كيف تؤثر توقعات الزواج على فترة الخطوبة؟

خطيبان يمسك كل خطيب بيد الآخر بسعادة والخطيبة تمسك بيدها باقة من الزهور
خطيبان قررا أن يستكملا حياتهما بعد أن توافقا واتفقا على كل أمور حياتهما

أن سقف التوقعات سبب رئيسي في انهيار العلاقات، حيث تشكل التوقعات المرتفعة التي قد يضعها البعض على العلاقة الزوجية، تحدياً كبيراً، فالزواج السعيد لا يتحقق من خلال الأحلام المثالية وغير الواقعية، بل من خلال الصداقة الحقيقية والجهود المستمرة في فترة الخطوبة لفهم الشريك، فالمبالغة بالتوقعات مدمرة للحياة الزوجية.

وضوح الأدوار أساسي في فترة الخطوبة

خطيبة تحضن خطيبها وهما يبتسمان في سعادة حيث يتوافق كلاهما في التوقعات


تقول استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل لسيدتي: خيبات الأمل تأتي دائماً حينما نرفع سقف توقعاتنا قبل الزواج، فكل طرف يعتقد أنه سيحقق ما رسمه في ذهنه من توقعات مبالغة في بيت الزوجية، فتكون النتيجة آلاماً نفسية قد ترافقه عمراً طويلاً، وأحياناً أخرى يبني الفرد كل توقعاته لأن الآخر أعطاه مؤشرات عديدة تؤكد ذلك، فسبب إصابة الزواج بخيبة الأمل والخذلان هو التوقعات المبالغ بها، ولا بد أن يكون هناك وضوح لبعض هذه الأدوار، وترتيبها بفترة الخطوبة ومعرفتها تماماً، فالكثير من الأمور ينبغي فهمها والتأكد منها، لكي لا تكون خطوة الزواج مغايرة للواقع وعكس التوقعات.

تأثير التوقعات المُبَالغ فيها في فترة الخطوبة عن الزواج

تقول آمال إسماعيل تشكل التوقعات الخاطئة التي قد يضعها البعض على العلاقة الزوجية، تحدياً كبيراً ويرجع ذلك التوقعات الخاطئة عن الحياة الزوجية إلى الأسباب التالية:

المفاهيم الخاطئة

المعلومة المغلوطة عن الحياة الزوجية، أو عن الشريك، فنجد كل شاب يبحث عن فتاة ذات الجمال الخارجي، والفتاة تبحث عن أمير أحلامها التي تتمناه كل فتاة، أيضاً قد تُخطئ الفتاة عندما تعتقد أن شريكها بحكمته كرجل قد يستطيع قراءة أفكارها دون أن تطلب هي، وهناك بعض الأسر ترى أن الشاب المتهور والطائش لا بد من تزويجه حتى يعقل، فتُبتلى الزوجة بمصيبة كبيرة لا تعرف ماذا تتصرف حيالها، وقد يُخطئ أيضاً الشريكان في اعتقادهما أن الزواج هو مجرد علاقة مادية أو واجب اجتماعي، ولا يدركان أهمية الدعم العاطفي، والشراكة المتساوية.

تحديد الهدف من الزواج

نادراً ما يفكرالطرفان أثناء الخطوبة عن معرفة هدفهما بوضوح من الزواج، وعلى ما يرغبه كل طرف من وراء هذه العلاقة، لذلك لا يقوم بتحديد أهدافه وأولوياته وأهداف الطرف الآخر وأولوياته، بل والأولويات التي لا بد من السعى لتحقيقها، وحتى يتعرف الطرفان هل الشريك الذي اختاره هو شخص مناسب لرؤيته المستقبلية أم لا، وقد لا يخطر ببالهما معاً اختيار الشخص المناسب الذى سيعينه على تحقيق ما يريد والحصول عليه، لهذا يجب أن يخلو كل من الطرفين بنفسه وليكن واضحاً معها، ليتعرف من دون تشويش خارجي إلى ما يرغبه فعلاً من وراء هذه العلاقة.
بالسياق التالي تعرفي إلى: نصائح في بداية الحياة الزوجية لحياة سعيدة

مقارنة الصورة المثالية

خطيبان سعيدان يتنزهان يعرف كل منهما قدرات الآخر ويتوافق معه


التأثر بالصورة المثالية، وغير الواقعية التي ينشرها الأزواج على مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، والأفلام والمسلسلات والتي قد تدفع كل طرف إلى مقارنة علاقته بشريك حياته، فهذا الشعور قد يزرع الشكوك والخيبة إذا شعر أحدهما أن زواجه لا يصل إلى مستوى "المثالية" التي يراها، مما يؤدي إلى الإحباط من دون مبرر واقعي.

المبالغة في التوقعات

واحدة من أسرع الطرق لتسلل المشاكل الزوجية والتعاسة وعدم الاستقرار إلى الزواج، هي خيبات الأمل التي قد يشعر بها الطرفان في العلاقة، ولهذا السبب قد ينشأ عنها مشاكل في العلاقة بسبب هذه التوقعات هما:

  • توقعات غير واقعية:

التوقعات غير الواقعية هي تلك التي يضعها الشريك لنفسه وللطرف الآخر، والتي تكون غير محتملة أو غير قابلة للتحقيق، وغالباً ما تنبع هذه التوقعات من ضغوط المجتمع أو المقارنات أو المفاهيم المثالية للكمال، لذلك قد يعاني الطرفان عند تلبية توقعات بعضهما البعض، لأن توقعاتهما ببساطة غير واقعية.

  • توقعات غير واضحة:

قد تكثر المشاكل الزوجية أيضاً بسبب معاناة الأزواج في تلبية توقعات بعضهما البعض، لأنهم ببساطة لا يعرفون ما يتوقعه الآخر منهم أو في علاقتهما، فيمكن أن تكون التوقعات الغامضة غير واضحة فيما يتعلق بكيفية توجيه جهود الشريك من أجل الأداء الجيد، فيحدث الغموض في دور الشريك عند افتقار الموقف إلى معلومات كافية، فربما تكون متأكداً تماماً مما تتوقعه من شريكك في زواجكما، لكن هذا لا يعني أن شريكك يمكنه قراءة عقلك، وغالباً لا تكون لديه أدنى فكرة عما تتوقعه.

الترفع عن التأهيل الأسري

التأهيل الأسري يعني تطوير وتنمية قدرات الشريكين أو أحدهما لكي يكونا مستقلين ومنتجين ومتكيّفين في الحياة الزوجية، ولكن في بعض الأحيان قد يترفع الطرفان عن المشاركة في برامج التأهيل فنجدهم يجهلون التعامل مع بعض المشكلات، فلا يوجد أسرة لا تتعرض لمشكلات، والمشكلات التي قد تتعرض لها الأسرة قد تكون بسيطة تزول بزوال أسبابها، بحيث تُعالج المشاكل بحكمة وهدوء بسبب نجاح برامج التأهيل المناسبة.

التكيف مع سقف التوقعات

على الشريكين في الخطوبة أن يقوما بالتدريب على مهارة أن يكون هناك تناغم بين التوقع والواقع وليس العيش بعالم توقعات خاص بكل منهما على حدة، والواقع أمر آخر، بمعنى ألا تكون توقعات الشريك تجاه شريكه الآخر بالعطاء وبالصداقة وبالحب عالية، إنما عليه خفضها بطريقة تطبيقها ضمن الحدود المتوفرة، فيجب أن نحترم التوقعات العالية ونتعلم مهارة التكيف مع ما هو موجود لكي يُتاح للشريكين راحة البال من الداخل والخارج، فالفرد ليس ضحية شريكه، بل هو ضحية لتوقعاته غير الواقعية.
ويمكنك من الرابط التالي لزواج سعيد.. اتبعي هذه النصائح والخطوات!