جميعنا كأمهات نتعجل طفلنا في الكلام، ونفرح كثيراً بأول كلمة ينطقها، من ثم يبدأ يفكر، فيتكلم، ويسأل، وأحياناً تضعنا أسئلة أطفالنا في مأزق، والتي إما أن تكون محرجة أو تتعلق بغيبيات لا يعلمها سوى الله تعالى.
سيحدثنا الداعية محمد الماجد عن الرد المناسب على بعض أسئلة الأطفال الأكثر شيوعاً في بيوتنا، والتي تصاحب الفئة العمرية ما بين الرابعة وحتى العاشرة.
بدون أعمدة
كيف رفعت السماء بدون أعمدة؟
وهنا يقول الداعية محمد: «هذه قدرة من قدرات الله وإعجازه، فالله قادر على كل شيء، والدليل أن السماء فوقنا مرفوعة بدون أعمدة، ولم تسقط علينا، وهذا اتضح في قوله تعالى: «الله الذي رفع السماء بغير عمد ترونها»، واختلفت هنا التفسيرات، فمن المفسرين من قال: «إن هناك أعمدة ولكن لا نراها»، وتفسير آخر يقول: «رفعت السماء بدون أعمدة، وهي قدرة من الله، تعالى، تتناسب مع القدرات الفيزيائية التي بدأ الإنسان اكتشافها بالمجال المغناطيسي والجاذبية، وأننا إذا كنا في الفضاء؛ لأصبحنا طائرين معلقين بدون سقوط»، وطبعاً هنا التشبيهات ليست لله، سبحانه وتعالى، ولكن لتبسيط المعلومة للطفل».
لا ينام
كيف يراقبنا الله جميعاً في نفس الوقت ولا ينام؟
يقول الماجد في هذا السؤال: «في البداية لابد أن تكوني قد علمت طفلك أن الله كامل، والنوم يعني النقصان، وهذه الصفة لا تتماشى مع الله، تعالى الكامل، وجاء ذلك في كتابه العزيز: «لا تأخذه سنة ولا نوم»، أي أن الله، سبحانه وتعالى لا ينام أبداً، ولا يصيبه النعاس، وتشبيهي هنا للطفل إذا قمت بإعطائه عملية حسابية معقدة فلن يستطيع حلها، ولكن إذا كانت معه آلة حاسبة فسيقوم بحلها في أقل من الثانية، فما بالك الله، تعالى الكامل الذي لا يضاهيه أحد، فهو الذي خلق عقولاً اكتشفت وتعلمت، ومهما بلغنا من العلم فعقولنا صغيرة أمام الله، فهو قادر أن يرانا جميعنا ويراقبنا ويعلم؛ حتى ما في أسرارنا وأفكارنا».
ليس من علمه
لماذا كان الرسول أميّاً ونحن نتعلم؟ أليس هو قدوتنا؟
»هذا السؤال جيد جداً، وعندما يخبرك طفلك بهذا، ردي عليه قائلة: «إن الرسول، عليه السلام كان أميّاً؛ حتى يصدقه الناس بأن ما أوتي به من عند الله، وليس من تأليفه، فلم يكن عالماً ولا قارئاً ولا بليغاً ولا شاعراً؛ حتى يتم تصديقه، وأن ما عنده هو من عند الله، وليس من علمه، ومع ذلك عندما أنزل الله عليه الرسالة قال له: «اقرأ»، وأمره بالتعلم والقراءة».