احذري القسوة على نفسية طفلك وإليك أساليب التربية الصحيحة

تأثير القسوة على نفسية الطفل
تأثير القسوة على نفسية الطفل

تتسبب القسوة في تربية الأطفال في حرمانهم من فرصة استيعاب الانضباط الذاتي وتغير الطريقة التي يقرأ بها جسم الطفل الحمض النووي لهم، ما يزيد من المخاطر البيولوجية للإصابة بعدد من الأمراض والتأثير على نمو طفلك الصغير، فغالباً ما يعتمد الأسلوب القاسي لتربية الأطفال على مبادئ وقواعد صارمة وتطبيق العقاب والصراخ وغيرها من أشكال التأديب القاسي، أملاً في أن يتعلم الأطفال من أخطائهم.

تظهر الأبحاث أن هذا النوع من النهج يمكن أن يسبب الصدمة والخوف والكراهية لدى الأطفال لأنه يجعل الأطفال يشعرون بعدم التقدير ويفتقرون إلى الثقة بالنفس، مما قد يؤثر على نمو الطفل وثقته بنفسه، وسيواجه الصغار الذين يخشون التحدث بصراحة مع والديهم أيضاً صعوبات في بناء علاقات صحية ومنفتحة في المستقبل. فيما يلي وفقاً لموقع"raisingchildren" علامات تشير إلى تعاملك بقسوة مع طفلك.

عدم التسامح مطلقاً

صرامة الأم تعيق النمو العاطفي للطفل-الصورة من موقع AdobeStock

عندما تكون الأم صارمة للغاية في كل موقف، قد تعيق النمو العاطفي للطفل، وتجعله يشعر بأنه أقل استماعاً أو تقديراً، وبدلاً من تطبيق القواعد بشكل صارم من دون استثناءات، يجب على الأمهات إظهار الرغبة في تقييم سلوك أطفالهن في سياق أوسع.

على سبيل المثال، إذا خالف الطفل إحدى القواعد بسبب ضغط الأقران أو المشاكل العاطفية التي يواجهها، فيجب على الوالدين أخذ هذه العوامل في الاعتبار قبل اتخاذ أي إجراء تأديبي ويساعد هذا النهج الأطفال على الشعور بالفهم والدعم، وبالتالي تعزيز العلاقة العاطفية بين الوالدين والأطفال.

قد يهمكِ الاطّلاع على كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره؟

الأطفال لديهم قيود كثيرة

إن وجود توقعات عالية يمكن أن يحفز الأطفال بالفعل على تحقيق أقصى إمكاناتهم، وفي المقابل عندما تصبح هذه التوقعات غير واقعية، يمكن أن يشعر الأطفال بالتوتر وعدم القدرة على تلبية هذه التوقعات.

يمكن أن يؤدي هذا الضغط المفرط إلى إصابة الأطفال بمشاكل مختلفة، مثل القلق وتدني احترام الذات والتمرد. سيشعر طفلك بأنه ليس جيداً بما فيه الكفاية في نظر والديه، مما يؤدي إلى الإضرار بعلاقتك به يمكن لهذه الحالة أيضاً أن تقلل من ثقة الطفل بنفسه.

وفي الوقت نفسه، غالباً ما يشعر الأطفال الذين يكبرون في بيئات صارمة للغاية بأن لديهم سيطرة أقل على حياتهم. سيشعرون أن والديهم يتحكمان في حياتهم، بدءاً من الأشياء الصغيرة وحتى القرارات الكبيرة.

يمكن أن يعيق هذا قدرة الطفل على اتخاذ قراراته الخاصة وتنمية الشعور بالمسؤولية عندما يواجه موقفاً يتعين عليه فيه اتخاذ قرار من دون توجيه الوالدين، سيشعره بالارتباك وعدم الاستعداد.

تقديم التوجيهات بشكل مستمر

إن اختيار اللحظة المناسبة لإعطاء التعليمات يساعد الأطفال على تعلم الاستقلال، فعندما يشعر الأطفال بالثقة في إدارة الأشياء الصغيرة بأنفسهم، سيتطور لديهم شعور بالمسؤولية والاستقلالية.

وهذا يشجعهم أيضاً على التفكير النقدي واتخاذ قراراتهم الخاصة التي تعتبر مهمة لحياتهم المستقبلية. بالإضافة إلى تقليل التعليمات، فإن طريقة إخبار طفلك بها تعد مهمة أيضاً، حيث يسمع الأطفال التعليمات التي يتم قولها بصوت هادئ ومتفهم ويتبعونها.

يمكن للوالدين شرح الأسباب الكامنة وراء بعض القواعد، وهذا لا يجعل الأطفال أكثر عرضة لاتباع التعليمات فحسب، بل يساعدهم أيضاً على فهم أهمية القواعد.

عدم تقديم خيارات

يبدو بعض الآباء متسلطين في عيون أطفالهم، وهذا يجعل الأطفال يشعرون بالقيود وليس لديهم أي اتجاه في الحياة، ولكن إعطاء الاختيارات للأطفال سيساعدهم على تطوير قدراتهم على اتخاذ القرار.

على سبيل المثال، من خلال طرح السؤال "هل تفضل وضع ملابسك أولاً أم ترتيب سريرك؟"، يوفر الآباء مساحة لأطفالهم لاختيار المهام التي يجدون أنها أسهل للقيام بها أولاً. وهذا لا يجعل الأطفال يشعرون بالتقدير فحسب، بل يعلمهم أيضاً كيفية إدارة المهام بفعالية.

الثناء والضغط على الطفل

إن الثناء الذي يتم تقديمه فقط للحصول على نتائج مثالية يمكن أن يجعل الأطفال يشعرون بعدم التقدير، وقد يصبح الأطفال الذين يُطلب منهم دائماً تحقيق الكمال متوترين للغاية وقلقين بشأن الفشل.

قد يخافون أيضاً من تجربة أشياء جديدة لأنهم يشعرون بالقلق من أنهم لن يتمكنوا من تلبية المعايير التي وضعها آباؤهم، وهذا يمكن أن يعيق تطور الإبداع وقدرتهم على التعلم من الأخطاء.

التذمر أكثر من اللازم

القسوة في التربية
يتجاهل بعض الأطفال التعليمات والنصائح من والديهم

يمكن لطفلك الصغير أن يصبح سلبياً ولا يتصرف إلا عندما يتم توبيخه نتيجة لذلك، قد لا يتعلم كيفية إدارة وقته أو حل المشكلات، ويمكن أن يكون لهذا تأثير سلبي على قدرته على إدارة المسؤوليات المستقبلية، سواء في السياقات الأكاديمية أو المهنية أو الشخصية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يقلل التذمر من فعالية التواصل بين الوالدين والأطفال وعندما يشعر الأطفال بالتذمر المستمر، فقد يبدأون في تجاهل التعليمات والنصائح من والديهم.

فبدلاً من الشعور بالتحفيز، يمكن أن يشعروا بالإحباط والملل. يمكن أن يؤدي ذلك إلى المقاومة أو التمرد، حيث يتجاهل طفلك الأوامر عمداً كشكل من أشكال الاحتجاج على التذمر المفرط منك.

كذب الأطفال

عادة يقول الأطفال الحقيقة بشكل طبيعي، لكن عندما تكون الأم قاسية جداُ يمكن أن تجعل طفلها الصغير يكذب لتجنب العقاب، كما يمكن أن تؤدي القواعد الصارمة إلى خلق بيئة غير آمنة عاطفياً للأطفال، وسيضطرون إلى الكذب لحماية أنفسهم من العواقب الوخيمة.

غالباً ما يتضمن التأديب القاسي عقاباً جسدياً وتهديدات تهدف إلى التحكم في سلوك الطفل. وفي المقابل، فإن هذا النهج يمكن أن يجعل الأطفال يشعرون بالخوف والقلق، مما يجعلهم أكثر عرضة لإخفاء الأخطاء أو البحث عن طرق لتجنب العقاب.

ربما تودين التعرف إلى أخطاء تقع بها الأمهات أثناء اتباع قواعد التربية الإيجابية مع أطفالها

التهديد أكثر من اللازم

غالباً ما تكون التهديدات الفارغة أو العقوبات غير الواقعية أسلوب الوالدين لتربية أطفالهم وفي المقابل، فإن هذا النوع من التهديد غير الفعال يضر بالعلاقة بينهم فعندما لا يتم تنفيذ التهديدات، يتعلم طفلك الصغير أنه لا يمكن الاعتماد على كلمات الوالدين، وبالتالي تدمير ثقتهم. والأسوأ من ذلك أن التهديدات المفرطة يمكن أن تخلق الخوف والارتباك، بدون توفير فهم واضح للسلوك المرغوب من الطفل.

بدلاً من ذلك، يتطلب الانضباط الفعال عواقب متسقة ومعقولة لتصحيح سلوك طفلك.

استخدام العبارات المهينة

الكلمات القاسية أو المهينة، حتى عندما يتم التحدث بها بهدوء، يمكن أن تسبب ألماً عاطفياً عميقاً لدى الطفل. قد يشعر بعدم التقدير أو الحب يكون له تأثير سلبي على نموه العاطفي والنفسي، مما يسبب قلة الثقة بالنفس ومشاكل في العلاقات في المستقبل.

بدلاً من ذلك، استخدمي كلمات بناءة وداعمة، حتى عندما يتعلق الأمر بالتأديب أو التصحيح. على سبيل المثال، بدلاً من قول "أنت دائماً فوضوي"، من الأفضل القول "حاول أن تكون أكثر ترتيباً". هذا التغيير البسيط في اختيار الكلمات يمكن أن يجعل الطفل يشعر بالدعم والتحفيز لإجراء تغييرات إيجابية من دون الشعور باللوم أو الإحباط.

عدم دعم الأطفال

إن دفع الأطفال لإكمال المهام الصعبة أو مواجهة التحديات من دون دعم، يمكن أن يجعلهم يشعرون بالإرهاق والعجز، ويمكن أن يؤدي هذا النهج إلى إصابة الأطفال بالإحباط وفقدان الدافع.

في المقابل، عندما يخصص الآباء وقتاً للعمل مع أطفالهم، فإنهم يشعرون بالدعم وقدرة أفضل على مواجهة الصعوبات. الدعم المباشر من الوالدين لا يساعد الأطفال على إكمال المهام فحسب، بل يقوي أيضاً الرابطة العاطفية بين الوالدين والأطفال.

* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.