mena-gmtdmp

5 أشياء تُقال على طاولة الطعام.. ويستحيل أن تُقال في قاعة الاجتماعات

كيف تصبح طاولة الطعام مساحة للصدق والمصارحة بلا حدود في العمل؟
كيف تصبح طاولة الطعام مساحة للصدق والمصارحة بلا حدود في العمل؟ - المصدر: freepik by wayhomestudio


هل تساءلت يوماً لماذا تبدو الأحاديث على طاولة الطعام أكثر صدقاً من تلك التي تُقال داخل قاعة الاجتماعات؟ في الاجتماعات، تُوزن الكلمات بميزان الدبلوماسية، وتُخبّأ الآراء خلف العروض والبيانات، أما على طاولة الطعام، فتنطلق الكلمات بعفوية، وتُقال الحقائق كما هي، دون تزييف أو حذر. فالمفارقة أن ما لا يجرؤ أحد على التصريح به في قاعة رسمية، يُقال ببساطة بين لقمة وضحكة. فهل الطعام يذيب الجليد؟ أم أن الأجواء غير الرسمية تفتح أبواباً مغلقة؟ هنالك 5 أسباب غير متوقعة تفسر لماذا تكون طاولة الطعام أصدق من أكثر الاجتماعات احترافاً؟ بحسب الصحفي والخبير في مجال التنمية البشرية إبراهيم السواحرة.

5 أسباب تجعل طاولة الطعام أكثر صدقاً من قاعة الاجتماعات:

الجو غير الرسمي يُحرر الكلمات

في الاجتماعات، تتطلب الأجواء الرسمية الانضباط، وتظهر الكلمات كأنها متزنة ومرتبطة بحسابات معينة. الجميع يحاول الحفاظ على الصورة المهنية، مما يحد من الانفتاح في التعبير عن الآراء الحقيقية. أما في بيئة غير رسمية مثل طاولة الطعام، فتصبح الأمور أكثر استرخاءً. لا توجد متطلبات للغة أو تصرفات معينة، ويُسمح للأشخاص بالتعبير عن أنفسهم بشكل أكثر عفوية. هذه الحرية في التعبير تعني أن الناس يشعرون بالأمان، ويكونون أكثر استعداداً للكشف عن آرائهم الحقيقية ومشاعرهم دون خوف من العواقب.
تعلّم: ثق بنفسك أكثر.. وابحث عن مهاراتك لتحصل على النجاح في العمل

الطعام يُحفز العاطفة

الطعام ليس مجرد وسيلة للإشباع الجسدي، بل هو عامل قوي في تعزيز الروابط العاطفية بين الأفراد. الأكل معاً يخلق تجربة جماعية تعزز من الإحساس بالانتماء والتواصل. فعندما نتشارك الطعام مع الآخرين، نحن لا نكتفي فقط بتناول الوجبات، بل أيضاً بتبادل لحظاتٍ حميمة قد تتضمن ضحكات مشتركة، نظراتٍ متبادلة، وربما اعترافات أو أفكاراً لم تُقل من قبل. هذه اللحظات تساعد على كسر الجليد وتُشجع على الحديث الصريح بعيداً عن السياقات الرسمية.

لغة الجسد أكثر طبيعية

في الاجتماعات الرسمية، يتبع الجميع قواعد معينة للتصرف. الجلوس في وضعية مستقيمة، تجنب الإيماءات الكبيرة، والتعبيرات المحدودة، جميعها تهدف إلى تقديم صورة مهنية ومتزنة. لكن على طاولة الطعام، تتبدد تلك القيود. الأشخاص يتركون أنفسهم يظهرون كما هم، يضحكون، يتحركون بحرية، وتظهر تعبيراتهم الجسدية الحقيقية. هذه الديناميكية الطبيعية تساعد في قراءة نوايا الآخرين وفهم مواقفهم بشكل أعمق. لذلك، عندما يشارك الناس آراءهم بشكل غير محكوم، تُكشف مواقفهم الحقيقية التي قد لا تظهر في بيئة أكثر رسمية.

غياب الضغط والتقييم المباشر

في الاجتماعات، يحضر دائماً الشعور بأن هناك تقييماً يجري، سواء بشكل مباشر أو ضمني. يتوقع المشاركون في الاجتماع أن يكونوا على دراية كاملة بكل التفاصيل، وأن يكونوا مستعدين لتقديم إجابات محكمة وأفكار محورية. هذه الضغوط تخلق نوعاً من الحذر في التعبير. على طاولة الطعام، تُتاح للناس فرصة التحدث بدون هذه التوترات. لا يوجد مدير يراقب، ولا أحد يدوِّن الملاحظات. يمكن للحديث أن يتدفق بحرية، ويُسمح بالتعبير عن الآراء الشخصية بلا أي قيود. هذا يقلل من التوتر ويشجع على إظهار الآراء الحقيقية.

الأحاديث الجانبية تقود للحقيقة

في الاجتماعات، النقاش عادةً ما يكون موجهاً بشكل مباشر نحو موضوع معين، والمشاركون يحرصون على الحفاظ على خط سير النقاش. أي خروج عن الموضوع يُعتبر غير مهني أو قد يتم تجاهله. أما في الأجواء غير الرسمية على طاولة الطعام، يتشعب الحديث بسهولة، وتتفرع الموضوعات في جميع الاتجاهات. هذه الأحاديث الجانبية قد تكشف عن جوانب من الشخصيات أو المواقف لم تُذكر في النقاش الرسمي. أحياناً، من خلال حديث عابر عن الطقس أو موضوع غير ذي صلة، يتكشف رأي أو فكرة كانت مخفية وراء الجدران المهنية.
اكتشف ذلك: العودة للعمل بعد العيد تُرهقك أكثر من 10 اجتماعات.. كيف تتجاوزها؟