من غير الممكن أن تطلقي أحكاماً على المهارات الوالدية لأم أخرى، وربما حان الوقت لإيقافها والبدء بالدعم كأسلوب جديد يقدر كل الظروف، إليك قصة أم.
تقول لمى، ربة منزل: في سنوات مراهقتي وفي العشرينات لم أكن لآبه بما تقوم به أي امرأة أخرى، طالما لم تكن تحاول إهانتي، ولكن بعدها أنجبت طفلي الأول، كانت الأسابيع الأولى متعلقة بإطعامه ونومه، وكنت منهمكة جداً معه. بعدها قامت إحدى صديقاتي، وهي أم حديثة الولادة أيضاً باتخاذ قرار التوقف عن تعقيم زجاجات رضاعة طفلها الذي لم يتجاوز الـثلاثة الأشهر، وشعرت بالاشمئزاز بالحاجة إلى التدخل، وهنا بدأت سلسلة من المكالمات الهاتفية السرية بيني وبين اثنتين من أمهات أخريات: «إنه أمر فظيع، فهو صغير جداً وهذا تصرف غير مسؤول»، وتابعنا الثرثرة، ونحن جالسات حول المدفأة ونشاهدها لا تخرج إلا ومعها زجاجة الرضاعة والحليب، بينما نعمل نحن بجد طوال النهار نحضر المعقم ونمسح الزوائد المائية المتراكمة المزعجة، ونحن نتساءل من منا على خطأ».
مع مرور الأشهر، استمر إطلاق أحكام الأمهات، ففي مراكز اللعب عندما كانت لمى ترى اللبن الجاف ملتصقاً على وجه الطفل كانت تتساءل: ألا تغسل أمك وجهك أبداً؟ قد تكون أمه حاملاً بالشهر الثامن، ولا تنام أكثر من ساعتين، وتعاني من حرقة المعدة، ومع هذا فلم يمنعها ذلك من الانتقاد. كان لابد من أن تعترف: «كنت انتقد الأمهات الأخريات وأطلق أحكاماً عليهن».
منحدر زلق
فوجئت لمى باتباعها لهذا المبدأ المتشدد في عالم الأمومة، رغم كونها أماً جديدة لازالت تتحسس بداية طريقها كالجميع. ولكنها عرفت في نهاية الأمر أن السبب في انتقاد الأمهات الأخريات هو انعدام أمانها. فالأمومة تشمل الجلوس مع طفل في غرفة والتفكير، كيف أعتني بهذا الطفل؟ فليس هناك قواعد صارمة أو سريعة. بل تتعلمين بالتجربة والصبر والوقت. تستدرك لمى: «هذا لم يمنعني من تفقد من هن حولي بذعر، والتفكير أنها تقوم بشيء مختلف، فلابد أنها المخطئة ولست أنا. أنتقدها وأحكم عليها؛ لأنها لا تربي طفلها كما أربي أنا طفلي، كنت أول من أنتقد نفسي».
بعد موضوع التعقيم، قررت لمى أن تكون أكثر ثقة بقراراتها الوالدية، وأن تترك كل امرأة وحدها. وخلال التسوق، رأت أماً تضع لعبة في فم طفلتها الباكية، ففكرت ألا يمكنك تهدئتها بلمسة حانية بدلاً من شيء بلاستيكي؟ وقبل أن تنتبه لاحظت أنها تفعل ذلك مرة أخرى، فالانتقاد منحدر زلق.
الكل يفعل هذا
نشرت إحدى الأمهات الفخورات من صديقات لمى صورة لنفسها على الفيسبوك وهي ترضع طفلها، ثم بدأت التعليقات المستاءة بالظهور، فعلقت إحداهن: «أنا سعيدة لأجلك، ولكن هل كان من الضروري أن تنشري صورة كهذه؟ فأنا استخدم زجاجة إرضاع، وأشعر بالذنب دون رؤية صورة كهذه».
وتحول الموضوع إلى نقاش حاد بين هاتين الوالدتين حول الرضاعة الطبيعية والإرضاع بالزجاجة، وتركت كل منهما الحوار، وهي مستاءة جداً. وانقطع الأمل بوجود «الأمومة المتحدة».
تتابع لمى: «أن تكوني أماً أمر صعب جداً، وعلينا توفير كل الدعم لبعضنا البعض. فلا يهم إن كانت صديقتك تحب جينا فورد، تتبع مبادئها في إطعام طفلها، أو إن كنت قد اخترت إطعام طفلك بحساب أجزاء الثانية حينما يحتاج. فنحن نعيش في عالم واسع، وعلينا تقبل فرديتنا، ودعم قراراتنا».
بلغ ابن لمى تامر من العمر 4 سنوات حديثاً، وبدا لها أن إصراره وحزمه يعطي الأمهات فرصة أكبر عشر مرات بالحكم على مهاراتها الوالدية مع مرور كل أسبوع، تتابع لمى: «في اليوم السابق صاحبته من الحضانة وسألني بصوت عال: «أمي، هل من الممكن أن نتعانق على الكنبة وتخبريني بقصة؟» شعرت بالراحة والثقة، وتوهجت أمام كل الأمهات اللواتي يراقبننا.
أي قصة سنختار اليوم؟
قصة الرعب «شون أوف ذا ديد».
رجاء، لا تنتقدوني وتطلقوا الأحكام علي.
نصيحة من أم
عندما تبدأ أم بإطلاق أحكام وبالانتقاد، غيري الموضوع، امدحي ثيابها أو لعبة طفلها الجديدة، فسرعان ما ستلين وتسهو عن الموضوع.
لا تطلقي أحكاماً على أمهات أخريات
- الحمل والولادة
- سيدتي - نت
- 17 سبتمبر 2014