الحزاز المسطح هو مرض جلدي التهابي مزمن يُصيب الجلد والشعر والأظافر والفم والأعضاء التناسلية.
هذا المرض غير معدِ يسبب الحكة، يبدأ على شكل طفحٍ جلدي ينطوي على عُقيدات صغيرة منفصلة باللون الأحمر أو الأرجواني تتجمَّع مع بعضها البعض في وقت لاحق، وتأخذ شكل بقع خشنة متقشرة.
سبب الحزاز المسطح غير معروف بعد، ولكن ربما يكون رد فعل للجهاز المناعي مع أنواع متعددة من الأدوية مثل حاصرات بيتا، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية وغيرها.
وقد يحدث الحزاز المسطح للفم عند بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد ب، أو الذين تلقوا لقاح التهاب الكبد ب، أو بالتهاب الكبد سي، أو الذين يعانون من اضطراب الكبد التهاب الأقنية الصفراوية الأولي، وفق دليل MSD.
لكن في جديد الدراسات اكتشاف علاج موجّه يمكن أن يجلب بعض الراحة للأشخاص المتعايشين مع مرض الحزاز المسطح. فماذا جاء في الدراسة؟
مرض الحزاز المسطح وأحدث الدراسات
حدد باحثون تغييرات جزيئية وخلوية فريدة في الجلد المصاب بالحزاز المسطح، وعلى وجه التحديد استجابة مناعية مفرطة تشمل أنوعًا محددة من الخلايا التائية، وهي مكوّن شديد الأهمية في الجهاز المناعي، من خلال دراستهم التي نشرت في مجلة التحقيقات السريرية (Journal of Clinical Investigation)، والتي هي ضمن المرحلة الثانية في تجربتهم السريرية الأولى على الإنسان.
ذهب باحثو "مايو كلينك" بعدها لاستخدام البارسيتينيب الذي يعوق بشكل انتقائي المسارات الالتهابية المحددة للحزاز المسطح، لعلاج المرضى المسجلين في الدراسة.
السيتوكينات هي بروتينات صغيرة ضرورية للتحكم في نمو خلايا الجهاز المناعي وخلايا الدم الأخرى ونشاطها. وتشمل إنترفيرون غاما، وهي إشارة حرجة للاستجابات الطبيعية المضادة للفيروسات، والتي تصبح شاذة حال الإصابة بالحزاز المسطح وتسبب مهاجمة الخلايا المناعية للخلايا الطبيعية.
وبما أن إنزيمات يانوس كيناز (JAK) تلعب دوراً في غاية الأهمية في استجابة الجسم للالتهابات، فإن البارسيتينيب هو أحد مثبطات إنزيمي يانوس كيناز 1 و2 الذي يقطع مسار إرسال إشارات إنترفيرون غاما عن طريق تعطيل هذه الإنزيمات. ويساعد هذا الأمر على تقليل الالتهاب وكبت الاستجابة المناعية المفرطة التي تساهم في مثل تلك الحالات.
قد تهمك متابعة نظام غذائي للوقاية من الالتهابات.. خصوصاً التهاب المفاصل
علاج الحزاز المسطح بات قاب قوسين

شهد المرضى ممن لديهم مرض مستعص على العلاج استجابة سريرية مبكرة ومستدامة للعلاج، نتج عنها تحسّن في استجابة الأعراض بلغ 83% خلال 16 أسبوعًا من العلاج، وهو تحسّن ملحوظ مقارنة بالقيمة القاعدية. وخفّضت المعالجة سريعاً نشاط الإنترفيرون، وهو جزيء إشاري في هذا المرض، كما خفّضت الخلايا التائية المحددة المسببة للأمراض.
"يُعتبر هذا البحث خطوة مهمة في رسم الصورة الكاملة لفهم أمراض المناعة الذاتية والالتهابات، وعلاجها"، وفق ما جاء على لسان آرون آر مانجولد، دكتور في الطب طبيب الجلدية والباحث في مركز مايو كلينك الشامل للسرطان في مقر مايو كلينك في فينيكس. حيث "توفر هذه النتائج خياراً علاجياً محتملاً وفعالاً ومخصصاً لمرض الحزاز المسطح ومستهدفات علاجية لأمراض التهابية أخرى".
هل مرض الحزاز المسطح شائع؟
يصيب الحزاز المسطح نحو 1 -2% من عامة السكان، مما يغير جودة الحياة للمرضى بسبب الحكة الشديدة والألم. ويظهر على البشرة في صورة بثور أرجوانية مسطحة تسبب الحكة وتتطور على مدار عدة أسابيع.
كما يشكل بقعاً بيضاء شريطية في الفم والغشاء المخاطي التناسلي، مصحوبة في بعض الأحيان بتقرحات مؤلمة.
لا يزال علاج الحزاز المسطح صعباً والخيارات العلاجية ما زالت قليلة. فحتى الآن، لم يطور الباحثون أي أدوية خاصة بمرض الحزاز المسطح. ورغم غياب العلاج الشافي، إلا أن هناك علاجات متنوعة بإمكانها المساعدة في إدارة الأعراض. ولكن تأتي هذه العلاجات مصحوبة بأعراض جانبية شائعة مثل ترقق الجلد وضعف الجهاز المناعي وزيادة خطر التعرض للعدوى.
في حين هناك حاجة لمزيد من الخيارات لهؤلاء الذين لا يستجيبون للعلاج. فبعض الأنواع الفرعية من المرض، مثل الحزاز المسطح الضخامي والحزاز المسطح المخاطي، مزمنة ولا تستجيب للعلاج.
الحزاز المسطح: خاتمة
تقدم هذه الدراسة البحثية رؤى قيمة بخصوص الفسيولوجيا المرضية للحزاز المسطح وتظهر إمكانات البارسيتينيب كعلاج واعد، كما يصفه الدكتور مانجولد، استشاري مايو كلينك في قسم الأمراض الجلدية والذي يدرس الحالات الالتهابية النادرة والعلاجات الجديدة، والذي أجرى في وقت سابق المرحلة الثانية من تجربة سريرية لاستهداف هذه الخلايا.
*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.