أجمع التربويون على أن سنوات الطفولة الأخيرة من أهم مراحل التنشئة؛ حيث يستطيع الآباء غرس القيم الدينية والاجتماعية والحضارية، والعمل على ترسيخها؛ ومنها تعزيز الروح الوطنية ودعم روح الانتماء للوطن، وغداً 22 فبراير تحتفل المملكة بـيوم التأسيس السعودي، ويمثل هذا اليوم ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139 هجريًّا الموافق 1727م، على يد الإمام محمد بن سعود.
وهنا ينصح أستاذ التربية الدينية محمد رضوان أن تقوم كل أمّ وبخطوات ذكية بتعزيز روح الانتماء لدى الطفل، وتشرح له هوية يوم التأسيس، ومعاني رموز العلَم السعودي ودلالاته؟ بهدف تنمية وتعزيز روح الانتماء لدى الطفل، مع شرح لأساليب تساعد على تعزيز روح المواطنة لدى الطفل.
حب الوطن ومعنى الانتماء
الوطنية هي حب الوطن والأرض والانتماء والوفاء، والاعتزاز بقيم الوطن وعاداته ومكتسباته، والمواطنة هي السلوكيات والأفعال التي تترجم هذه الوطنية في أكمل صورها، وهي الإحساس بروح الانتماء.
الانتماء هو العمل والتضحية من أجل تحقيق الذات وإثبات الوطنية، وكلها صفات جادة واضحة تُولد منذ السنوات الأولى لعمر الطفل.
ولتعزيز هذه الوطنية يجب اتباع عدة أساليب تربوية، منها التدريب والتلقين والمشاهدة، وللأسرة فضل عظيم في تعزيز روح الوطنية في قلوب الأطفال، بإعدادهم لأن يكونوا مواطنين صالحين متمسكين بوطنهم وعقيدتهم.
الخطوة الأولى: بالتربية تُعززين روح الانتماء لطفلك
- تربية الأبناء تحتاج إلى جهد وعمل متواصل ودراسة وتدريب؛ حتى يصبحوا نافعين لدينهم ولوطنهم.
- تربية الأبناء على حب الوطن والعمل على نهضته، وهي من المعاني المهمة التي يجب أن يعتني بها الآباء والمربون؛ ما يولِّد الانتماء والعمل الجاد.
- زرع روح الانتماء تُعلم الطفل أن هناك هدفاً أكبر يعيش من أجله في هذه الحياة، يتعدى المصلحة الشخصية إلى المصلحة العامة الجماعية.
- تنشئة الأبناء على العادات الصحيحة للمواطنة؛ بالحديث عن حب الوطن، وتشجيع احترام القانون وأنظمة الدولة.
- غرس حب الوطن في نفوس الأبناء منذ الصغر، يكون بالكلام والحكايات، بعمل رحلات داخلية مع الأبناء؛ للتعريف بصروح الوطن التاريخية منها والتراثية عن التاريخ والأمجاد.
- تعزيز ثقافة الحوار المشتركة، وثقافة التسامح والتآخي بين أبناء الوطن، مع زرع روح تقدير المصلحة العامة، وتقديمها على المصلحة الشخصية للنهوض بالصالح العام.
- التدريب على المشاركة في العمل الجماعي؛ لتعزيز تحمل المسؤولية، والتعوّد على ممارسة العقلانية في الحوار، للحفاظ على السلام الجماعي، والتمسك بالحقوق والعدالة الاجتماعية.
- تحفيز حب الوطن للطفل بالرسومات التي تشير لمقدسات الوطن، كرسم العلم على الوجوه، وحفظ الأناشيد الوطنية، وتحفيز الهواة من الأطفال والموهوبين على تأليف أشعار وكتابات تمدح الوطن.
صفحة خاصة بـ"يوم العلم" السعودي. تابعي الخبر داخل التقرير
الخطوة الثانية: كوني القدوة أنتِ ووالدهم
عندما يرى الأبناء دائماً والديهم يتابعون الأحداث والقضايا المهمة المتعلقة بالوطن، وعندما يجدونهم مشاركين بفاعلية في هذه الأحداث؛ فإن ذلك يُعتبر خير وسيلة لتربية الأبناء على حب وطنهم والانشغال بقضاياه.
وعندما يشعر الأبناء بالأب والأم دائمي المتابعة للأخبار بشغف، ويتأثران بما يحدث من أحداث، سواء بالفرح والسرور أو بالحزن والهم، يتألمان لإخوانهم إذا أهمهم همّ أو ألمّت بهم مشكلة.
كذلك يفرحان لإخوانهم في الوطن، إذا شاهدوهم في خير وسكينة واطمئنان؛ كل هذه المشاعر الصادقة تنتقل من الوالدين إلى الأبناء بتلقائية؛ لأن الوالدين هما القدوة للأبناء.
الخطوة الثالثة: عرِّفي طفلك حب الوطن والانتماء له
كلنا نحلم بالخير والتوفيق، ولهذا على الآباء والأمهات حكاية القصص التي تنمي روح الوطنية وحب الوطن في نفوس الأبناء، والتي تنجح في ربط حب الأوطان بالإيمان.
الخطوة الرابعة: درِّبي أطفالك على إظهار حبهم لوطنهم
اصطحاب الأطفال في الأماكن التي تبرز فيها الروح الوطنية؛ كالندوات والاحتفالات الوطنية ما يعمق حب الوطن لديهم منذ الصغر، بجانب تحفيزه على شراء الأعلام والرايات التي تبرز معنى الوطنية وحب الوطن.
حفظ الأناشيد الوطنية؛ ما له أكبر الأثر في تنمية الحس الوطني، وتشجيع الأطفال على إبراز حبهم لوطنهم؛ بالتعبير عن ذلك الحب بالكلام والكتابة والشعر والمناقشات بينهم وبين الوالدين.
الخطوة الخامسة: اهتمي بتبسيط المعاني والمفاهيم
- انتبهي أيتها الأم وخذْ حذرك أيها الأب: فقد تكون هناك ألفاظ لا يستطيع الطفل استيعابها، لهذا يفضل تقريب المعنى بما يناسب طبيعة ومرحلة الطفل.
- علِّمي الطفل معنى التضحيات والبطولات وأهميتها بالنسبة للأمة، ولكن يمكن الاستعانة بقصص الأنبياء والشخصيات الدينية العظيمة.
- ازرعي فيه التقاليد الأسرية، واشرحي له أنها اللبنة الأولى في تأصيل الهوية والحس الوطني وغرس القيم في نفوس الأطفال، وتربية الأبناء على حب الوطن يعتبر من المعاني المهمة.
أساليب تساعد على غرس قيم المواطنة لدى الطفل
- غرس مفاهيم حب الوطن والانتماء والأخلاقيات التي تسهل على الطفل التعايش مع غيره في مجتمعه.
- شرح ما يتعلمه الأطفال في مقررات التاريخ والجغرافيا من معلومات تتصل بالوطن.
- تذكير الطفل أن كل الخدمات التي يوفرها المجتمع من مطارات ومدارس ومستشفيات وغيرها هي من أجل راحته، وهي غير خاضعة للعبث.
- تشجيع الطفل على الحديث عن الوطن ومنجزاته من خلال البحث والتعبير ومساعدته بتوفير ما يلزم له لإنجاز ذلك.
- تعويد الأبناء على حسن التعامل والاستخدام الأمثل لكل ما يقدمه الوطن من خدمات والتشديد على أهمية المحافظة عليها وعدم العبث بها.
- التعريف بصروح الوطن وذلك بأخذ الأطفال في جولات تشمل المواقع التاريخية والتراثية، مع سرد قصة كل موقع منها.
- الحرص على احتواء الأشياء التي تُذكر أفراد الأسرة بالوطن ومنجزاته مثل: علم المملكة، خارطتها الجغرافية، صور لبعض المناطق القديمة أو أي صرح حديث.
- اغتنام كل فرصة للحديث المباشر مع الأبناء عن مقومات المواطنة الصالحة، واحترام قواعد وأنظمة الأمن والسلامة، والبيان لهم بأن هذه الأنظمة إنما وُضعت لحفظ سلامتهم وحقوقهم.
- استخدام الأناشيد العذبة والألعاب الممتعة، وكل ما يمكن أن يوصلنا لذلك الهدف النبيل؛ ليعتز الأطفال بوطنهم.
