كثيرًا ما تشعر الأم بالقلق والحيرة حيال علاقتها بابنتها المراهقة؛ فهي تعتقد أنها لا تعرف كيف تتحدث مع ابنتها المراهقة؟ وبعد أن قررت أن تبدأ محادثة بسيطة معها وجدت النتيجة مذهلة، وفي المقابل نجد الحال هو نفسه مع الفتيات المراهقات؛ حيث أن70% منهن يشعرن بأنهن لا يستطعن التحدث بحرية مع أمهاتهن، هذا رغم احتياج الجانبين لهذه الخطوة.
اللقاء والدكتورة سعاد الكثباني، أستاذة علم النفس وتعديل السلوك، وحديث عن كيفية مشاركة الأم لتفاصيل حياة ابنتها المراهقة، مع استعراض لبعض الجمل والكلمات التي يجب على الأم تكرارها على مسامع الابنة المراهقة؛ للوصول إلى قلبها ومشاركتها تفاصيل حياتها.
سيدتي الأم:

بناء علاقة قوية مع ابنتك المراهقة يتطلب منك الصبر والتفهم والاهتمام، وبناء الثقة تبدأ بالمحادثات البسيطة، الاستماع الفعّال، تجنب النقد.
وبتعزيز العلاقة الإيجابية بينكما، يمكنك أن تكوني صديقة وداعمة لابنتك في هذه المرحلة الحرجة من حياتها، وتذكري أن المراهقات يحتجن إلى الشعور بأنهن مسموعات ومفهومات، وأنهن يستطعن الاعتماد على أمهاتهن للحصول على الدعم والإرشاد.
بالاستماع الجيد وتقبل مشاعرها تحمين ابنتك المراهقة قد يهمك التعرف إلى التفاصيل
الخطوةالأولى: حرية الحديث مع الأم

الثقة هي الأساس لأي علاقة ناجحة، وإذا شعرت الفتاة المراهقة بأنها تستطيع التحدث بحرية مع والدتها، فإن ذلك يعزز من صحتها النفسية.
العلاقات الأسرية الإيجابية تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الصحة النفسية للمراهقين،وتعزيز قدرة المراهقين على التكيف مع التحديات النفسية.
العلاقات الأسرية القوية تعني أن الفتاة المراهقة تشعر بالأمان والدعم، مما يمكنها من مواجهة التحديات اليومية بثقة أكبر؛ فالثقة المتبادلة بين الأم وابنتها تتيح للفتاة المراهقة الشعور بالراحة عند مشاركة مشاعرها وأفكارها، مما يعزز من صحتها النفسية ويقلل من مستويات التوتر والقلق.
من المهم أن تكون الأم صديقة لابنتها المراهقة، حيث يمكن أن تكون هذه العلاقة مصدرًا للدعم والإرشاد، فعندما تشعر الفتاة بأنها تستطيع التحدث بحرية مع والدتها، فإنها تكون أكثر استعدادًا لمشاركة مشاعرها وأفكارها، مما يساعدها على التعامل مع الضغوطات النفسية بشكل أفضل.
الخطوة الثانية: كيفية بدء المحادثة
ابدئي بمحادثات بسيطة حول اهتماماتها اليومية، اسأليها عن يومها في المدرسة أو عن أصدقائها، مثال: "كيف كان يومك في المدرسة اليوم؟ هل حدث شيء مثير للاهتمام؟" هذه الأسئلة البسيطة تفتح الباب لمزيد من الحوار، وتظهر لابنتك أنك مهتمة بحياتها اليومية.
يمكنك أيضًا التحدث عن اهتماماتها وهواياتها؛ إذا كانت تحب القراءة، اسأليها عن الكتاب الذي تقرأه حاليًا،إذا كانت مهتمة بالرياضة، اسأليها عن فريقها المفضل أو عن آخر مباراة شاهدتها، هذه المحادثات تساعد في بناء جسر من التواصل بينكما وتجعلها تشعر بأنك تهتمين بما يهمها.
من المهم أن تكون المحادثات طبيعية وغير مجبرة، وحاولي أن تكوني مستمعة جيدة وأن تظهري اهتمامك بما تقوله ابنتك أيضا، كما يمكنك مشاركة بعض تجاربك الشخصية عندما كنت في سنها، مما يمكن أن يساعد في بناء جسر من الفهم والثقة والاحترام المتبادل.
لكل المراهقين شباب وبنات: تعرفوا إلى أنواع الحوار وأهمية إتقانها
الخطوة الثالثة: الاستماع الفعّال

استمعي لما تقوله ابنتك المراهقة دون مقاطعة، أظهري اهتمامك بما تقول من خلال تعابير الوجه والإيماءات؛ مثال: "أفهم ما تشعرين به، هل يمكن أن تخبريني المزيد عن ذلك؟" الاستماع الفعّال يعني أنك تعطيها الفرصة للتعبير عن مشاعرها وأفكارها دون أن تشعريها بأنها محكمة أو موجهة.
عندما تستمعين بفعالية، فإنك تظهرين لابنتك أنك تقدرين مشاعرها وتحترمينها، ما يعزز من ثقتها بك ويجعلها تشعر بأنها مسموعة ومفهومة، ولكن تجنبي تقديم النصائح أو الحلول فورًا، و اتركي لها فرصة التعبير عن المشاعر بالكامل قبل أن تتدخلي.
الاستماع الفعّال يتطلب الصبر والتفهم، لهذا حاولي أن تكوني مستمعة جيدة وأن تظهري اهتمامك بما تقوله ابنتك من خلال تعابير الوجه والإيماءات، يمكنك أيضًا استخدام عبارات لتشجيعها على التحدث بشكل أعمق.
الخطوة الرابعة: تجنبي النقد

تجنبي النقد المباشر أو الحكم على تصرفاتها، و بدلاً من ذلك حاولي فهم وجهة نظرها. مثال: "أرى أنك تشعرين بالإحباط، هل يمكن أن نتحدث عن السبب؟" النقد المباشر يمكن أن يجعل المراهقة تشعر بالدفاعية ويغلق باب التواصل بينكما.
حاولي تقديم ملاحظات بناءة بطريقة لطيفة ومحترمة بدلًا من النقد، على سبيل المثال، إذا كانت ابنتك تتصرف بطريقة لا تعجبك، حاولي أن تفهمي السبب وراء تصرفها قبل أن تحكمي عليها، اسأليها عن مشاعرها وأفكارها ولا تكوني ناقدة.
من المهم أن تكوني متفهمة وداعمة ومشجعة بدلاً من أن تكوني ناقدة، يمكنك التحدث عن مشاعرها وأفكارها، تذكري أن الهدف هو بناء علاقة صداقة تبنى على الثقة والاحترام .
الخطوة الخامسة: تعزيز الإيجابية
استخدمي كلمات مشجعة وإيجابية لتعزيز ثقتها بنفسها. مثال: "أنا فخورة بك لما حققته اليوم، هل يمكن أن تخبريني كيف شعرت بذلك؟" الكلمات الإيجابية تعزز من ثقة الفتاة المراهقة بنفسها وتجعلها تشعر بأنها مقدرة ومحبوبة.
عندما تستخدمين كلمات مشجعة، فإنك تساهمين في بناء صورة ذاتية إيجابية لدى ابنتك، هذا يساعدها على الشعور بالثقة والقدرة على مواجهة التحديات بثبات، حتى في الأوقات التي تكون فيها الأمور صعبة.
من المهم أن تكوني مشجعة وداعمة في كل محادثة، حاولي استخدام كلمات مشجعة وإيجابية لتعزيز ثقتها بنفسها، يمكنك استخدام عبارات مثل "أنا فخورة بك لما حققته اليوم، هل يمكن أن تخبريني كيف شعرت بذلك؟" لتشجيعها على التحدث عن مشاعرها وأفكارها.
أمثلة على الجمل والمحادثات
إليك بعض الأمثلة على الجمل والمحادثات التي يمكن أن تساعدك في بناء الثقة وكسر الجليد مع ابنتك المراهقة:
- السؤال عن اليوم: "كيف كان يومك في المدرسة اليوم؟ هل حدث شيء مثير للاهتمام؟"
- التحدث عن الاهتمامات: "ما هو الكتاب الذي تقرأينه حاليًا؟ هل أعجبك؟"
- الاستماع الفعّال: "أفهم ما تشعرين به، هل يمكن أن تخبريني المزيد عن ذلك؟"
- تجنب النقد: "أرى أنك تشعرين بالإحباط، هل يمكن أن نتحدث عن السبب؟"
- تعزيز الإيجابية: "أنا فخورة بك لما حققته اليوم، هل يمكن أن تخبريني كيف شعرت بذلك؟"
*ملاحظة من "سيدتي" قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.