكين، وهو يعني القدرة على فهم وتقبل وتبني وجهات النظر والمشاعر، والاحتياجات للطرف الآخر في العلاقة الزوجية، فلا شراكة ناجحة بين شريكين إلا وبين أطرافها حالة من الانسجام والتفاهم والاحترام المتبادل، وهذا التفاهم عملية تتطلب الصبر والتفاني والاهتمام بالطرف الآخر.
السياق التالي يعرفك إلى: كيفية بناء زواج قائم على الثقة والحب المستدام

بعض الأسرار والإرشادات لتحسين التفاهم بين الزوجين

الحوار المفتوح

يعتبر وسيلة فعّالة لتعزيز التفاهم المتبادل بينهما، ويساعد على تجنب التراكمات السلبية التي قد تُضعف العلاقة، فمن خلال التواصل المفتوح والصادق، يمكن لكل طرف أن يعبر عن احتياجاته ورغباته، لتعزيز الثقة والأمان والتعاون في العلاقة الزوجية، يجب على الزوجين إجراء حوار مفتوح وصريح، حول كل ما يشغل بالهم وما يعتقدونه، بدون أي حجج أو انتقادات، ويسهم بشكل كبير في حل المشكلات والنزاعات وسوء التفاهم بينهما.

الاستماع الفعال

وهو عبارة عن الإنصات الجيد والانتباه والاهتمام الكامل أثناء الحديث، وإظهار الاهتمام والتفهم الحقيقي لمشاعر وآراء الآخر، فمن خلال الاستماع الفعّال، يمكن للزوجين بناء التواصل العميق والمتبادل وتعزيز الارتباط العاطفي بينهما.

الاحترام المتبادل

الاحترام المتبادل بين الزوجين
زوج يهدي زوجته هدية جميلة تقديراً لتفهمها ولجهودها برعاية أسرتهما المشتركة


الاحترام المتبادل يعني تقبل شريك الحياة المختلف كما هو، وتقديره، وعدم الاعتداء على شخصية الطرف الآخر، ولا يقلل من قيمته، سواء في مستوى تعليمه وعمله ومكانته الاجتماعية وتصرفاته أمام الآخرين، فكلما قل الاحترام سيحل محله النزاعات والمشادات، وكلما زاد الاحترام المتبادل بين الزوجين زاد التفاهم والمودة والثقة بينهما، فيشعر كل منهما بأنه محترم ومقدر من قبل الآخر، مما يعزز الشعور بالأمان.

التفكير بإيجابية

وهو أن تكون متفائلاً في كل المواقف، فالتفكير الإيجابي يساعد في التعامل مع الضغوط، فيجب على كلا الزوجين التفكير بإيجابية والتركيز على الجوانب الإيجابية في العلاقة الزوجية، وعدم الانغماس في السلبيات، والتعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية.

تقبُّل الخلاف في الرأي

أن الاختلافات في الرأي لا تهدم العلاقات الزوجية، ولكن طريقة التعامل مع تلك الاختلافات هي المسؤولة عن تدميرها، فليست كل العقول متشابهة، وطبيعي أن يكون لكلا الزوجين آراء تختلف في طبيعتها ونظرتها للأمور، فكل ما نحتاجه أن نتعلم إتقان فن الحوار وتقبل وجهات النظر.

أسلوب راقٍ لحل الخلافات

لابد أن يترك الحوار قيمته الإيجابية إذا كان على أسس صحيحة وسليمة، مهما اختلفت الآراء والرغبات بين الزوجين، وعلى كل منهما احترام رأي الآخر بدون مكابرة، ولا يحاول أحدهما فرض رأيه بالقوة والقهر وبدون تعنت ورفض الرأي الآخر بدون سبب، فكلما ارتقى الخلاف بين الزوجين وخلا من التجريح والإهانة، كانت درجة الانسجام بينهما أعلى، وكانت قدرتهما على تخطي المشكلات أكبر، وكان التفاهم بينهما في أسمى درجاته.

الاعتذار عند الأخطاء

يجب على الزوجين الاعتذار عندما يخطئ أحدهما، فالاعتذار هو تحمّل مسؤولية الخطأ والتعهد بإصلاح الأمور، ولابد أن تكون هناك قناعة بالخطأ وتبادل الآراء والتوصل إلى التفاهم الذي يرضي الطرفين، فالاعتذار كفيل بتوفير حياة هادئة، وخلق أجواء مليئة بالتفاهم والمودة والرحمة.

تقدير الجهود

فهذا التقدير يساوي القيمة، فعندما لا يكون هناك تقدير لجهود كل طرف تجاه الآخر سيكون هناك حاجز بينهما، فيجب على الزوجين تقدير الجهود المبذولة من قبل الطرف الآخر سواء داخل المنزل وخارجه، عن طريق تقديم الشكر، أو الثناء على الأفعال والجهد المبذول وإظهار الامتنان لهذه الجهود.

التغافل عن الأخطاء

فالتغافل والترفع عن الأخطاء البسيطة والسلبيات التي قد يقوم بها أحد الطرفين، والتي تصدر من غير قصد والعفو عن أخطائهم دون إشعارهم بارتكابهم لها، فكل خطأ مهما كان صغيراً يدمر التفاهم والانسجام بين الزوجين، ويكبر من حجم بعض الأخطاء الصغيرة رغم أنها لا تستحق، فهذا يديم الأُلفة، والتفاهم.

احترام الخصوصية

يجب ألا يقوم أحدهما بانتهاك خصوصية الآخر، فاحترام الخصوصية يعد حقاً، وهذا لا يعني أن يقتحم أي منهما خصوصية الآخر، وهذا أمر يجب أن يحترم بين الزوجين، ولا يصح انتهاك تلك المساحة من الخصوصية، وهذا لا يعني أن لأي من الزوجين الحرية المطلقة في ممارسة هذا الحق متجاهلاً شريكه في الحياة، وإنما هذا الحق مقيد بعدم الإضرار بالزوج الآخر ضرراً معنوياً أو مادياً من خلال إساءة استعمال الحق والتعسف فيه.
ومن خلال الرابط التالي يمكنك التعرف إلى: أهم النصائح للحفاظ على التواصل العاطفي في الزواج لأمد طويل