المراهقة ليست مجرد مرحلة عمرية، بل هي فترة من التغيرات الجذرية التي يمر بها المراهق، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي، وتُعد هذه المرحلة حجر الأساس لتشكيل شخصيته وبناء مستقبله، وفي الوقت نفسه تُعتبر واحدةً من أكثر المراحل تعقيداً في حياته.
في هذا التقرير يتناول الدكتور محسن بيومي أستاذ الطب النفسي سنوات المراهقة من جميع الزوايا، ويتم ذلك بالاستماع الفعال وتشجيع الحوار وتوفير القدوة الحسنة والتوازن بين الصرامة والمرونة، مؤكداً أن تفهُّم عالم المراهقين أولى خطوات بناء الثقة معهم.
أفكار تهمك
المراهقة هي المرحلة العمرية التي تبدأ من سن العاشرة تقريباً وحتى نهاية سن العشرينيات، وربما أكثر بسنوات قليلة، حيث ينتقل فيها الفرد من الطفولة إلى النضج.
مرحلة المراهقة ليست سهلة، سواء بالنسبة للمراهقين أنفسهم أو للأشخاص المحيطين بهم؛ فهي فرصة ذهبية لبناء علاقة قوية ومستدامة معهم.
بالفهم والتواصل والدعم، يمكن أن تتحول هذا التحديات إلى رحلة مميزة، تُسهم في بناء شخصيات ناضجة ومسؤولة.
المراهقون يحتاجون إلى بيئة آمنة ومحفزة تمكنهم من استكشاف أنفسهم، واتخاذ قرارات تساعدهم على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
بتوفير هذه البيئة، يمكن للأهل والمعلمين والمجتمع أن يساهموا في إعداد جيل واعٍ ومسؤول يساهم في بناء مستقبل أفضل.
6 خطوات للتعامل مع انفعالات المراهق الزائدة وطرق مختلفة لمعاقبته
تغيرات على عدة مستويات
وتتسم هذه المرحلة بحدوث تغيرات كبيرة على المستويات الآتية:
تغيرات جسدية:
نمو سريع في الطول والوزن، تغيرات هرمونية تؤثر على المظهر الخارجي، مثل ظهور الشعر الزائد وتغيرات الصوت.
تغيرات نفسية:
تطور الوعي بالذات والرغبة في الاستقلال، تقلبات مزاجية ناتجة عن التغيرات الهرمونية.
تغيرات اجتماعية:
البحث عن القبول الاجتماعي والانتماء إلى مجموعة معينة، تحديات في التعامل مع السلطة، سواء كانت من الأهل أو المدرسة.
احتياجات المراهقين الأساسية
لفهم المراهقين والتعامل معهم بشكل إيجابي، يجب إدراك احتياجاتهم الرئيسية.
الحب والقبول:
يشعر المراهقون بالحاجة إلى أن يُحبهم الآخرون ويقبلونهم كما هم، دون شروط.
الاستقلالية:
يرغب المراهقون في أن يكون لهم قراراتهم الخاصة ويشعرون بالقدرة على التحكم بحياتهم.
الدعم العاطفي:
يحتاجون إلى شخص يثقون به للتحدث عن مشاعرهم ومخاوفهم دون خوف من الانتقاد.
التوجيه:
على الرغم من رغبتهم في الاستقلال، إلا أنهم يحتاجون إلى توجيه يضمن عدم انجرافهم نحو قرارات خاطئة.
الاعتراف بقدراتهم:
يتوق المراهقون إلى الاعتراف بإنجازاتهم وقدراتهم، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم.
تحديات المراهقة وكيفية التعامل معها
التغيرات المزاجية:
تقلبات المزاج هي جزء طبيعي من المراهقة نتيجة التغيرات الهرمونية، على الأهل أن يتحلوا بالصبر وأن يحاولوا تفهم أسباب هذه التغيرات.
كيفية التعامل:
تجنب الانتقاد المباشر، توفير بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر، تشجيع المراهق على ممارسة أنشطة تساعد في تخفيف التوتر، مثل الرياضة أو الفنون.
التواصل مع الأصدقاء، يلعب الأصدقاء دوراً كبيراً في حياة المراهقين، حيث يصبحون مرجعية مهمة لهم في هذه المرحلة.
التعرف إلى أصدقاء المراهق دون التدخل المفرط، مع توجيههم نحو اختيار أصدقاء إيجابيين.
التعامل مع التكنولوجيا
مع الانتشار الواسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يقضي المراهقون ساعات طويلة أمام الشاشات.
وضع قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، وتشجيعهم على ممارسة أنشطة خارجية.
التحدث معهم عن مخاطر الإنترنت، مثل التنمر الإلكتروني أو المعلومات المضللة.
الضغط الأكاديمي
يشعر العديد من المراهقين بالضغط لتحقيق أداء أكاديمي مميز، مما قد يؤدي إلى التوتر والقلق.
على الآباء تقديم الدعم العاطفي وتشجيعهم دون فرض توقعات غير واقعية.
مساعدتهم في وضع خطة دراسية منظمة، تعزيز فكرة أن الفشل ليس نهاية الطريق.
الصراعات الأسرية
قد تنشأ خلافات بين المراهقين وأفراد أسرهم نتيجة الاختلاف في الآراء أو الرغبة في الاستقلالية.
- الحوار المفتوح بدلاً من الجدال.
- احترام آرائهم وإعطاؤهم مساحة للتعبير عن أنفسهم.
- تقديم النصيحة بطريقة ودية وغير مباشرة.
دور الأهل في دعم المراهقين
الأهل يلعبون دوراً محورياً في حياة المراهقين، ويُمكنهم أن يكونوا مصدر إلهام ودعم إذا تم التعامل مع هذه المرحلة بحكمة.
بناء الثقة
المراهقون يحتاجون إلى الشعور بأن والديهم يثقون بهم وبقدراتهم.
الاستماع الفعال
يجب أن يستمع الأهل لأبنائهم دون إصدار أحكام مسبقة، مما يعزز من شعورهم بالأمان.
تشجيع الحوار
بدلاً من فرض الأوامر، يمكن فتح نقاشات بناءة حول القضايا التي تهم المراهق.
توفير القدوة الحسنة
المراهقون يميلون إلى تقليد والديهم، لذا يجب أن يكون الأهل نموذجاً إيجابياً للسلوك.
تقدير إنجازاتهم
الاعتراف بجهود المراهقين وإنجازاتهم يعزز من الثقة بالنفس لديهم.
نصائح للتعامل مع المراهقين بنجاح
- التوازن بين الصرامة والمرونة، ووضع حدود واضحة مع إظهار التفهم والتسامح في بعض المواقف.
- التحفيز الإيجابي، بدلاً من التركيز على الأخطاء، يمكن تشجيع المراهقين على تحسين سلوكهم من خلال المكافآت.
- تقدير اهتماماتهم، قد تكون اهتمامات المراهق مختلفة عن توقعات الأهل، ولكن تقبلها يساعد في بناء علاقة أقوى.
- تعزيز مهارات اتخاذ القرار، بتعليم المراهقين كيفية التفكير النقدي وتحمل مسؤولية قراراتهم.
- الاهتمام بالصحة النفسية، بمراقبة العلامات التي قد تدل على مشكلات نفسية، مثل الاكتئاب أو القلق، وتقديم الدعم اللازم.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.