من الضروري أن تهتمي بصحة طفلك وباقي أفراد عائلتك خلال شهر رمضان المبارك، وحيث إنه الشهر الذي يجب أن تحرصي خلاله على صحة أطفالك أولاً، وحيث أثبتت الأبحاث العلمية أن الصيام يساعد الجسم على التخلص من السموم، ولذلك فالصيام بحد ذاته هو علاج الكثير من الأمراض وفرصة لاستعادة الصحة والعافية في حال الالتزام بشروط التغذية السليمة ما بين الإفطار والسحور، وهي فترة قد تصل إلى حوالي عشر ساعات كل يوم.
يقع على الأم مسئولية كبيرة خلال شهر رمضان، وهي الاهتمام بالجانب الصحي والروحاني لطفلها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة أحلام رياض، حيث أشارت إلى كيف تعدين برنامجاً غذائياً نموذجياً لطفلك ما بين الإفطار والسحور وذلك لكي لا يصاب الطفل بالتخمة وعسر الهضم وكذلك التعرض للسمنة في الآتي:
ماذا يفعل طفلك مع انطلاق أذان المغرب؟

- اهتمي بتغيير برنامج أسرتك الذي كنت تعتمدينه في السنوات الماضية، وحيث كانوا يبدأون بالتهام الطعام بمجرد انطلاق أذان المغرب، فهذه طريقة خاطئة وتؤدي لمشاكل صحية، ولذلك ومع انطلاق أذان المغرب يجب أن يقوم طفلك بنشاط هام وهو يعمل على زيادة سرعة الحرق، وهذا النشاط هو الحركة سواء المشي إلى المسجد أو الذهاب والإياب من المطبخ إلى غرفة الطعام، وإعداد المائدة وتكرار هذه "الرحلة" عدة مرات حتى يستعد الجهاز الهضمي للعمل خاصة لو كان الطفل قد أمضى وقتاً طويلاً في النوم قبل انطلاق أذان المغرب.
- حثي أطفالك على ما يعرف بـ"كسر الصيام"، وذلك بشرب كوب من الماء وتناول ثلاث تمرات صغيرة الحجم، ثم شرب كوب من العصير الطازج والخالي من السكر الصناعي، ويمكن في حال رفض طفلك لشرب العصير تقديم كوب من الحليب الخالي الدسم، وبعد ذلك بربع الساعة يقوم الطفل بصلاة المغرب مع الأم في البيت أو الذهاب إلى المسجد مع الأب، ويصحب الطفل معه قنينة الماء والتمر، وهذه الطريقة أو البرنامج يعد من طرق تخفيف عسر الهضم للطفل في رمضان، والتي تجعل شكوى ألم البطن هي الشكوى المستمرة عند الأطفال خلال الشهر الكريم.
وجبة متكاملة مقترحة للإفطار

- احرصي على أن تكون وجبات الإفطار لطفلك في شهر رمضان معنية بالكيف وليس الكم، ولا يجب أن يأكل الطفل حتى يصاب بالتخمة، ويجب أن يبدأ الطفل وجبة الإفطار بتناول طبق صغير من الشوربة الدافئة؛ لكي لا تتسبب في تهيج المعدة؛ مثل شوربة الخضار أو شوربة لسان العصفور.
- قدمي لطفلك طبقاً صغيراً من السلطة الخضراء بشكل يومي، فإذا كان هناك عادات يجب تعليمها للأطفال في رمضان فهي تناول طبق السلطة الذي يغفل عنه الجميع، ويبقى دون أن يمس على المائدة رغم محتواه العالي من الفيتامينات والمعادن والألياف، حيث يعزز من مناعة الجسم، ويمنع الإصابة بالإمساك المزعج.
- قدمي لطفلك بعد السلطة نوعاً من البروتين المنوع بحيث لا يكون الصنف نفسه طيلة الشهر، ويمكن التنويع بين اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك، ويمكن أن تكون الكمية على شكل ربع دجاجة مثل الفخذ أو نصف الصدر أو سمكة صغيرة مشوية أو قطعتين متوسطتي الحجم من اللحم الأحمر المسلوق أو المشوي.
- حددي كمية النشويات التي يجب تقديمها للطفل على مائدة الإفطار، ويجب عدم الدمج بين الأرز والمكرونة، ويفضل اختيار أحدهما ليكون هو الطبق الأخير الذي سيضع الطفل يده بداخله مع نهاية وجبة إفطار رمضان، بحيث يكون إما طبقاً من الأرز أو طبقاً من المكرونة، ولا يأكل الطفل كمية كبيرة، وفي حال الطفل الذي في عمر الثانية عشرة من عمره يمكنه أن يأكل نصف عمره عدداً من ملاعق الأرز، وهكذا يمكن اتباع هذه المعادلة البسيطة.
الحصة اليومية من الحلوى
- اهتمي بأن يكون هناك توازن بين تناول الحلوى والفواكه خلال شهر رمضان، ويجب عليك عدم الاستهانة بكمية الحلوى التي قد يلتهمها طفلك دون ضوابط صحية، من حيث تأثير السكر الصناعي على صحة الطفل وأهم الأطعمة البديلة وهي الفاكهة، وحيث يمكن أن تستبدلي بالحلويات الشرقية التي تكون ذات محتوى مرتفع من السعرات الحرارية؛ مما يؤدي لزيادة الوزن وعسر الهضم إضافة لأن السكر الصناعي يضر مناعة الأطفال خصوصاً، ويؤثر على مستوى إدراكهم، ويمكن تناول قطعة صغيرة من نوع واحد فقط من الحلويات الشرقية التي تعد في شهر رمضان مثل الكنافة أو القطايف أو البسبوسة.
- استبدلي بالحلويات الفواكهَ، ولا تقعي في خطأ تقع به معظم الأمهات وهو حذف أصناف الفواكه خلال شهر رمضان واستبدال الحلويات بها، فمن الضروري أن يحصل الطفل على تفاحة أو حبة من الجوافة الغنية بفيتامين سي قبل النوم، وكذلك خيارة واحدة بالإضافة إلى الاهتمام بالخضروات الورقية مثل الفجل والجرجير، والتي تعد فاكهة رمضان، ويجب أن تتوافر على المائدة بشكل يومي، ويفضل أن يأكل منها الطفل قدر الإمكان.
شرب الماء ما بين الإفطار والسحور

- احرصي على أن يحصل طفلك على كمية مناسبة من الماء ما بين الإفطار والسحور، بحيث تكون مناسبة لعمره ووزنه، ولأن الطفل يحتاج إلى الماء لكي لا يصاب بالجفاف، وكذلك تقليل الإصابة بالإمساك، وما يؤدي إليه من مشاكل مؤلمة خاصة لو كان الطفل يعاني منه في الأيام العادية.
- اعلمي أن شرب الماء قبل أذان الفجر يعزز من طاقة ونشاط الطفل خلال النهار، وإذا كنت بصدد التعرف إلى أطعمة تمنح طفلك الطاقة في رمضان فيمكن أن يكون الماء أحد مصادرها إضافة لتقديم الفاكهة التي تحتوي على البوتاسيوم؛ مما يقلل من شعور الطفل بالعطش وفي الوقت نفسه منحه الطاقة والنشاط مثل الموز والخوخ والبطيخ الأصفر.
وجبة مقترحة للسحور
- اهتمي بأن يكون وقت السحور قبل انطلاق موعد أذان الفجر بحوالي ساعة أو ثلاثة أرباع الساعة لكي لا يشعر الطفل بالجوع خلال النهار وحرصاً أيضاً على أن يصلي الطفل الفجر، ثم يعود إلى النوم، ولذلك فتأخير السحور وهو من السنن النبوية يساعد الطفل على تحمل مشقة الصيام، ويجب أن يحصل الطفل من خلال هذه الوجبة الهامة التي يجب عدم إهمالها مثل أن تقوم الأم بتقديم وجبة للطفل مع منتصف الليل لكي ينام حتى موعد المدرسة، ففي هذه الحالة سوف يعاني الطفل من الجوع إضافة لتكون الدهون في جسمه بسرعة لأنه سيكون هناك وقت طويل لبقاء الدهون في الجسم خلال النوم وعدم بذل أي مجهود، ومن المهم ألا يكتسب الصائم وزناً زائداً خلال شهر رمضان.
- قدمي لطفلك وجبة مقترحة للسحور تتكون من علبة صغيرة من الزبادي اليوناني المضاف إليها ملعقة من العسل، وكذلك كمية من المكسرات المبشورة، وتعد هذه وجبة مغذية ومتكاملة، ويمكن استبدال قطعة من الجبن الخالي الدسم" القريش" إضافة للعسل والمكسرات بالزبادي اليوناني.
- احرصي على أن يحصل الطفل على حفنة من الزبيب الأسود على مائدة السحور، ويجب أن تعرفي لماذا يجب أن تقدمي الزبيب الأسود لطفلك على مائدة سحور رمضان؟ لأن الطفل يكون معرضاً للإصابة بالإمساك، ولكن محتوى الزبيب من الألياف يؤدي لقيام جهازه الهضمي بعمله بكفاءة، ويستمر نظامه في دخول الحمام صباحاً مع الاستيقاظ من النوم.
قد يهمك أيضاً: السن المناسبة لتعويد الأطفال على الصيام؟
*ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.