لم يستطع مسلسل سوري واحد من تلك التي تعرض خلال موسم دراما رمضان الحالي، أن يستأثر بقلوب الجمهور السّوري المُتعب حتّى اللّحظة..
فمعظم الأعمال الدراميّة التي قُدّمت هذا العام تسير على قدمٍ واحدة، وتتعكّز إمّا على النّص الجيّد أو على اللوحات الكوميدية السّاخرة التي تكون قريبة بالعادة من قلوب الجمهور، أو ربّما يكون الاعتماد على أسماء النّجوم المشاركين بالعمل، ولكن أن نقول أنّ هناك عمل سوري استطاع أن يفرض نفسه كعمل أوّل لدى المُتابعين.. فهذا الشيء لم يحدث حتّى اللّحظة.
فمثلاً الطّبقة المثقّفة في سوريا تميل هذا العام إلى مسلسل "قلم حمرة" نص يم مشهدي وإخراج حاتم علي، فيما ابتعد "النّاس العاديين" عن المتابعة الدؤوبة لهذا العمل، سيّما مع اعتماد العمل على طرح أسئلة فلسفيّة تحتاج لتفكير عميق رغم بساطتها وواقعيّتها.
فيما استطاع العمل الكوميدي الشّهير "بقعة ضوء" المحافظة على جمهوره من المتابعين، هذا العمل الذي يحاول مقاربة ما يجري في سوريا من أحداث ومآسي ليتناولها بشكل ساخر، بجزئه العاشر الجديد.
كذلك يبرز من بين الأعمال الكوميديّة السّورية التي تحقّق متابعة مقبولة، مسلسل "ضبّوا الشّناتي" للمخرج الليث حجّو، ويتماهى المتابعين لهذا العمل مع أبطاله إلى حدّ كبير، ليجدوا أنفسهم تماماً مثل أبطال المسلسل الذين يقرّرون السّفر خارج سوريا التي لم يعد الوضع المعيشي فيها محتملاً، ثمّ يتخبّطون مرّة جديدة في قرارهم ويآثرون البقاء في البلاد..
مسلسل "القربان" الاجتماعي الذي يحاول مقاربة الأحداث في سوريا، لازال يعاني حدّ اللّحظة من مقص الرّقابة السّوريّة التي أرهقته وأثّرت على مستواه، وقوّته، سيّما أنّه كان يفترض أن يكون من أجرأ الأعمال لولا تشويهه بحذف أهم المشاهد منه التي تنتقد المؤسّسة السّياسيّة في سوريا، العمل عن نص للكاتب الشاب رامي كوسا، ويخرجه علاء الدين كوكش.
أمّا بالنّسبة للأعمال التي سقطت جماهيريّاً هذا العام، فهي أعمال البيئة الشّاميّة التي يبدو أنّها باتت غير قادرة على جذب المُتابع السّوري، لا بل إنّ هذه الأعمال باتت موضع اتّهام دائم من قبل الجمهور لأنّها تشوّه تاريخ دمشق وتستعبد المرأة –على حدّ تعبيرهم- ..ابتداء من "باب الحارة".. وما تبعه من أعمال شاميّة.. لم يكن لها أي حضور قوي لدى المتابعين.
وما يلاحظه المُتابع للحركة الدراميّة في سوريا منذ بداية الأحداث فيها، أنّ هناك عدد من الأعمال ظهرت تحت بند ما يسمّى بـ "الدراما الشّبابيّة"، في ظل الفوضى التي تشهدها البلاد منذ ثلاث سنوات.. فكانت هي أيضاً دراما "فوضوية" بامتياز..ورخيصة إنتاجيّاً وفنيّاً.. ومن الظّلم إطلاق اسم "دراما" على هذا النّوع الذي طفا على السّطح مؤخّراً...
واعتمدت هذه "الدراما الفوضويّة" على شلل مكوّنة من مخرج غير معروف، بصحبة مجموعة من "ممثّلين" يراهم المُشاهد لأوّل مرّة.. أمّا النص فهو لأحد المغمورين أيضاً، واعتمد هذا النّوع في مجمله على الأعمال الكوميديّة التي أُطلقت عبر الشّاشات بإنتاجات رخيصة جداً واستسهال واضح.. طبعاً نحن لسنا ضد التّجارب الشّابة ولكن شرط توفّر الموهبة، كذلك لا يبرّر التّمويل الضّعيف رداءة العمل، فعالميّاً "المسرح الفقير" أو مسرح الشّارع كان من أنجح التّجارب الفنيّة في أوروبّا في حقبة من تاريخها سيّما في "بولندا".
ومن أبرز تلك الأعمال "بحلم ولا بعلم"، "نيولوك"، رجال الحارة".. ومن الممكن أن تعتمد هذه المسلسلات على وجه فنّي معروف قليلاً لدى الجمهور، ليحمل هو بطولة العمل إلى جانب باقي ما تبقّى من المشاركين .
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا انستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"