مثلك، يمر طفلك بفترات طبيعية من التقلبات في شهيته. ففي يوم ما، يلتهم كل ما يراه، وفي اليوم التالي لا يتناول سوى القليل. لكن كيف يمكنك معرفة ما إذا كان هذا مجرد جزء طبيعي من النمو أم أنه سبب للقلق؟ هذا ما يرشدك إليه الأطباء، بعد الكشف عن أسباب فقدان الشهية المفاجئ عند الأطفال، ونصائح حول كيفية التعامل مع شهية طفلك المتغيرة.
قد يكون من الصعب أن تشاهدي طفلك وهو يدفع الطعام في الطبق ويضعه بالكاد في فمه، لكن ضعي في اعتبارك أن هناك عدة أسباب محتملة لانخفاض الشهية مؤقتاً. يمكن أن يلعب المرض والاحتقان والإمساك عند الأطفال دوراً في ذلك.
ولكن ما يهم هو التأكد من أنهم يشربون كمية كافية من السوائل، ويتبولون ثلاث مرات على الأقل يومياً، ويحافظون على رطوبة الجسم. لا بأس إذا لم يأكل الأطفال جيداً لعدة أيام أثناء المرض.
كما يمكن أن تلعب مراحل النمو دوراً في انخفاض الشهية. فعندما يبدأ الأطفال في المشي أو الجري، على سبيل المثال، فإنهم غالباً ما يفضلون اللعب والتحرك على الجلوس وتناول الطعام. ويتناول بعض الأطفال كميات أقل من الطعام في كل مرة يمرون فيها بقفزة في النمو، وخاصة في سنوات الطفولة المبكرة. أحياناً يتجنب الأطفال الصغار أوقات الوجبات كوسيلة لتأكيد استقلاليتهم والتحكم في نظامهم الغذائي، إليك أسباب فقدان الشهية المفاجئ عند الأطفال.
7 أسباب لفقدان الشهية عند الطفل خذيها بعين الاعتبار
في بعض الأحيان لا يملك الأطفال الصغار الكلمات للتعبير عن مشاعرهم الجسدية أو العاطفية؛ لذا فإن إشارات مثل عدم تناول الطعام قد تخبرك بأنهم لا يشعرون بأنهم على ما يرام.
قبل أن ترفعي سماعة الهاتف لحجز موعد لزيارة مريض، يمكنك تجربة استراتيجيات بسيطة لتشجيع طفلك على تناول الطعام مثل تقديم الأطعمة المفضلة لديه أو إبعاد المشتتات عن طاولة العشاء.
من المهم أن نلاحظ أن العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات يعانون من تقلبات في الشهية، وغالباً ما لا تكون هذه التقلبات سبباً للقلق. إذا كنتِ لا تزالين قلقة، ففكري في الأسباب المحتملة التالية لانخفاض شهية طفلك:
1. قفزة تنموية حديثة
تتميز مرحلة الطفولة المبكرة بطفرات النمو التدريجية ومحطات التطور. في بعض الأحيان يأكل الأطفال أقل لأنهم مشغولون باستكشاف قدراتهم الجديدة. قد يتجنب طفلك الصغير تناول وجبة لأنه يمارس مستوى جديداً من الاستقلال والسيطرة.
2. مشكلة حسية
الأكل تجربة حسية للجميع، وخاصة الأطفال الصغار. قد يعترض طفلك على جزء من التجربة الحسية لتناول أطعمة أو أنواع معينة من الطعام. ربما يكون الطعام مقرمشاً للغاية أو متعرجاً أو كريه الرائحة بالنسبة لحساسيات طفلك.
في حين أن القليل من التحدي الحسي أمر طبيعي لدى الأطفال الصغار، فإن التفضيلات الحسية المتطرفة أو عدم الإعجاب يمكن أن تشير إلى اضطراب المعالجة الحسية.
3. التعب
بعد يوم طويل من النشاط أو ليلة طويلة من النوم المتقطع، قد يكون طفلك الصغير متعباً للغاية بحيث لا يستطيع تناول الطعام. من الطبيعي أن يشعر الطفل بالتعب أثناء تناول الوجبات، لكن إذا حدث ذلك كثيراً، ففكري في زيادة حجم وجبات معينة مع تقليل الوجبات الأخرى. على سبيل المثال، إذا كان طفلك سيبذل الكثير من الطاقة في يوم معين، ففكري في إطعامه وجبة إفطار كبيرة وعشاء أخف.
4. التسنين
مع انتقال طفلك من مرحلة الرضاعة إلى مرحلة الطفولة المبكرة، يصبح التسنين تحدياً معقداً. قد يبكي طفلك كثيراً مع ظهور أسنانه الجديدة، أو قد يرفض تناول الطعام بسبب عدم ارتياحه. لتجاوز هذه المشكلة، فكري في إعطاء طفلك أطعمة باردة تهدئ المناطق المؤلمة في فمه.
5. العدوى
من التهابات الأذن إلى نزلات البرد عند الطفل، يمكن للعديد من الأمراض الشائعة أن تقلل من شهية الأطفال الصغار. إذا لم تظهر على طفلك أعراض مثل سيلان الأنف، فقد يكون انخفاض الشهية علامة على مرض ستلاحظه في النهاية.
من المرجح بشكل خاص أن تؤدي العدوى التي تسبب التهاب الحلق أو الحمى إلى خنق شهية الطفل الصغير.
6. حساسية الطعام
يولد العديد من الأطفال بحساسية تجاه الطعام أو يصابون بها أثناء نموهم، ويعاني العديد منهم من حساسية مثل مرض الاضطرابات الهضمية عند الطفل.
لا تسبب الحساسيات ردود فعل تهدد الحياة مثل بعض حساسية الطعام، ولكنها قد تسبب أعراضاً هضمية لدى الأطفال الصغار مثل الغازات والانتفاخ والإسهال وآلام البطن.
7. الإمساك
الإمساك عند الأطفال الصغار ناجم عن براز صلب للغاية، مما يبطئ المرحلة الأخيرة من عملية الهضم. وبخلاف انخفاض الشهية، قد يعاني الطفل المصاب بالإمساك من أقل من ثلاث حركات أمعاء في الأسبوع، أو براز كبير الحجم بشكل واضح، أو حركات أمعاء مؤلمة.
كيف أشجع طفلي على تناول الطعام؟
لتشجيع طفلك على تناول كمية أكبر من الطعام أثناء وقت الوجبات، يقترح الأطباء والاختصاصيون ما يلي:
- تأكدي من تضمين جزء صغير من شيء واحد على الأقل يمكنك أن تتوقعي بشكل معقول أن يأكله طفلك في وقت الوجبة.
- استمري في تقديم الأطعمة التي لا يفضلها طفلك؛ إذ يحتاج الطفل إلى تذوق الطعام من 12 إلى 17 مرة حتى يكتسب تفضيلاً لهذا الطعام، لذا فإن الاستمرار في تقديم خيارات صحية وأقل تفضيلاً أمر مهم.
- تأكدي من جلوس جميع أفراد الأسرة على الطاولة طوال الوجبة. فنحن نعلم أن وقت تناول الوجبة العائلية يقلل من أشياء مثل مخاطر الاكتئاب والسمنة عند الطفل، وأن تناول وجبة واحدة فقط يومياً معاً يحسن جودة الحياة بشكل عام للأطفال ويزيد من فرص تخرجهم في المدرسة الثانوية. إنها أيضاً فرصة رائعة للأطفال الأكبر سناً للتحدث عن يومهم والاطمئنان على أدائهم أكاديمياً واجتماعياً. يساعدك ذلك على البقاء على اتصال كعائلة.
- احتفظي بالكتب والألعاب وغيرها من المشتتات بعيداً عن الطاولة؛ حتى يتمكن الجميع من التركيز في الوجبة.
- كوني واضحة بشأن مواعيد الوجبات والوجبات الخفيفة، حتى لو اختار طفلك تخطيها.
- قدمي له ثلاث وجبات يومياً ووجبتين خفيفتين صحيتين، حسب عمر طفلك. فطالما أن لديك موعداً محدداً للوجبات، ويعرف طفلك متى تكون الفرصة التالية لتناول الطعام، فلا بأس أن يختار عدم المشاركة في كل ما تقدمينه له في وقت وجبة معينة. لكن لا يجب أن تقدمي طعاماً إضافياً خارج تلك الوجبات المجدولة والوجبات الخفيفة الصحية.
- بشكل عام، حاولي أن تجعلي وقت تناول الطعام حدثاً ممتعاً، وليس حدثاً يخشاه طفلك. نوصي بالتركيز على جعل أوقات تناول الطعام ممتعة، بدلاً من تجربة عالية الضغط.
- قدمي طعاماً صحياً ومتوازناً، ومهمة طفلك أن يقرر ما الذي يشعر بالجوع من أجله وما الذي يدخل بطنه، طالما أن طفلك ينمو بشكل مناسب ويحافظ على رطوبة جسم الطفل، فلا بأس من تقديم الطعام له والسماح لطفلك باختيار ما يدخل جسمه.
لماذا تكون شهية طفلي متزايدة أحياناً؟
- قد يكون سبب طلب طفلك لوجبة ثانية مؤخراً هو زيادة نموه. يمكن أن تؤدي هذه الزيادة في الطول أو الوزن (أو كليهما) إلى زيادة شعور الأطفال بالجوع والانزعاج أكثر من المعتاد.
- إذا زادت شهية طفلك، فإن القاعدة الجيدة هي التركيز على تقديم خيارات صحية مثل الفواكه والخضروات والدهون الصحية والبروتينات بدلاً من تقديم الوجبات الخفيفة المصنعة والوجبات السريعة. وفي حين أنه من الطبيعي أن يأكل الطفل أكثر خلال فترات معينة من النمو، فمن المهم التأكد من أن الآباء يقدمون خيارات مغذية لبناء عادات صحية ونمو.
- إذا شعرت أن شهية طفلك قد زادت بشكل كبير، بما يتجاوز ما تتوقعينه أن يكون طبيعياً، فتحدثي إلى طبيب الأطفال الخاص بك للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى أكثر إثارة للقلق، وفي أي وقت تلاحظين فيه زيادة سريعة في الوزن، فقد حان الوقت لتتحدثي إلى طبيب الرعاية الأولية الخاص بك.
متى يجب الاتصال بطبيب الأطفال؟
بالطبع، في بعض الأحيان قد يكون التغير في الشهية علامة على وجود أمر أكثر خطورة. اتصلي بطبيب الأطفال إذا كان طفلك يعاني من أي من الأعراض التالية:
- ألم في البطن مع الأكل.
- فقدان الوزن أو زيادة الوزن بشكل ضعيف.
- المخاوف المتعلقة بالترطيب، مثل الطفل الذي يتبول أقل من ثلاث مرات في اليوم.
- القيء، ضيق التنفس، السعال، تورم الوجه أو الطفح الجلدي بعد تناول الطعام. قد تكون هذه علامات على حدوث رد فعل تحسسي.
أطعمة تزيد شهية الطفل
السبانخ والبيض والعدس
يجب أن يتضمن نظام طفلك الغذائي الحديد الموجود في الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ والبيض والعدس لزيادة شهيته. احرصي دائماً على تناول الأطعمة الغنية بالحديد مع فيتامين سي لزيادة امتصاصه واستخدامه من قبل الجسم.
بذور اليقطين والمكسرات
الزنك معدن مهم للغاية وهو مطلوب للعديد من الوظائف الفسيولوجية مثل تعزيز المناعة لدى الطفل وتنظيم وظائف مضادات الأكسدة والنمو والتطور. يمكن أن يؤدي نقص الزنك الخفيف إلى فقدان الشهية وفقدان الوزن والإسهال وزيادة التعرض للعدوى. أضيفي الأطعمة الغنية بالزنك مثل بذور اليقطين والمكسرات والفاصوليا والفطر إلى نظام طفلك الغذائي لزيادة شهيته.
الفول السوداني
الفول السوداني من أفضل الأطعمة التي تزيد من شهية الأطفال، فهو يحتوي على خصائص بناء البروتين وتعزيز الشهية. احرصي على إعطاء الفول السوداني لطفلك إما على شكل زبدة الفول السوداني أو عن طريق قليها ببساطة لجعلها وجبة خفيفة مقرمشة. الفول السوداني المحمص هو خيار جيد عندما يطلب طفلك وجبة خفيفة مقرمشة.
الماء الذي يجب تناوله قبل الوجبات بـ 30 دقيقة
أعطي طفلك كوباً من الماء أول شيء في الصباح. في الواقع، يجب أن يشرب الماء حتى قبل أن يشرب الحليب. أيضاً، اجعليه يشرب الماء قبل الوجبات بـ 30 دقيقة على الأقل بدلاً من تناول الوجبات؛ لأن شرب الماء مع الوجبات قد يقلل من شهيته. يميل الماء إلى تنشيط العصارات والإنزيمات الهضمية، ما يساعد على زيادة شهية الطفل ويعزز أيضاً عملية الهضم لديه.
هل تفكرين في علاج فقدان الشهية عند الأطفال؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
