ما أن أعلنت شركة "مروى غروب" عن إنتاجها مسلسل "عشرة عبيد زغار" بنسخة جديدة، حتى راهن عليه النقاد والمشاهدون اللبنانيون على وجه الخصوص، ليس لأن العمل مأخوذ عن إحدى أهم روايات أغاتا كريستي "لعبة الموت" فحسب، بل لأنه استعادة لنجاح المسلسل الذي قدّم في سبعينيات القرن الماضي، وحمل الإسم نفسه، وأعاد تلفزيون لبنان عرضه مرات عدّة بعد النجاح الكبير الذي حققه في عرضه الأول، ولاحقاً في عروض الإعادة.
وقبل انطلاق الماراتون الدرامي استبقت الشركة المنتجة بداية شهر رمضان، ودعت الصحافيين إلى حضور الحلقة الأولى، التي عادت محطة MTV وعرضتها في اليوم التالي، ثم عرضت الحلقة الثانية في اليوم الأول لشهر رمضان.
وبدا أن الحلقة الأولى هي الطعم الذي كسبت من خلاله المحطة والشركة المنتجة الرهان، حيث اتخذ المشاهدون قرارهم بمتابعة العمل قبل انطلاق الماراتون الدرامي، إلا أن الحلقات اللاحقة أثبتت أن فريق العمل وضع كل جهده في الحلقة الأولى، لتأتي الحلقات اللاحقة باهتة ومملة وغير قادرة على شد مشاهد يعرف أصلاُ القصة الأصلية.
وتدور القصة الأصلية حول عشر شخصيات، استدرجت إلى قصر في جزيرة معزولة ليبدأ مضيفهم بقتلهم تباعاً حسب تسلسل أغنية "عشرة عبيد زغار"، وبعد الجريمة الأولى يفتش المدعوون الجزيرة فيكتشفوا أنّ لا أحد غيرهم يقيم فيها، ويتوصلون إلى خلاصة أن القاتل واحد منهم، ليبدأ كل منهم بالشك بالآخر على وقع الجرائم التي تنهي حياتهم واحداً تلو الآخر، عقاباً لهم على جرائم ارتكبوها لا يعاقب عليها القانون.
في النسخة الجديدة، بدا أن الحلقة الأولى استحضرت روح المسلسل القديم شكلاً ومضموناً، مع تغيير في أسماء وبعض مهن أبطال القصة، كي لا يصبح القاتل معروفاً للمشاهد، إلا أن المسلسل وقع في جملة مغالطات.
فالجزيرة ليست معزولة بما للكلمة من معنى، إذ ثمة هاتف في القصر يرسل من خلاله صاحب الدعوة المجهول أوامره إلى الخادمين، وهو هاتف لم يفكر أي من المدعوين باستخدامه لطلب النجدة بعد علمهم أنهم باتوا محاصرين في القصر وينتظرون دورهم في العقاب.
كما أغرق المسلسل في دمويته، خصوصاً في مشهد ذبح الخادمة، التي تموت بجرعة زائدة من المنوم في المسلسل القديم الذي لم نشاهد فيه نقطة دم واحدة رغم الجرائم العشرة التي ارتكتبت فيه.
وما أمعن في خلق شعور لدى المشاهد أن الجزيرة ليست معزولة، مشهد اليخت الذي يحوم حولها، والذي جعل من فكرة الانتقال إلى الضفة الأخرى حلماً ليس بعيد المنال لسكان الجزيرة، التي تتصل بالعالم الخارجي بهاتف ويخت يدور حولها لأهداف لم يكشف عنها الكاتب بعد.
ولعلّ السذاجة في الطرح كانت في استدراج المدعوين إلى القصر، بسيناريوهات باهتة مر عليها المسلسل سريعاً، رغم أن القصة أفردت مساحات لا بأس بها للإضاءة على الطرق التي استدرج بها المضيف ضيوفه إلى القصر، مع غرق كل من المدعوين في ذكرياته عن الجريمة التي ارتكبها، وهو ما لم نشاهده بعد في المسلسل الجديد، بعد مواجهة القاتل لضيوفه بجرائمهم وبالمصير الذي ينتظرهم من خلال اسطوانة مسجلة.
المسلسل يطغى عليه الصمت مع ضعف الموسيقى التصويرية، أما الحوار فهو مكرر بصورة مملة، ولعل النقطة الأضعف كانت أداء الممثلين الذي يفتقر إلى أدنى معايير التمثيل، مع استثناءات قليلة منها الممثلين المخضرمين تقلا شمعون وجورج شلهوب.
وكان بإمكان المخرج العودة بطريقة الفلاش باك إلى ذكريات أبطال العمل عن جرائمهم، وتعريفنا بالتالي عليهم فرداً فرداً لنقرر ما إذا كانوا يستحقون تعاطفنا أم إدانتنا، إلا أنه أغفل هذه النقطة، فبات المشاهد غريباَ عن الأبطال، بالكاد يعرفهم وبالكاد يتملكه الفضول ليعرف أي مصير ينتظرهم.
أما الطامة الأكبر فكانت في استجداء الرعب عبر مشاهد لا تمت إلى الرعب بصلة، بطريقة صبيانية لا تنطلي حتى على الأطفال.
في حلقته الرابعة بدا "عشرة عبيد زغار" مسلسلاً فارغاً من أي مضمون رغم أنه يقوم على قصة تحتوي على أحداث مثيرة ألهمت الكثير من المخرجين وكتاب السيناريو، وبدا الممثلون تائهين وغير متمكنين من أدوارهم، وكأنهم لا يزالون في مرحلة البروفا، وبدا معظم المشاهدين وكأنهم تورطوا في مشاهدة مسلسل شوّه ذكرياتهم عن المسلسل القديم.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"