يتعرض الشباب والبنات إلى أنواع كثيرة من العقاب في حياتهم الشخصية منذ الصغر، إما أن تكون من الأسرة أو من خلال المدرسة، فهناك من يلجأ إلى الضرب، ومنهم من يتخذ القرار ضد أحلام أبنائهم. نعرض عليكم حالات لشباب وشابات تعرضوا لأنواع مختلفة من أساليب العقاب، لاتزال تؤثر عليهم إلى الآن!
تعرضت للضرب من والدي وأنا في الثانوية العامة، بطريقة مؤلمة جداً، حيث دفعني على مكتبه، وضربني 15 ضربة على ساقيّ، وهذا الشيء أثر في شخصيتي حتى الآن، أصبحت أخاف من أقل شيء.
نبيلة محمد خريجة، إدارة أعمال
عاقبني أبي عندما كنت في المرحلة الإعدادية، عندما أخبره أحد أقاربي بأني «أدخن السيجارة»، كان أبي يستخدم الكهرباء في معاقبتي، حتى الآن أشعر بالخوف أن أمسك بسلك كهربائي إذا خرب أي شيء في منزلي.
إسلام المنير، موظف حكومي
كرهت المدرسة، وانقطعت عنها لمدة عام بسبب ضرب أستاذي لي على أطراف أصابعي بشكلٍ مؤذٍ؛ حتى كسر أصبعي، حتى الآن أتذكره، وبسبب هذا العقاب ضاعت سنة من عمري في الدراسة.
حمادة الزميتي، صاحب محل تليفونات
لازلت أعاني نفسياً من أساليب عقاب والدتي لي، خصوصاً حينما وضعت السكين على النار وسخنتها وأحرقت ذراعي، وتركت أثراً جسدياً ونفسياً عميقاً.
سارة محمد، موظفة استقبال
العقاب الذي لا أقدر على نسيانه هو حلمي الوحيد الذي أصبح سراباً، أن أكون لاعب كرة قدم، عاقبني والدي بترك النادي؛ لأنه يعرف مصلحتي أفضل مني، وأن الدراسة أهم، وتخليت عن حلمي، وأصبحت لديّ عقدة نفسية تجاه والدي.
علي السيد، طالب جامعي
لا يوجد عقاب معين في حياتي تأثرت به حتى الآن، بسبب تدليلي في المنزل، وكل طلباتي مجابة.
هدى نبيل، خريجة فنون جميلة
كان والدي -رحمه الله- يمنعني من إعطاء الرأي، وكان يسبقني بالكلام، ويقطع حديثي دائماً، ما أثر عليّ نفسياً في اتخاذ أي قرار وقتها، وهذا كان أكبر عقاب منه؛ فقد سلبني التعبير عن الرأي.
نوال عاطف، سكرتيرة
أصعب عقاب لي في حياتي هو عقاب والدي -رحمه الله- لي، عندما كنت أرتكب أي خطأ كان يقاطعني، ويمنع معي الكلام؛ حتى أعود إلى الصواب مرة أخرى.
إيمان أبوليلة، مسؤولة علاقات عامة
عندما كنت صغيراً كانت تعاقبني أمي بسكب الماء البارد على جسدي عارياً في فصل الشتاء، وهذا أثر فيّ نفسياً، فكنت أتبول بشكل لا إرادي حتى عمر 13 عاماً.
أمجد أحمد، خريج كلية الطب
أعاقب نفسي كثيراً عندما يزداد وزني، وهناك عقاب آخر تعرضت إليه عندما تركت حلمي بسبب رفض والدي أن أعمل مضيفة طيران.
كرستينا حبيب، مدربة رياضة
في اللحظة نفسها
العقاب والتخويف لن يحفزا الطفل أبداً على أن يرغب في أن يكون صالحاً، وإنما الذي يحفزه على ذلك اطمئنانه وتشجيعه، والعقاب كما يرى الدكتور إبراهيم رخا، أستاذ علم النفس ليس دافعاً، وإنما هو أشبه بـ«الفرملة»؛ تضغطها كلما لاحظت خطراً، ومن ثم وجب أن يقترن بالخطأ في اللحظة نفسها؛ حتى يتم الارتباط بين الضرر الذي وقع، وبين الألم الناشئ عنه، وتظل هذه الرابطة سبباً في منع تكراره مرة أخرى، ولا تحسب أن العقاب معناه أن تظهر لابنك أنك لا تحبه، وإنما اجعل همك أن يراه لمصلحته هو لا لمصلحتك أنت، ولا لمصلحة شخص آخر. يستدرك قائلاً: العقاب يختلف من شخص لآخر، ويكون تقديره حسب الطفل، لا من وجهة نظر عنف الأب أو لينه.