كيف يمكن تطوير ودعم المهارات الحركية لدى الرضع من 0- 6 أشهر؟

صورة لطفل يجلس ويلعب وحده
طفل يجلس وحده ويمسك بأصابعه المكعب

تعد الأشهر الأولى في حياة الطفل الرضيع من 0 حتى 6 أشهر مرحلة أساسية في حياته؛ حيث يبدأ خلالها تطوير مهاراته الحركية التي تعد الأساس لنضجه العقلي والعاطفي في المستقبل، فيبدأ الطفل في هذه الفترة تعلم كيفية التحكم في حركاته الجسدية، وهي عملية معقدة تتطلب العديد من التدخلات والتوجيهات من الوالدين والمحيطين.
في هذا التقرير، يوضح الدكتور محمود سيد سليمان، أستاذ طب الأطفال، أهمية دعم نمو الطفل الحركي لدى الرضع، وتطوير مهاراته الحركية، وكيف يمكن تعزيز هذه المهارات في الأشهر الأولى من عمره.

المهارات الحركية وكيفية تطويرها

المهارات الحركية الكبرى

الجلوس من المهارات الحركية الكبرى

المهارات الحركية تشير إلى قدرة الطفل على التحكم في حركات جسمه بطريقة مدروسة وفعالة، وتنقسم هذه المهارات الحركية إلى نوعين رئيسيين:

والتي تشمل الحركات الكبيرة مثل الجلوس والمشي، والمهارات الحركية الدقيقة التي تشمل الحركات الصغيرة مثل الإمساك بالأشياء.

تشمل المهارات الحركية الكبرى الحركات التي تتطلب التنسيق بين مجموعات العضلات الكبيرة في الجسم، مثل التحكم في الرأس، الجلوس، الزحف، والوقوف.

عادةً ما يبدأ الطفل في التحكم برأسه في الأشهر الثلاثة الأولى، ثم يبدأ تدريجياً في تعلم كيفية الجلوس من دون دعم عندما يبلغ من العمر حوالي ستة أشهر.

مع تقدم الطفل في العمر، يبدأ في الزحف في حوالي الشهر السابع، ثم يستعد للمشي في الأشهر من 10-12 شهراً، كما يساعد الزحف والوقوف تدريجياً في تحسين التنسيق بين الدماغ والعضلات، مما يؤدي إلى تقوية التوازن وتنسيق الحركة.

 

المهارات الحركية الدقيقة

طفل قادر على الإمساك بلعبته

المهارات الحركية الدقيقة تتعلق بحركات اليدين والأصابع، مثل الإمساك بالأشياء والكتابة في المستقبل، وتبدأ هذه المهارات في التكوين في الأشهر الأولى، عندما يبدأ الطفل في استخدام أصابعه للإمساك بالأشياء، مثل الألعاب أو أصابع الوالدين.
وعند بلوغ الطفل ستة أشهر، يمكنه عادة استخدام حركة "القبضة" بشكل أكثر تنسيقاً، في الأشهر التالية سيبدأ الطفل في تطوير قدرته على التنسيق بين اليد والعين، مما يساعده في تعلم كيفية الإمساك بالأشياء بدقة أكبر؛ مثل الإمساك بالكوب أو الملعقة في مراحل لاحقة من حياته.

العوامل المؤثرة في تطوير المهارات الحركية للرضع:

التغذية السليمة تؤثر على تطور مهارات الطفل

التغذية الصحية

تعد التغذية السليمة من أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على تطور المهارات الحركية لدى الرضع، والطفل الذي يحصل على غذاء غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية، مثل الكالسيوم وفيتامين "د" والبروتين، يكون أكثر قدرة على تطوير قدراته الحركية بشكل أسرع، على سبيل المثال، الكالسيوم ضروري لتقوية العظام، مما يسهم في تطوير قدرة الطفل على الوقوف والمشي في وقت لاحق.

البيئة المحيطة

بيئة الطفل تلعب دوراً كبيراً في دعم نموه الحركي، عندما يكون لدى الطفل مساحة كافية للزحف أو اللعب بحرية، فإن ذلك يعزز قدراته على التحكم في حركاته، يمكن للألعاب التي تشجع الطفل على التحرك، مثل الكرات الصغيرة أو الألعاب التي تتطلب الزحف أو الحبو للوصول إليها، أن تكون مفيدة جداً.

متى يحبو الطفل ويجلس ومتى يمشي ويتكلم؟

التحفيز المبكر

طفل يرفع رأسه ليبحث عن لعبته

التحفيز الجسدي والعقلي في الأشهر الأولى يمكن أن يسهم بشكل كبير في تسريع نمو المهارات الحركية.
على سبيل المثال، يمكن للوالدين تشجيع الطفل على الزحف؛ من خلال وضع الألعاب بعيداً قليلاً عنه، مما يجعله يحاول الوصول إليها.
كما أن الأنشطة التي تشجع الطفل على استخدام عضلاته، مثل التمدد والتمارين اللطيفة، تساعد على تقوية جسمه وتحسين مرونته.

التفاعل مع الآخرين

التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص المحيطين بالطفل له تأثير إيجابي على تطور مهاراته الحركية، فعندما يتفاعل الطفل مع الوالدين أو الأشقاء أو حتى الأصدقاء؛ يمكنه تعلم الكثير عن التنسيق بين الحركة والتفاعل الاجتماعي، على سبيل المثال، عندما يمسك الوالد بيد الطفل ويشجعه على الوقوف؛ يساعد ذلك في تحسين التوازن.

طرق عملية لدعم نمو المهارات الحركية عند الرضع

طفل يلعب فتنمو مهاراته

إعطاء الطفل وقتاً للعب الحر
من الضروري أن يُمنح الطفل الوقت الكافي للعب الحر بعيداً عن الأجهزة أو الأثاث المحيط به؛ حيث يمكن للطفل أن يستفيد كثيراً من وقت البطن (وضع الطفل على بطنه)؛ ما يحفز هذا الوضع الطفل على رفع رأسه وتطوير عضلات الرقبة والظهر، لذا يُعد وقت البطن من أهم الأنشطة التي تقوي عضلات الطفل، وتساعده على تعلم الزحف والجلوس لاحقاً.
استخدام الألعاب المناسبة
الألعاب التي تحفز الحركة يمكن أن تكون مفيدة للغاية؛ كالألعاب التي تشجع الطفل على الزحف أو الوصول إلى شيء بعيد؛ تشجعه على تنمية المهارات الحركية الكبرى. الألعاب التي يمكن للطفل الإمساك بها بسهولة في بداية حياته، مثل المكعبات اللينة أو الألعاب التي تصدر أصواتاً، يمكن أن تساعده أيضاً في تطوير مهاراته الحركية الدقيقة.
التشجيع على الجلوس والوقوف
عندما يصل الطفل إلى مرحلة الجلوس؛ يمكن تشجيعه على الجلوس بمفرده لفترات قصيرة، كما يمكن دعمه في تعلم الوقوف؛ عن طريق مساعدته في الحفاظ على توازنه باستخدام يديه، تدريجياً، عندما يكتسب الطفل القوة العضلية والتنسيق؛ سيبدأ في الوقوف بنفسه، هذا التحفيز المبكر مهم للغاية لتطوير القدرات الحركية بشكل مناسب.
التقليل من استخدام الأجهزة التي تمنع الحركة
من المهم أن يتم التقليل من استخدام الأجهزة، مثل الكراسي العالية أو عربات الأطفال التي تمنع الطفل من التحرك بحرية، هذه الأجهزة قد تحدّ من فرص الطفل في تطوير مهاراته الحركية الطبيعية، مثل الزحف أو الوقوف، ويفضّل أن يُسمح للطفل بالتحرك بحرية أكثر في بيئة آمنة.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.