يُعاني ركّاب الطائرات في كثير من الأحيان من ألم الأذن، بسبب الضغط الجوي المتبدّل، خصوصاً عند إقلاع المركبة وهبوطها. وكذلك، تفعل فئة الغوّاصين، الذين يشكون من تفاوت في ضغط الأذن عند الهبوط إلى قاع البحر أو الخروج إلى سطح الماء.
الاختصاصي في جراحة الأنف والأذن والحنجرة فؤاد الفتى، يُطلع قارئات "سيدتي نت" على أبرز مشكلات الأذن المرتبطة بالسفر في الطائرة والغوص.
إنّ كلّ من يتعرّض لفارق في ضغط الجوّ، على غرار المسافر بالطائرة والغواصّ، يشكو من مشكلات في الأذن، تختلف باختلاف السبب. وتنتج هذه المشكلات عن التفاوت البطيء في الضغط على الأذن الوسطى، وتُقسّم إلى:
-1الجلطة في الأذن الداخليّة الأقلّ شيوعاً.
-2 الضرر في الأذن الوسطى، الذي قد يتطوّر إلى الأذن الداخليّة أو لا، من دون التسبّب بجلطة.والجدير بالذكر أنّ علاج هاتين الحالتين مختلف تماماً.
1-ركّاب الطائرات
عند إقلاع الطائرة، يشعر الراكب بألم في أذنيه، بسبب انتقاله من ضغط جوّ الأرض المرتفع إلى ضغط جوّ أقلّ ارتفاعاً. لكنّ الألم المذكور لا يؤشّر إلى الإصابة بضرر ما، بسبب قدرة القناة السمعية على تنفيس ضغط الهواء.والقناة السمعيّة هي عبارة عن قسطل يصل الأذن الوسطى بالأنف.
ومن الملاحظ أن أغلب المشكلات، التي يتعرّض لها راكب الطائرة، تحدث عند هبوط المركبة الجويّة، لا عند إقلاعها.فعند هبوط الطائرة، ينتقل المرء من ضغط جويّ منخفض إلى ضغط جويّ مرتفع، ما يتطلّب من المسافر أن يعيد برمجة الضغط في أذنه الوسطى، في أثناء هبوط الطائرة، من خلال مضغ اللبان، أو سدّ أنفه وفمه، مع الضغط على خدّيه بغية ضغط الهواء في الأذن الوسطى، بين فترة وأخرى.
وإذا كان راكب الطائرة يُعاني من زكام أو التهاب في الجيوب الأنفية، فلن تستطيع القناة السمعيّة لديه أن تؤدّي وظيفتها في تنفيس الهواء، ممّا يحدث فراغاً في داخل الأذن الوسطى، ويسبّب لها ضرراً؛ وذلك مع شفط مصل الدم الذي يغذّي الأذن الوسطى إلى الداخل ليتراكم وراء الطبلة، ما يُشعر المريض بأنّ ثمّة ماء خلف طبلة أذنه!
وإذا اضطُرّ قبطان الطائرة إلى الهبوط فجأة، فلن يتمكّن الراكب من أن يُعيد برمجة ضغط أذنه بسرعة، ما يُسبّب له نزفاً في أذنه الوسطى (يتمّ شفط دم الشرايين الذي يتراكم وراء الطبلة)، أو ثقوباً في أذنه، تُنتج الألم الحاد والنزيف في أذنه.
وتُشفى طبلة الأذن من دون علاج، في مدّة تتراوح بين شهرين أو أشهر ثلاثة، في 80% من الحالات. ولكن ملازمة الثقوب في الأذن المرءَ، بعد 6 أشهر، تستدعي الجراحة لزرع طبلة جديدة.
وإجمالاً، يُعدّ هذا الضرر بسيطاً، لكنّه لا يلبث أن يتحوّل إلى خطير، عندما تكسر قوّة الشفط عظام السمع الموجودة في الأذن الوسطى، حين يخرج ماء الأذن الداخليّة إلى الأذن الوسطى، ممّا يُساهم في فقدان السمع نهائياً، بعد الشعور بدوار وطنين حادَّين.
ويكمن علاج هذه الحالة بتناول "الكورتيزون" ومضادات الالتهاب، كما يُمكن الخضوع لجراحة إعادة مداواة الثقوب بهدف إنقاذ السمع.
2- الغوّاصون
قد يعاني الغوّاص من المشكلات عينها التي تواجه راكب الطائرة عند هبوطها، إذ ينتقل من ضغط الجوّ الخفيف إلى الضغط المرتفع داخل البحار؛ الأمر الذي يتطلّب منه أن يُعيد برمجة ضغط أذنه في أثناء الغوص، لأنّ من المحتمل أن تحدث كسور بسيطة في عُظيمات السمع في أذنيه، بطريقة تشعره بدوار حادّ، يُعيق خروجه من الماء.
وفي أثناء الصعود إلى سطح الماء، ينتقل الغوّاص من ضغط مرتفع إلى ضغط خفيف، بسرعة.ولذا، ينصح الطبيب الغوّاص بالصعود تدريجيّاً، مع أخذ فترة استراحة لمدّة نصف ساعة عند كلّ عدد من الأمتار، منعاً لحدوث جلطة هوائيّة في الأذن الداخلية. وهذه الأخيرة تتلخّص في تحوّل الغازات الموجودة في الدم إلى هواء، وتشمل عوارضها: الشعور بدوار حادّ، وفقدان السمع أحياناً. ولذا، تُعتبر هذه الحالة طارئة، و تتطلّب وضع المريض فوراً في صندوق ضغط للأُكسجين خلال أوّل 48 ساعة.
وإذا مرّت 10 أيّام من دون أن يتلقى المريض العلاج المطلوب، فإنّ نسبة الشفاء تُصبح معدومة.
نصائح هامّة
- للمسافر بالطائرة، خصوصاً المصاب بالزكام: يجب أن يتلقّى العلاج المطلوب لفتح أنفه بالكامل، من خلال استعمال البخّاخ للتسهيل على القناة السمعيّة القيام بوظيفتها بالشكل المطلوب.وعند الهبوط، يجدر به أن يُغلق أنفه وفمه، مع نفخ خدّيه ليصل الهواء إلى دواخل أذنيه، كلّ بضع دقائق.
- للطفل: يجب تقديم قارورة الرضاعة للطفل المسافر بالطائرة كي يتحرّك فمه بشكل متواصل.
- للغوّاص: يجب أن يلتزم الغوّاص، حرفياً، بقوانين الغوص، خصوصاً عند الخروج من الماء. ويُمنع الغوّاص من أداء هذه الرياضة، إذا أُصيب بالزكام أو بالتهاب في الجيوب الأنفية.
شاهدي أيضاً: